الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد: معكم دائما
و
كالمعتاد يتجدد
اللقاء
مع
القراءة الثالثة
من
**.. سلسلة القراءات العشر المتواترة ..**
قراءة أبي عمرو البصري، وأشهر من روى عنه
الدوري و السوسي .
ترجمة الإمام أبي عمرو البصري رحمه الله تعالى
أبو عمرو : هو زبان بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبدالله بن الحصين بن الحارث المازني البصري ولد بمكة سنة ثمان وستين(68) هـ وقيل سبعين (70) هـ وكان أعلم الناس بالقرآن والعربية مع الصدق والثقة والأمانة و الدين ونشأ بالبصرة ثم توجه مع أبيه إلى مكة و المدينة، قرأ على أبي جعفر و شيبة بن نصاح ونافع بن أبي نعيم وعبد الله بن كثير و عاصم بن أبي النجود وأبي العالية وقد قرأ أبو العالية على عمر بن الخطاب و أبي بن كعب وزيد بن مثبت وعبد الله بن عباس و جميعهم قرؤوا على رسول الله .
وَفَاتُهُ:
عاش الإمام أبو عمرو البصري حوالي 85 سنة وتوفي بمكة سنة 154 هـ، 771 م.
ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيهِ:
قال عنه الإمام الشاطبي في مقدمة متن الشاطبية:
وَأَمَّا الإْمَامُ المَازِنِيُّ صَرِيحُهُمْ * أَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِي فَوَالِدُهُ الْعَلاَ
قال أي: وهذا البدر الثالث أبو عمرو بن العلا البصري المازني من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن مر ، والصريح هو الخالص النسب وليس في السبعة من أجمع على صراحة نسبه غيره.
وقال عنه ابن معين: ثقة,وقال أبوحاتم: ليس به بأس.
وقال الشيخ شمس الدين: أبو عمرو قليل الرواية للحديث وهو صدوق حجة في القراءة.
وقال أبو عبيدة: أبو عمرو أعلم الناس بالقراءات والعربية والشعر وأيام العرب.
وقال عنه الذهبي: برز في الحروف ( أي القراءات ) وفي النحو، وتصدر للافادة مدة، واشتهر بالفصاحة والصدق وسعة العلم.
وقال أبو عمرو الشيباني: ما رأيت مثل أبي عمرو.
أشهر تلاميذ الإمام أبي عمرو البصري يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيدي المتوفى سنة اثنتين ومائتين (202)هـ
وعنه أخذ كل من الراويين
1- الدوري 2- السوسي
ترجمة الإمام الدوري الراوي عن أبي عمرو البصري رحمهما الله تعالى :
أول من جمع القراءات ، وراوي الإمامين أبي عمرو والكسائي .
اسمه : حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صُهبان بن عدي بن صهبان الدوري الأزدي البغدادي النحوي المقرئ الضرير راوي الإمامين أبي عمرو والكسائي .
كنيته : أبو عمر .
لقبه : الدوري ، نسب إلى الدور ، موضع ببغداد ، ومحله بالجانب الشرقي منها .
مولده : سنة خمسين ومائة في الدور أيام المنصور .
وفاته : توفي سنة ست وأربعين ومائتين .
إمام القراء في عصره ، وهو ثقة مثبت كبير ضابط ، أول من جمع القراءات وصنف فيها .
قال الأهوازي : إنه رحل في طلب القراءات ، وقرأ بسائر الحروف متواترها وصحيحها وشاذها وسمع من ذلك شيئاً كثيراً ، وقصده الناس من الآفاق لعلو سنده وسعة علمه .
من مصنفاته : « أحكام القرآن والسنن » ، « ما اتفقت ألفاظه ومعانيه من القرآن » ، « فضائل القرآن » ، «أجزاء القرآن » .
روى عنه بعض الأحاديث ابن ماجة في سننه , وأبو حاتم ، وقال : صدوق .
قال أبو داود : رأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري .
قرأ على إسماعيل بن جعفر عن نافع ، وقرأ على نافع أيضاً ,وقرأ على يعقوب بن جعفر عن ابن جماز عن أبي جعفر ,وقرأ على سليم عن حمزة ,وقرأ على الكسائي ، وعلى يحيى بن المبارك اليزيدي .
وروى القراءة عنه أُناس كثيرون ، منهم أبو عبد الله الحداد ، وأحمد بن حرب شيخ المطوعي ، وأحمد بن يزيد الحلواني ، والحسن بن علي بن بشار بن العلاف ، وأبو عثمان الضرير ،والأصبهاني وأُناس كثيرون .
ترجمة الإمام السوسي الراوي عن أبي عمرو البصري رحمهما الله تعالى :
اسمه : صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود السوسي الرقي .
كنيته : أبو شعيب .
وفاته : توفي بالرقة أول سنة إحدى وستين ومائتين وقد قارب التسعين .
مقرئ ، ضابط ، محرر ، ثقة .
أخذ القراءة عرضاً وسماعاً على أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي وهو من أجلِّ أصحابه وأكبرهم .
روى عنه القراءة ابن محمد وموسى بن جرير النحوي ، ومحمد بن سعيد الحراني ، وأحمد بن شعيب النسائي الحافظ ، وموسى بن جمهور ، ومحمد بن إسماعيل القرشي ، وأبو الحارث الطرسوسي وآخرون .
حفص الدوري والسوسي من القسم الثاني من بينه وبين الإمام واحد«الدوريوالسوسي » عن يحيى بن المبارك اليزيدي عن أبي عمرو .
تلاوة من سورة مريم من الأية 1 إلى الأية 40 برواية السوسي بصوت هشام عبدالباري
منهج أبي عمرو في القراءة
1- له بين كل سورتين ، البسملة ، السكت ، الوصل ، أما بين الأنفال وبراءة فله القطع والسكت والوصل وكل منها بلا بسملة .
2- له في المد المنفصل القصر والتوسط من رواية الدوري ، والقصر فقط من رواية السوسي .
3- يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين الواقعتين في كل كلمة مع إدخال ألف بينهما .
4-له من رواية السوسي إدغام المتماثلين نحو (الرَّحِيمِ - مَلِكِ ) ، والمتقاربين نحو ( وَشَهِدَ شَاهِدٌ ) ، والمتجانسين نحو ( رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ) بشروط مخصوصة يمكن الرجوع إلى كتب القراءات .
5- يسقط الهمزة الأولى من الهمزتين الواقعتين في كلمتين المتفقتين في الحركة ويغير الهمزة الثانية في المختلفتين .
6- يبدل الهمزة الساكنة من رواية السوسي نحو ( اطْمَأْنَنتُمْ –الذِّئْبُ - الْمُؤْمِنُونَ ) سوى ما استثناه له أهل الأداء .
7- يدغم ذال إذ في حروف مخصوصة نحو (إِذْ دَخَلُوا ),ودال قد في حروف مخصوصة نحو (قَدْ ظَلَمَ ) وتاء التأنيث فيبعض الحروف نحو
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ ) ولام هل في( هَلْ تَرَى ) .
8- يقف على التاءات التي رسمت تاء بالهاء نحو (جَنَّتُ نَعِيمٍ ) .
9- يفتح ياءات الإضافة التي بعدها همزة قطع نحو ( إِنِّي أَعْلَمُ ) مفتوحة أو مكسورة نحو ( فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنْ اغْتَرَفَ ) والتي بعدها همزة وصل مقرونة بلام التعريف نحو ( لاََ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) والمجردة من أل نحو ( هَارُونَ أَخِي - اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ) على تفصيل .
10-يثبت بعض ياءات الزوائد وصلاً نحو (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَان ) .
11- يقلل الألفات من ذوات الياء إذا كانت الكلمة التي فيها ألف على وزن«فعلى » نحو السلوى أو كسرها نحو (سِيمَاهُمْ ) أو ضمها نحو (الْمُثْلَى ) .
12- يميل الألفات من ذوات الياء إذا وقعت بعد راء نحو (اشْتَرَى ) .
13-يميل الألفات التي وقع بعدها راء مكسورة متطرفة
نحو( مِنْ دِيارِهِمْ ) يميل الألف التي وقعت بين راءين الثانية منهما متطرفة مكسورة نحو ( الأَبْرَار -الأَشْرَار ) .يميل ألف لفظ الناس المجرور من رواية الدوري .
الروابط المفضلة