انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 7 من 7

الموضوع: •··• ( قصـــة يُوسُف عليه السلام ) •·.·• الجـــزء الأولــــ ( 2)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الموقع
    الصَاحِبُ الذي لاَيخذِلُ صَاحِبه أبدا *كتاب ربي*
    الردود
    19,607
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    6
    التكريم
    • (القاب)
      • درة صيفنا إبداع 1432هـ
      • إبداع الكلمة
      • بصمة مبدعة
      • باحثة متألقة في الصوتيات
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)

    المواضيع المتميزة •··• ( قصـــة يُوسُف عليه السلام ) •·.·• الجـــزء الأولــــ ( 2)










    السلام
    عليكم ورحمة الله وبركاته
    نكمل القصة ...

    وبعد أن ألقوه وقد أخلعوا قميصه
    جلسوا يفكرون فيما سيقولون لأبيهم عندما يسألهم، فاتفقوا على أن يقولوا لأبيهم إن الذئب قد أكله،
    فذبحوا شاة، ولطخوا بدمها قميص يُوسُف.
    وفي الليل !



    عادوا إلى أبيهم،
    ولماذا العشاء ؟
    لماذا لم يعودوا في العصر ؟

    قيل: لئلا يرى أبوهم الدم بوضوح ، فيكتشف انه ليس بدم آدمي.
    و
    قيل: ليتوهم أنهم تأخروا في مطاردة الذئب !

    ولما دخلوا عليه بكوا بشدة، فنظر يعقوب إليهم ولم يجد فيهم يوسُف معهم،
    ما أصعب هذا الموقف !
    تخيلي أختي الحبيبة أن ابنكِ ذهب مع إخوانه
    للعب والسباق وهو أصغر أبناءك وعندما عادوا لم تجديه ؟
    ما هو شعورك حينها ؟
    وكيف سيكون حالكِ ومدى صبركِ؟
    موقف لا يثبت فيه إلا أقوياء الإيمان وعظماء التوحيد الذين هم أهل الإيمان والتوحيد
    فقد كانت كلمة لا إله إلا الله راسخة في قلوب الأنبياء رضوان الله عليهم
    ( قلوبهم مُعلقة بالله )

    فأخبروه أنهم ذهبوا ليتسابقوا، وتركوا يوسُف ليحرس متاعهم، فجاء الذئب وأكله،
    ( قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ) يُوسُف -17
    ثم أخرجوا قميصه ملطخًا بالدماء، ليكون دليلاً لهم على صدقهم.
    فرأى يعقوب عليه السلام القميص سليمًا، حيث نسوا أن يمزقوه، فقال لهم:
    عجبًا لهذا الذئب كان رحيمًا بيوسُف أكله دون أن يقطع ملابسه.
    ثم قال لهم مبينًا كذبهم:
    (
    بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) يوسُف: 18.
    فمن المنازل التي حققها الصالحون من عباد الله، منزلة الصبر؛ التي امتدحها الله تعالى في كتابه، وأمر بها
    استدلت بها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حادثة الأفك كما في الحديث الطويل الثابت
    في صحيح البخاري و مسلم
    عن عائشة رضي الله عنه و مما جاء فيه :

    قالت: فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلم ثم جلس قالت:


    و لم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها
    و قد لبث شهراً لا يوحى إليه في شأني قالت:
    فتشهد رسول الله و سلم حين جلس ثم قال: أما بعد , يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا و كذا ,
    فإن كنت بريئة فسيبرؤك الله
    وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله و توبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه
    ثم تاب إلى الله تاب الله عليه.

    قالت: فلما قضى رسول الله مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة فقلت لأبي :
    أجب رسول الله فيما قال , قال: و الله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله . فقلت لأمي:
    أجيبي رسول الله قالت و الله ما أدري ما أقول لرسول الله قالت فقلت _ و أنا جارية حديثة السن
    لا أقرأ كثيراً من القرآن_ :
    إني و الله لقد سمعت هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم و صدقتم به, فلئن قلت لكم إني بريئة _
    و الله يعلم أني منه بريئة_ لا تصدقوني بذلك
    ولئن اعترفت لكم بأمر _ والله يعلم أني منه بريئة _ لتصدقني.


    و الله ما أجد لكم مثلاً إلا قول أبي يوسُف (فصبر جميل و الله المستعان على ما يصفون)




    صحيح البخاري و مسلم

    فقد قال رسول الله : { الصبر ضياء } رواه مسلم
    وقال: {
    من يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاءً خيراً من الصبر } متفق عليه
    وقال: {
    عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له،
    وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له
    } رواه مسلم.


    قال ابن تيمية ، رحمه الله : الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه .
    والصبر الجميل : هو الذي لا تظهر فيه الفقر والمسكنة إلا لله .
    قيل لأحد العباد : ما هو الصبر الجميل ؟ قال : أن يقطع جسمك قطعة قطعة ، وأنت تبتسم.
    وقال آخر : الصبر الجميل أن تبتلى ، وقلبك يقول : الحمد لله .


    أعلمتم قيمة الصبر!
    فليشمر المشمرون، للدخول في زمرة عباد الله المخلصين.. الأنبياء، والصديقين والشهداء والصالحين،
    وحسن أولئك رفيقاً، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

    آخر مرة عدل بواسطة السَّــلوى~ : 29-02-2012 في 05:20 PM السبب: .... ()

    كل ما زاد الإنسان قربا إلى الله زادت ولاية الله للعبد وكل ما زادت الولاية
    زاد عطاء الله لك (توفيق , سداد , حفظ ورعاية , تأييد , يلطف بك )

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الموقع
    الصَاحِبُ الذي لاَيخذِلُ صَاحِبه أبدا *كتاب ربي*
    الردود
    19,607
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    6
    التكريم
    • (القاب)
      • درة صيفنا إبداع 1432هـ
      • إبداع الكلمة
      • بصمة مبدعة
      • باحثة متألقة في الصوتيات
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)

    smile2


    أما يوسُف يا أحبـــة فكان لا يزال حبيسًا في البئر ينتظر الفرج والنجاة
    ولأنه كان يتعرف إلى الله في الرخاء فعرفه الله في الشدة فبينما هو كذلك ..
    مرت عليه قافلة متجهة إلى مصر،
    فأرادوا أن يتزودوا من الماء، فأرسلوا أحدهم إلى البئر ليأتيهم بالماء،




    فلما ألقى دلوه تعلق به يوسُف، فنظر في البئر فوجد غلامًا جميلاً يمسك به،
    ففرح الرجل فرحاُ شديداً ونادى رجال القافلة،
    أن تعالوا وشاهدوا بأعينكم ماذا رأيت !!
    غلاماُ جميلاً ..غلاماُ جميلاُ , فإن يُوسُف يا اخوات
    قد أوتي شطر الحسن

    ..فأخرجوا يوسُف، وأخذوه معهم إلى مصر ليبيعوه.
    وباعوه بثمن بخس لأن الدنيا وما فيها لو دفعت في مثل يوسُف عليه لإسلام ،
    لكانت بخساً ، ولكانت غبناً ، ولكانت خسارة


    كان عزيز مصر في هذا اليوم يتجول في السوق، ليشتري غلامًا له؛ لأنه لم يكن له أولاد،
    فوجد هؤلاء الناس يعرضون يوسُف للبيع، فذهب إليهم،
    واشتراه منهم بعدة دراهم قليلة

    ولم يقل موزونة ، لأن المعدود دائماً اقل من الموزون



    رجع عزيز مصر إلى زوجته، وهو سعيد بالطفل الذي اشتراه، وطلب من زوجته أن تكرم هذا الغلام،
    وتحسن معاملته، فقال لامرأته: {
    أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} يُوسُف - 21
    وهذا مبالغة في الإكرام .. أحسني طعامه وشرابه وكسوته ومنامه


    :

    هكذا اخواتي الحبيبات مكن الله ليوسُف في الأرض فأصبح محاطًا بعطف العزيز ورعايته.
    فأراد أن يتخذ هذا الغلام ولداً يترعرع في بيتهم ، يهدؤون ويرتاحون إليه ، وهم لا يشعرون أنه لن يكون لهم ولداً ، بل !!
    سوف يكون نبياً من الأنبياء ، ورسولاً يحمل رسالة السماء إلى الأرض ،
    وداعية إصلاح يحرر الشعوب ويقود الأجيال إلى الله .

    مكث عليه السلام في قصر العزيز تقياً عابداً متعلقاً بالحي القيوم




    وتمر الأيام ، ويزداد حسناً إلى حسنه ، وجمالاً إلى جماله .
    فتراوده المرأة التي عاش معها تلك السنين الطويلة.
    فيا للفتنة!
    ويا للمحنة!
    شاب أعزب فيه الشهوة ، وليس له أهل يعود إليهم

    :

    ومرت السنون، وكبر يوسُف، وأصبح شابًا قويًّا، رائع الحسن،
    وكانت امرأة العزيز تراقب يوسُف يومًا بعد يوم، وازداد إعجابها به لحظة بعد أخرى،
    فبدأت تظهر له هذا الحب بطريق الإشارة والتعريض، لكن يوسُف عليه السلام كان يعرض عنها، ويتغافل عن أفعالها،
    فأخذت المرأة تفكر كيف تغري يوسُف بها.


    وفي يوم من الأيام عملت على إغلاق الأبواب وكانت سبعة أبواب ، فغلقت كل باب
    فخلت معه ولكن الله سبحانه وتعالى يراهما {
    هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} يوسُف - 24.. فخلا بالمعصية ، لكن ما خلا عن عين الله .



    وإذا خلوت بريبة في ظلمــة *** والنفس داعية إلى الطغيان
    استحيي من نظر الإله وقل لها *** إن الذي خلق الظلام يراني


    هاجت الشهوة في قلبه عليه السلام ،

    {لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ} يُوسُف-24

    فما هو برهان ربه يا ترى
    ؟

    تلك أقوال المفسرين ، أعرضها عليكم ، ثم نخرج بالراجح ، إن شاء الله :

    - قال ابن عباس ، رضي الله عنه: لما هم يوسُف بها سمع هاتفاً يهتف يقول : يا يوسُف ، إنني كتبتك في ديوان الأنبياء فلا تفعل فعل السفهاء.

    - وقال السدي : سمع هاتفاً يهتف ويقول : يا يوسُف ، اتق الله ، فإنك كالطائر الذي يزينه ريشه ، فإذا فعلت الفاحشة فقد نتفت ريشك.
    - وقال بعض المفسرين : رأى لوحة في القصر مكتوب عليها {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً } الإسراء : 32
    - وقال غيرهم : رأى كفا مكتوبا عليه {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ} الإنفطار: 10 أي: إننا نحفظ تصرفاتكم وحركاتكم وسكناتكم.
    - وقيل : بل رأى يعقوب أباه في طرف الدار قد عض على إصبعه وهو يقول : يا يوسُف ، اتق الله ، أورده ابن جرير وابن كثير .
    - وقال بعض أهل العلم من المفسرين أيضاً : لما همت به وهم بها قالت : انتظر ، فقامت إلى صنم في طرف البيت فسترته بجلباب على وجهه .
    قال: ما لك ؟ قالت: هذا الهي استحي أن يراني.
    فدمعت عينا يوسُف ، وقال: أتستحين من صنم لا يسمع ولا يبصر ، ولا يملك ضراً ولا نفعاً ، ولا حياة ولا نشورا ،
    ولا أستحي من الله الذي بيده مقاليد الأمور .

    - ويرى ابن تيمية ، شيخ الإسلام ، وغيره من أهل العلم : أن برهان ربه الذي رآه ، هو: واعظ الله في قلب كل مؤمن ،
    فقد تحرك واعظ الله ، والحياء من الله ، والخجل من الحي القيوم في قلب يوسُف عليه السلام ، فارتدع عن المعصية وعاد منيباً إلى الله
    {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)} النازعات
    فتذكر الوقوف بين يدي الله فتراجع.


    كل ما زاد الإنسان قربا إلى الله زادت ولاية الله للعبد وكل ما زادت الولاية
    زاد عطاء الله لك (توفيق , سداد , حفظ ورعاية , تأييد , يلطف بك )

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الموقع
    الصَاحِبُ الذي لاَيخذِلُ صَاحِبه أبدا *كتاب ربي*
    الردود
    19,607
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    6
    التكريم
    • (القاب)
      • درة صيفنا إبداع 1432هـ
      • إبداع الكلمة
      • بصمة مبدعة
      • باحثة متألقة في الصوتيات
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)

    هذا النموذج الرائع يضربه الله تعالى لنا حتى نتعظ ونعتبر وحتى يعلم الناس أجمعين أن العفة لا تكون هكذا بمجرد الخاطرة
    وإنما لابد لها من همة وإرادة .
    هذه القصة التي يضربها الله عز وجل في سورة يوسُف نقف فيها وقفات:
    إن الإستعانة بالله واللجوء إليه والاستعاذة به والفرار إليه هو من أقوى الأسباب التي تنال بها العفة؛
    من الذي يحفظك من سماع الأغاني؟
    من الذي يغض بصرك حقٌا؟
    من الذي يحفظكِ من الرفقة السيئة؟
    من الذي يُجنبكِ الحرام؟

    هو الله عز وجل رب العالمين,

    :

    ولذلك فلا يغتر إنسان بنفسه, لا يغتر إنسان بثقته بل ينبغي عليه أن يتهم نفسه دومًا بقلة الهمة وبضعف الإرادة
    وأن يستعين بالله عز وجل لكي يصرفه عن السوء والفحشاء.
    (
    كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) 24- يوسُف
    وإذا اخلص العبد لله حماه الله من الفتن ، ووقاه المحن ، وجنبه الشرور .

    ثبّت الله يُوسُف عليه السلام فهو كالطود الشامخ، تذكَّرُ نعمَ اللهِ عليه في إخراجه من الجب ومجيئهِ إلى هذا البيت الآمن،
    فكيف يكفرُ بنعمةِ الله ويقابلُ إحسانَ العزيزِ إليه بالإساءةِ !
    لكنَّ شيطان المرأةِ أغراها فتَلْحقُ بيوسُفَ ويهربُ منها، ويريدُ البابَ ليخرجَ فإذا بسيِّدها - زوجها - أمامِها،
    (
    وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) 25-يوسُف
    شقت قميصه وهي تلاحقه وتدعوه إلى نفسها ، وهو يلتجئ إلى الله ويصيح بأعلى صوته ،
    وصوته يدوي في القصر {
    مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ } 23-يوسُف
    قال
    بعض المفسرين : يعني بذلك زوجها الذي أحسن مثواه ، وهو يسمي (ربا) عندهم أي : سيدا ، كقولنا : رب الناقة أي : سيدها.
    وقال
    السدي وغيره : إنه الهي الحي القيوم ،اجتباني ورباني وعلمني وحفظني وحماني وكفاني وآواني فكيف أخونه في أرضه ؟

    :

    وهنا تأتي الحيلُ الشيطانيةُ كما تفعلُ النساء في هذه الحالةِ، فقد عمِدتْ فوراً زوجةُ العزيزِ إلى إلصاقِ التهمةِ بيوسُفَ،
    انظروا إلى كيد النساء ومكرهن ، فهي قد سبقت يوسُف بالكلام ، واتهمته بأنه يريدها عن نفسها!
    ثم أصدرت الحكم عليه وقالت :
    {
    مَا جَزَاءُ مَنْ أراد بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } 25- يُوسُف .
    قال
    ابن عباس : يضرب بالسياط. فقال يوسُف بلسان الصادق الناصح الأمين التقي الورع الزاهد العابد : { هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي } 26 - يُوسُف
    وتطالبُ بإنزالِ العقوبةِ به، لكنَّ الله جل وعلا يحفظ عباده المؤمنين ويدافع عنهم،
    فقال إن كان قميص هذا الفتى قُدَّ من قُبُل فهو المعتدي، وإن كان قُدَّ من دُبُر فهي المعتدية، ويتفحصان القميص
    فشهد شاهد يُوسُف بما أخبر الله به إذ قال :
    (
    وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أهلها ) 26-يُوسُف
    قيل : من أبناء عمها ، وقيل : رجل من الخدم .
    والصحيح الذي عليه الجمهور : أنه طفل صغير ، كان بالغرفة لا يتكلم أنطقه الله الذي أنطق كل شيء .


    فيتبين كذب المرأة وصدق يوسُف
    ظهر الحق.. انتصر الحق .. قال تعالى:
    ( إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ ) محمد - 7

    قال لهم عزيز مصر: انظروا إن كان القميص قد شق من خلفه فهي الكاذبة ، وهو الصادق ؛ لأنها هي التي مزقته ، فهي التي تجري خلفه .
    وإن كان قد شق من الإمام فهو الكاذب –
    وحاشاه – وهي الصادقة ، لأنه سيكون هو الذي هاجمها .
    فوجدوا أنه هو الصادق عليه السلام ، فنصحه زوجها بأن لا يخبر أحداً ، ولا يشيع الخبر في الناس ، فقال:
    { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا } 92-يوسف .
    وأما المرأة فنصحها برفق ولين ، على الرغم من جريمتها!!
    فقال : (
    وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ ) 29-يوسف
    فقط استغفري وتوبي !


    :


    هذه القصة يا اخوات المليئة بالعظات والعبر ولعل قراءتها والتمعن في تدبر آياتها يجعل العبد يفقه كثيراً من أسرارها.
    نسأل الله بمنه وكرمه أن يجمعنا بيعقوب ويوسُف و بمحمد ووالدينا وأحبابنا في جنات النعيم.
    ومن هذه الفوائد:

    -أن الحافظ ، هو : الله سبحانه دون غيره ، فالجأي إليه في الضوائق والشدائد ليحفظك سبحانه ،
    ومن عرف الله في الرخاء عرفه في الشدة.

    -إذا ابتُلي العبدُ بمواطنِ الريبةِ وأماكن الفتنة فينبغي له أن يهرب لئلا تُدركه أسبابَ المعصيةِ فيقع ثمَّ يندم،
    وكان هذا حالُ يوسُف عليه السلام فرَّ هارباً وهي تُمسك بثوبهِ من خلفهِ.

    :

    يا أخوات الإسلام، ويا معاشر المسلمين، انظروا إلى هذا التقي النقي الورع،
    انظروا إلى من راقب الله فأسعده الله، ونجَّاه الله، وحفظه الله.


    فيا مَنْ حفظ يوسُف عليه السلام، احفظنا بحفظك، ويا من رعاه ارعنا برعايتك، يا رب العالمين،
    ويا من حرسه بعينه، احرسنا بعينك التي لا تنام. ويا من آواه إلى كنفه، آوِنا إلى كنفك الذي لا يضام، إنك على كل شيء قدير


    بقيت محنته القادمة التي سيتعرض لها في السجن ، ولعلها تأتي في موضوع خاص فتابعوني ..*
    هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال جل من قائل عليما:
    ﴿
    إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ الأحزاب: 56.


    :





    كل ما زاد الإنسان قربا إلى الله زادت ولاية الله للعبد وكل ما زادت الولاية
    زاد عطاء الله لك (توفيق , سداد , حفظ ورعاية , تأييد , يلطف بك )

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الموقع
    (عابرة سبيل.. في هذه الدنيا (*
    الردود
    5,068
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • الهمة العالية
      • متألقة صيف 1432هـ
      • جود الأخلاق
      • رفيف النزهة
      • ذهبيّـة الحرف
      • بصمة تعاون
    (أوسمة)
    ؛

    وُفقتِ ياا حبيبة ()

    بين سردٍ للأحداث وتضمينٍ للعِبر..

    وفقكِ الله دوما..

    ؛

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الموقع
    الصَاحِبُ الذي لاَيخذِلُ صَاحِبه أبدا *كتاب ربي*
    الردود
    19,607
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    6
    التكريم
    • (القاب)
      • درة صيفنا إبداع 1432هـ
      • إبداع الكلمة
      • بصمة مبدعة
      • باحثة متألقة في الصوتيات
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)

    smile2

    تعقيب كتبت بواسطة ســلوى~ عرض الرد
    ؛

    وُفقتِ ياا حبيبة ()

    بين سردٍ للأحداث وتضمينٍ للعِبر..

    وفقكِ الله دوما..

    ؛
    سلوى
    يا هلا بالورد والزهر
    جزاكِ الله خيراً وجعلكِ مفتاحاً من مفاتيح القوة والنجاح في خدمة الأمة

    تسعدني طلاتكِ أسعدكِ الله حيثما كنتِ

    \

    كل ما زاد الإنسان قربا إلى الله زادت ولاية الله للعبد وكل ما زادت الولاية
    زاد عطاء الله لك (توفيق , سداد , حفظ ورعاية , تأييد , يلطف بك )

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الموقع
    النمسا
    الردود
    10
    الجنس
    امرأة
    جزاكِ الله خيراً ما شاء الله علي اسلوبك في سرد القصة رائع للغاية
    متشوقة جدا للقادم في القصة
    جمعني الله واياك والمسلمين في جنته

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الموقع
    الصَاحِبُ الذي لاَيخذِلُ صَاحِبه أبدا *كتاب ربي*
    الردود
    19,607
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    6
    التكريم
    • (القاب)
      • درة صيفنا إبداع 1432هـ
      • إبداع الكلمة
      • بصمة مبدعة
      • باحثة متألقة في الصوتيات
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)
    الفكرة
    يا للأنوار الساطعات
    اشكركِ من أعماق الفؤاد
    ردكِ يدفعني للأمام دائماً
    جزاكِ الله خيراً وجعلكِ مُباركة أينما كنتِ
    آمين

    \


    كل ما زاد الإنسان قربا إلى الله زادت ولاية الله للعبد وكل ما زادت الولاية
    زاد عطاء الله لك (توفيق , سداد , حفظ ورعاية , تأييد , يلطف بك )

مواضيع مشابهه

  1. •··• ( قصـــة يُوسُف عليه السلام ) •·.·• الجـــزء الأولــــ ( 1 )
    بواسطة عُلو الهمّة في دار لكِ لـ تحفيظ القرآن
    الردود: 15
    اخر موضوع: 06-03-2012, 02:15 AM
  2. •·.·´¯`·.·• ( قصـــة يُوسُف عليه السلام ) •·.·´¯`·.·•
    بواسطة عُلو الهمّة في دار لكِ لـ تحفيظ القرآن
    الردود: 5
    اخر موضوع: 11-02-2012, 11:00 PM
  3. •·.·´¯`·.·• ( قصـــة الذبيـــح إسماعيل عليه السلام ) •·.·´¯`·.·• ( 3 )
    بواسطة عُلو الهمّة في دار لكِ لـ تحفيظ القرآن
    الردود: 7
    اخر موضوع: 18-01-2012, 01:57 AM
  4. الردود: 7
    اخر موضوع: 10-12-2011, 03:21 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الكلمات الاستدلالية لهذا الموضوع

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ