السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن فقد العالم ليس فقداً لشخصه ، وليس فقداً لصورته ، ولا لحمه ودمه ،
ولكنه فقد لجزء من ميراث النبوة ، إنه فقد لجزء كبير ، بحسب ما قام به العالم من الجهد والتحقيق ،
وهكذا يختلس العلم ويقبض بقبض حملته الذين هم العلماء
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ : ((خُذُوا الْعِلْمَ قَبْلَ أَنْ يَذْهَبَ)) . قَالُوا : وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَفِينَا كِتَابُ اللَّهِ قَالَ : فَغَضِبَ ،
ثُمَّ قَالَ : ((ثَكِلَتْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ أَوَلَمْ تَكُنِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمْ شَيْئًا ، إِنَّ ذَهَابَ الْعِلْمِ أَنْ يَذْهَبَ حَمَلَتُهُ ، إِنَّ ذَهَابَ الْعِلْمِ أَنْ يَذْهَبَ حَمَلَتُهُ ))
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فَشَخَصَ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ : ((هَذَا أَوَانُ يُخْتَلَسُ الْعِلْمُ مِنَ النَّاسِ حَتَّى لَا يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ))
فَقَالَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ يُخْتَلَسُ مِنَّا وَقَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ فَوَاللَّهِ لَنَقْرَأَنَّهُ وَلَنُقْرِئَنَّهُ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا فَقَالَ :
((ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا زِيَادُ إِنْ كُنْتُ لَأَعُدُّكَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، هَذِهِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ عِنْدَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَمَاذَا يُغْنِي عَنْهُمْ ؟))
رواه الترمذي والدارمي .
وعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ :
((إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا))
رواه البخاري ومسلم .
قال النووي: هذا الحديث يبين أن المراد بقبض العلم ليس هو محوه في صدور حفاظه،
ولكن معناه أن يموت حملته، ويتخذ الناس جهالاً يحكمون بجهالتهم فيضلون ويضلون.
إذا أُدْرك ذلك تبين أن فقد العالم لا يعوِّض عنه مال ولا عقار ، ولا متاع ولا دينار ، بل إن فقده مصيبةٌ على الإسلام والمسلمين لا يعوض عنه شيء،
قال ابن مسعود : ((موت العالم ثلمة في الإسلام لا يعوض عنه شيء ما اختلف الليل والنهار))
رواه ابن عبد البر
قال عمر رضي الله عنه: موت ألف عابد أهون من موت عالم بصير بحلال الله وحرامه.
قال ابن القيم: ووجه قول عمر أن هذا العالم يهدم على إبليس كل ما يبنيه بعلمه وإرشاده، وأما العابد، فنفعه مقصور على نفسه.
وعن الحسن قال: كانوا يقولون: (موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار)
لعمرك ما الرزية فقد مال
ولا شاة تـموت ولا بعير
ولكن الرزية فقــد حـــــر
يموت بـموته خلق كثير
اللهم ارحم شيخنا واغفرله اللهم أمين
اللهم اهدنا واصلح شأننا واجعلنا لطريق الحق هداة مهتدين
منقول
الروابط المفضلة