السلام عليكم:
هذه الاجابة منقولة من موقع الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)

السؤال:


أود السؤال عن كيفية سجود السهو في حالة النقص أو الزيادة في الصلاة ، وعندما يكون سجود السهو بعد التسليم ، هل يعيد المصلي التشهد أم لا ؟
وهل يقول في سجود السهو ( سبحان ربي الأعلى ) ثلاثا ؟ أم هناك أذكار أخرى تقال في سجود السهو ؟
وهل إذا نسي المصلي التشهد الأول وجب عليه سجود السهو أم لا ؟.

الجواب:

الحمد لله

أولا :

في محل سجود السهو ، هل هو قبل السلام أو بعده ، خلاف كبير بين أهل العلم ، والأظهر من أقوالهم : أن الزيادة في الصلاة سهوا تقتضي السجود بعد السلام ، والنقص يقتضي السجود قبل السلام ، وأما عند الشك ففيه تفصيل : فإذا ترجح عنده أحد الاحتمالين فإنه يسجد بعد السلام ، وإن لم يترجح عنده أحد الاحتمالين فإنه يسجد قبل السلام ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (12527) .

ثانيا :

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (7/8) :

" التشهد الأول في الصلاة واجب من واجباتها في أصح قولي العلماء ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله ويقول : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ، ولما تركه سهوا سجد للسهو ، فمن تركه عمدا بطلت صلاته ، ومن تركه سهوا جبره بسجود السهو قبل السلام " انتهى .

ثالثا :

لا يشرع إعادة التشهد بعد سجود السهو سواء كان السجود قبل السلام أم بعده ، وقد سبق بيان ذلك في سؤال رقم (7895) .

رابعا :

سجود السهو يؤدى كما يؤدى سجود الصلاة ، فيسجد على سبعة أعظم كسجود الصلاة ، ويذكر الله بالذكر المعروف ( سبحان ربي الأعلى ) ، ويقول بين السجدتين ( رب اغفر لي رب اغفر لي ) ، وليس هناك ذكر خاص بسجود السهو ، هذا ما يقرره أهل العلم .

يقول المرداوي في "الإنصاف" (2/159) :

" سجود السهو وما يقول فيه وبعد الرفع منه كسجود الصلاة " انتهى .

وقال الرملي في "نهاية المحتاج" (2/88) :

" وكيفيتهما ( يعني سجدتي السهو ) كسجود الصلاة في واجباته ومندوباته كوضع الجبهة والطمأنينة والافتراش في الجلوس بينهما " انتهى باختصار .

وبعض الفقهاء يستحب أن يقول في سجود السهو ( سبحان من لا يسهو ولا ينام ) ، ولكن لا دليل عليه ، فالمشروع هو الاقتصار على ما يذكر في سجود الصلاة ، ولا يعتاد ذكرا غيره .

والله أعلم

السؤال:


هل يشترط لسجود التلاوة طهارة ، وهل يكبر إذا خفض ورفع سواء كان في الصلاة أو خارجها ؟ وماذا يقال في هذا السجود ؟ وهل ما ورد من الدعاء فيه صحيح ؟ وهل يشرع السلام في هذا السجود إذا كان خارج الصلاة ؟.

الجواب:

الحمد لله

وبعد : سجود التلاوة لا تشترط له الطهارة في أصح قولي العلماء وليس فيه تسليم ولا تكبير عند الرفع منه في أصح قولي أهل العلم .

ويشرع فيه التكبير عند السجود لأنه قد ثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ما يدل على ذلك .

أما إذا كان سجود التلاوة في الصلاة فإنه يجب فيه التكبير عند الخفض والرفع لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك في الصلاة في كل خفض ورفع . وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : صلوا كما رأيتموني أصلي . رواه البخاري في صحيحه ( 595 ) ، ويشرع في سجود التلاوة من الذكر والدعاء ما يشرع في سجود الصلاة لعموم الأحاديث ومن ذلك : اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين روى ذلك مسلم في صحيحه ( 1290 ) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول هذا الذكر في سجود الصلاة من حديث علي رضي الله عنه .

وقد سبق آنفا أنه يشرع في سجود التلاوة ما يشرع في سجود الصلاة وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا في سجود التلاوة بقوله : " اللهم اكتب لي بها عندك أجرا وامح عني بها وزرا واجعلها لي عندك ذخرا وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود عليه السلام" رواه الترمذي ( 528 )

والواجب في ذلك قول : سبحان ربي الأعلى ، كالواجب . في سجود الصلاة ، وما زاد عن ذلك من الذكر والدعاء فهو مستحب .

وسجود التلاوة في الصلاة وخارجها سنة وليس بواجب لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث زيد بن ثابت ما يدل على ذلك وثبت عن عمر رضي الله عنه ما يدل على ذلك أيضا ، والله ولي التوفيق .



( مجموع فتاوى ومقالات سماحة الشيخ ابن باز 11 / 406 ) .

السؤال:


ماذا نقول في سجدتي السهو وما بينهما ؟ وهل نقول مثلما نقول في صلاة الفريضة ؟.

الجواب:

الحمد لله

لم يرد – فيما نعلم – تخصيص سجدتي السهو بذكر معين ، وعلى هذا يكون حكمهما حكم سجود الصلاة ، فيقال فيهما ما يقال في سجود الصلاة ، نحو ( سبحان ربي الأعلى ) والدعاء ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ ) رواه مسلم (482) .



ويقال بينهما ما يقال بين سجدتي الصلاة ، نحو ( رب اغفر لي ) .



قال النووي في "المجموع" (4/72) :

" سُجُودُ السَّهْوِ سَجْدَتَانِ بَيْنَهُمَا جَلْسَةٌ , وَيُسَنُّ فِي هَيْئَتِهَا الافْتِرَاشُ ، وَيَتَوَرَّكُ بَعْدَهُمَا إلَى أَنْ يُسَلِّمَ , وَصِفَةُ السَّجْدَتَيْنِ فِي الْهَيْئَةِ وَالذِّكْرِ صِفَةُ سَجَدَاتِ الصَّلاةِ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ " انتهى .

وقال في " الشرح الكبير" (4/96) :

" ويقول في سجود السهو ما يقول في سجود صلب الصلاة ، قياساً عليه " انتهى .

وقال في "أسنى المطالب" (1/195) :

" سُجُودُ السَّهْوِ سَجْدَتَانِ . . . وَكَيْفِيَّتُهَا كَسَجْدَتَيْ الصَّلاةِ ، يَجْلِسُ مُفْتَرِشًا بَيْنَهُمَا ، وَيَأْتِي بِذِكْرِ السُّجُودِ لِلصَّلاةِ فِيهِمَا " انتهى .

وقال في "مغني المحتاج" (1/439) :

" وكيفيتهما كسجود الصلاة في واجباته ومندوباته ، كوضع الجبهة والطمأنينة . . . ويأتي بذكر سجود الصلاة فيهما . . .

قال الأذرعي وسكتوا عن الذكر بينهما . والظاهر أنه كالذكر بين سجدتي صلب الصلاة " انتهى باختصار .

وجاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (6/443) :

" يقول الساجد في سجود السهو والتلاوة مثل ما يقول في سجوده في صلاته : " سبحان ربي الأعلى " والواجب في ذلك مرة واحدة ، وأدنى الكمال ثلاث مرات ، ويستحب الدعاء في السجود بما يسر الله من الأدعية الشرعية المهمة " انتهى .

وذكر بعض العلماء أنه يستحب أن يقال فيهما : " سُبْحَانَ مَنْ لا يَنَامُ وَلا يَسْهُو " .

قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (2/12) : لم أجد له أصلاً . انتهى .

والله اعلم .