من أروع ما قرأت عن بلدي الحبيبه بقلم الشيخ الكريم عائض بن عبدالله القرني
( رفقاً بقلبي يا دمشق )
السلام عليك يا أرض شيخ الإسلام ، ورحمة الملك العلام ، أيها الحضور الكرام في دمشق الشام .
يا دمشق ماذا تكتب الأقلام ، وكيف يرتب الكلام ، وماذا نقول في البداية والختام .
في دمشق الذكريات العلمية ، والوقفات الإسلامية ، والمآثر الأموية ، فيها يرقد ابن تيمية وابن الجوزي ، وفي دمشق حلقات الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية ويحق لحسان أن ينوح على تلك الأوطان ويسكب عليها الأشجان ...
تذكرك دمشق بمعاوية ابن أبي سفيان وعبدالملك بن مروان وبني غسان ، والشعر والبيان والمجالس الحسان ، دمشق سماء زرقاء وروضة خضراء وقصيدة عصماء وظل وماء وعلو وسناء وهمة شماء ، ما أبقى لنا الشوق بقية لما سمعنا تلك القصيدة الشوقية في الروابي الدمشقي ......
قمر دمشقي يسافر في دمـي ... وسنابل وخمائل وقبــــــــــــابُ
الحب يبدأ من دمشق فـأهله ... عشقوا الجمال وذوبوه وذابوا
والماء يبدأ من دمشق فأينما ... أسندت رأسك جـــدول ينسابُ
ودمشق تهدي للعروبة لونها ... وببابها تتشــــــــــكل الأحزابُ
في دمشق أكباد تخفق وأوراق تصفق ونهر يتدفق ودمع يترقرق وزهر يتشقق ...
دخلنا دمشق فاتحين وصعدنا رباها مسبحين ، فدمشق في ضمائرنا كل حين وهي غنية عن مدح المادحين ولا يضرها قدح القادحين .....
آه يا دمشق كم في ثراك من عابد .. كم في جوفك من زاهد .. كم في بطنك من مجاهد .. كم في حشاك من ساجد .. أنت يا دمشق بيت جود منك تهب الجنود وتحمل البنود ..
من زارك يا دمشق عاد وهو شاكر ولأيامك ذاكر .. يكفيك تاريخ ابن عساكر صانك الله من كل كافر ..
ألقيت فوق ثراك الطاهر الهدبا ... فيا دمشـــــــــق لماذا نكثر الــــعتبا
دمشق يا كنز احلامي ومروحتي ... أشكو العروبة أم أشكو لك العربا
أدمت سياط حزيران ظهورهمو ... فأدمنوها وباسوا كف مـــــن ضربا
وطالعوا كتب التاريخ واقتنعوا ... متى البنادق كانت تســــــــــكن الكتبا
في دمشق روضة العلماء وسحر الشعراء وحكمة أبي الدرداء وجفان الكرماء ...
في دمشق عمر بن عبدالعزيز الخليفة الراشد والملك الزاهد والولي العابد وفي دمشق براعة ابن كثير وعبقرية ابن الأثير وتحقيق النووي وفطنة ابن عبدالقوي ..
لولا دمشق لما كانت بلنسية ... ولا زهت ببني العباس بغدانُ
أتى يصفق يلقانا بها بـردى ... كما تلقاك دون الخلد رضوانُ
يكفيك ايها الشام السعيد أن فيك القائد الفريد والبطل السديد خالد بن الوليد سيف الله الهمام كاسر كل حسام السلام عليك يا أبا سليمان ويا رمز كتيبة الرحمن ...
صحح الألباني المحدث الرباني ، احاديث فضل تلك المغاني وأول أبيات الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني في وصف دمشق وتلك المباني حيث يقول الشاعر :
القصر والبئر والجماء بينهما ... أشهى إلى النفس من أبواب جيرون
وقد نسى ابن كثير نفسه عندما ملأ المدح طرسه لما تحدث عن دمشق ، فقلمه بالثناء قد سبق وبالإطراء دفق وحار الحكماء في وصف دمشق وهوائها وعذوبة مائها واعتدال أجوائها وذكاء علمائها وبلاغة خطبائها وتقدم شعرائها وعدل امرائها وجمال نسائها حتى ذكر بعض العلماء أن دمشق هي أم البلدان وأنها في الدنيا جنة الجنان .
ليس لدمشق الشام دين غير الإسلام ، فطرت دمشق على أرضها الإيمان ولذلك طردت الرومان ورحبت بحملة القرآن وليس بقيصر الروم في دمشق قرار ، ولذلك ولى الأدبار ولاذ بالفرار لأن الدار دار المختار والمهاجرين والأنصار ......
في الشام يرقد سيف الدولة الملك الهمام ، وابن نباته خطيب الأنام وابن قدامة تاج الأعلام وابو فراس الحمداني الشاعر المقدام ...
وفي دمشق سكن الزهري المحدث الشهير والأوزاعي العالم النحرير والبرازي المؤرخ الكبير والسبكي القاضي الخطير ......
أتانا من دمشق كتاب رياض الصالحين وكتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين وكتاب عمدة الطالبين وكتاب مدارج السالكين وكتاب أعلام الموقعين ....
فسلام على دمشق في الآخرين ....... انتهت المقامة هنا ... من قلب عائض بن عبدالله القرني
تحياتي لكم بود الايمان اختكم المحبة في الله رائده
الروابط المفضلة