شكواكَ يا مُرهَفَ الإحساس شكوانـا
.................................فاسمحْ لقلبـكَ أنْ يُصغـي لنجوانـا
وافتَحْ لنا من حنايـا القلـبِ مُغْلَقَهـا
................................فقـد فتحنـا لمـن نهـوى حنايـانـا
أُعيـذ وجهَـكَ أنْ تنسـاه ذاكرتـي
.................................وهل نُطيـق لمـن نهـواه نِسيانـا؟!
أُعيـذ قلبَـكَ أنْ يشـقـى بلوعـتـه
.................................وأنْ يفجِّـر فيـه الحـزنُ بُركـانـا
أُمدُدْ إليَّ يدَ الإخـلاصِ فـي زَمَـنٍ
.................................قد صار فيـه حليـمُ العقـل حَيْرانـا
قُلْ للذين بنوا قصراً علـى جُـرُفٍ:
................................مَنْ ذا يُقيم علـى الأوحـالِ بُنيانـا؟!
وارفعْ بها صوتَـكََ العالـي يخالطـه
.................................صوتي، وصرخةُ حقٍ من صبايانـا
ندعو «فرنسا» و«أوروبـا» وقبلَهمـا
................................ندعـو قساوسـةً فيهـم ورُهبـانـا
أمـا تخافـون ربَّ العالميـن،وقـد
...............................سُقْتُم إلى خنـدقِ التَّثليـثِ رُومانـا؟!
دَعـوا الحجـابَ لنـا، آيـاً مرتَّلـةً
...............................تُضيء روحـاً وإحساسـاً ووجدانـا
دعوا الحجاب لنا نوراً يُضـيء لنـا
................................دَرْبَ العفافِ ويُبدي وجهَ مَـنْ خانـا
دعوا الحجاب لنـا عـزَّاً ومكرمـةً
...............................دعوه نـوراً مـن التقـوى وبُرهانـا
دَعوا الحجـابَ امتثـالاً نستلـذُّ بـه
..................................شكراً على نِعَـم المولـى وعِرفانـا
دَعوه روضاً من الأخـلاقِ مُزْدهـراً
................................ومُزْنَـةً أَنْعشـتْ بالغيـث بستـانـا
دعـوه سَـدَّاً أمـام العابثيـن بـمـا
.................................يسمو بـه دينُنـا طُهْـراً وإحصانـا
دعـوا الحجـابَ لنـا حقـاً ينزِّهنـا
................................واستكملوا سيركـم لهـواً وعصيانـا
صوغـوا قوانينَكـم وهمـاً يضلِّلكـم
...............................بها تطيعـون فـي الأهـواءِ شيطانـا
وسافروا في دورب اللّهـو واتخـذوا
.................................مـن النسـاءِ إلـى إبليـسَ قُرْبانـا
سيحوا، وغوصوا، وذوبوا في رذائلكم
................................فنحـن أثْبَـتُ بـالإسـلام أركـانـا
يـا مـن تَلَوْتُـم أناجيـلاً محـرَّفـةً
.................................إنَّـا تلـونـا بـوحـي الله قُـرآنـا
نصـوص إنجيلكـم، آياتُهـا كَشفـتْ
..................................برغم تحريفكم عن صـدقِ دَعْوانـا؟
هلاّ رجعتم إلى الحق الـذي شهـدِتْ
.................................بـه أناجيلـكـم صـدقـاً وتبيـانـاً
لو تنظرون بعيـن المنصفيـن، لَمَـا
.................................جُرتُـم علينـا، وهشَّمْتـم مرايـانـا
للعنصريَّـة وجـهٌ سـاء منـظـرُه
..................................ثَغْـراً قبيحـاً هُلامـيّـاً وأجفـانـا
عُـذْراً، فـوالله إنَّـا لا نريـد iiلكـم
..................................إلاَّ صلاحـاً وإصلاحـاً وإحسـانـا
إنَّـا لنلـقـى بـأشـذاء إبتسامتـنـا
.................................وحبِّنـا، كـلَّ مَـنْ بالحـبِّ يلقـانـا
لكنَّكـم قـد رسمتـم ألـفَ دائــرةٍ
..................................مَلأْتموهـا لنـا ظلمـاً، وعُـدوانـا
ما بالُ حرِّيـة الدِّيـن التـي هتفَـتْ
..................................بها الهواتـفُ، تغـدو اليـومَ بُهْتانـا
مما بالُ باريسَ تنسى اليومَ ما رفعـتْ
..................................مـن الشِّعـاراتِ أشكـالاً وألوانـا؟!
حرّيةُ الرأي فـي ميزانهـا انقلبـتْ
..................................فأصبحـتْ لكتـابِ الظلـم عنوانـا؟
ما بالُ تَنويرها المزعومِ صار دُجَـىً
..................................يُخفي لصوصاً وأشباحـاً وغِيلاَنـا؟!
يا بُؤْسَ ثورتها الكبرى قـد انتحـرتْ
...................................بوهمها، ومحـتْ بالظلـم مـا كانـا
يا مَنْ ركبتم ظهور الوهم في غَلَـسٍ
..................................هـذا هـو الفجـر جَلاَّكـم وجلاَّنـا
حرِّيَّةُ الديـن، كنتـم ترفعـون بهـا
...................................صوتاً، فكيف تلاشى صوتها الآنـا؟!
إنَّـا نقـول لكـم، والليـل ملتحـفٌ
.....................................بوحشـةٍ أشعلـتْ للرعـب نيرانـا
مَـنْ كـان مـولاه شيطانـاً يضلِّلُـهُ
...................................عـن الطريـق، فـإ نَّ اللهَ مـولانـا
ومَنْ تهاوتْ به فـي الوَحْـلِ غفلتُـه
....................................فـإنَّ إسلامَنـا بالـوعـي رقَّـانـا
ليلى، ولُبّنَى، وسُعْدى، والرَّبابُ، على
...................................مِنْهـاجِ خالقنـا يُشْـرِقْـنَ إيمـانـا
فما لنا، ولمـن يَمْشيـنَ فـي لُجـجٍ
....................................من الضَّياع، ومَنْ يأخُـذْنَ أخْدانـا؟!
نَهْـرُ العَفـافِ مـن القـرآن مَنْبَعُـه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,لولاه لم تُـوْرِفِ الأخـلاقُ أغصانـا
نهـرٌ تدفَّـق لـم تَتْـركْ روافــدُه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,جَدْبـ اً، يُقنِّـطُ فـي البيـداء ظمآنـا
فـي ديننـا الخيـرُ للدنيـا وساكنهـا
...................................ولـم يَـزَلْ لدُعـاةِ العـدلِ ميزانـا
سلطانُه في قلـوب النـاسِ، مَنْشَـؤُه
..................................مِن صِدقِه، وكفى بالصـدقِ سُلطانـا
يا صرخةً خرجتْ من ثغـرِ قافيتـي
...................................وسافرتْ في نواحي الكـون ألحانـا
مُـدِّي نـداءكِ فـالآفـاقُ مُصغـيـةٌ
....................................وشَنِّفـي بجميـل الـقـول آذانــا
شَتَّانَ بيـنَ حجـابٍ تَستضـيءُ بـه
..................................أُنثى، وبيـنَ ظـلامِ العُـرْيِ، شَتَّانـا
للشاعر: عبد الرحمن بن صالح العشماوي
الروابط المفضلة