ما كادت تسمع صوته على الهاتف ... الا ودمعة ساخنة ترافق صوتها المخنوق ...
سألها : أتبكين ...!
قالت له : لا ... لا ... هذه دموع الفرحة ...
ولحظات من الصمت ... وتناهيد ... وأأأهااات ...
ما بين كبرياء البعد والغربة ... وحنين الذكريات ... ضاعت الكلمات ...
كلاهما كان يحيا على أمل ممنوع ... على حلم مفقود ... على فتات ذكريات ...
ما أصعب الصمت على ضربات قلب يخفق بصمت ... صمت صارخ تعدى حدود الكلمات ...
لفظ اسمها كأغنية بلحن هادئ ... وقال لها : أتعلمين ...!
قالت له : نعم ... أعلم علم اليقين ...
قال لها : أتذكرين ...!
قالت له : وما الحياة الا عبير لذكريات لا تزول وان زالت العمر بكل ما فيه ...
قال لها : أمانتك لدي في الحفظ والصون لآخر أيام العمر ...
قالت له : لعلها ثقل ثقيل عليك ... ولكنها أصبحت لك ...
صمت ودمعة عالقة بعيون القلب ... كندى محيط بثنايا الروح ... كنسمة محاطة بهالة من نور ...
سافرت اليها النسمة ... وما لبثت أن عادت على جناح السرعة ... محملة بندى غزير ... يعلم قيمة كل قطرة فيه ومعانيه ...
وقال لها : استودعك الحفيظ الذي لا تضيع ودائعه ...
وابتسم ابتسامة الرضا بقدر الله وحكمته ... وقال في نفسه ... وان عادت يوما ... فانها لن تعود ...
وعاد الى صومعة الصمت بقلب خاشع لقضاء الله وحكمته ...
واستوقد شمعة الذكريات بنور روحه ودفئ قلبه ...
وتنهد تناهيد ... خلاصتها لحظة واحدة كانت بالعمر ... جمعت شتات ما لا يمكن جمعه ...
الحب لن يكون بكلمات ... ولن يكون الا بقالب لقالب ... وان تقولب القالب الغائب باي اطار ... فان الآصل ثابت غير قابل لتعديل او تغيير ...
الحب قوة لا تستنفذ باستفزاز ... ولا تطفأ بغيوم الغربة وسحب الغيرة ... ولن يكون تملك بسلطة ... دون شرعية الروح ...
قد يقتلع الياسمين من جذوره ... ويحيا بماء وضياء وهواء ... ولكن الحنين يبقى لنسمة من وطنه لتنثر أصل عبيره ...
الروابط المفضلة