هذه الرسالة كتبتها لأبي قبل سفره.
بسم الله الرحمن الرحيم
أبي الغالي…
منذ مدّة وأنا أكتب لك رسائل، كنت كلّما أحس أنّي بحاجة إلى الحديث معك أمسك بقلمي لأوجّه لك ما أعجز عن البوح بِه لك… بودّي لو أطلعك على كل ما كتبته لك…
أبي العزيز…
لا أعرف ماذا أكتب؟! أو ماذا أقول لك؟! أو من أين أبدأ؟! سأبدأ بالبوح عن أمنتياتي. تمنّيت أن أسألك، تمنيت أن أناقشك في أمور عدّة. أياماً كثيرة مرّت احتجت فيها إلى النصح والإرشاد… إلى من يجيب على أسئلة عديدة يضج بها رأسي… أسئلة لم أجد لها إجابة… حيّرتني وماتزال.
دائماً ما تخالجني هواجس عديدة، منها ما يدوم، ومنها ما ينتهي لحظة ميلاده. متأكدة أنّي سأجد لديك أذناً صاغية، لما أقوله أو أكتبه، لكن لا جرأة لدي. شجاعتي تخونني دائماً، على الرغم من أنّك لم تبخل علي باهتمامك، منحتني ما كنت أتمناه، وما لم أكن أتمنّاه.
مرّة طلبت منّي أن أقول لك كل شيء. استغربت من طلبك، لكن تمنيت ساعتها لو أحكي لك كل شيء. لو تعرف يا أبي ما في جوفي من حكايات ضاق بها صدري… حكايات لا تموت أقصها على نفسي كل يوم لكن ذلك مستحيل.
أبي…
الحياة صعبة، أصعب ممّا تصورت، والواقع يجب أن أرضى به حتى لو وقفت عاجزة أمامه.
أبي… أنت الآن موجود، لكنك غداً سترحل، ولا أعلم إن كنّا سنلتقي مرةً أخرى…
ترى هل سيقدّر لي رؤيتك مرّة أخرى؟!…
سأفتقدك كثيراً
ابنتك
الروابط المفضلة