يا عيوني
يا عيوني ! متّعيني بالنظر
واجتلى الحسن ، إذا الحسنُ خطَر
واجمعي العالمَ في نافذتي
واكشفي الكونَ على مدّ البصر
ما جمالُ الكون واللون إذا
غابَ عن مغناهما هذا النظر ؟
يا عيوني ! متعيني كي أرى
كل شيء في وجودي المختصَر !
وأرى الحسنَ على كرسيه
في حياة ، في نباتٍ ، في حجر
وأعُبّ الكون ، عليّ أجلتي
ما توارى من شناهُ ، وظهر
أ نتِ .. إن أشرقت فالكون سناً
وإذا أغمضت ، فالعيشُ ضجر
وإذا حلّقت في زُهر السما
راحت الأهدابُ تهمي بالدّررِ
وإذا أطرقت في زَهر الربا
فإذا الكوّةُ غضّت بالزّهرِ
يا لها من كُوة سحرية !
تلتقي فيها أعاجيبُ الصوَر
أنت عينُ الحق ، في مرآتها
يتجلى كل شيء بقدَر
أنتِ في الطفل سلام طاهر
غمر البيتَ شعاعاً ، فبَهر
أنتِ في الأمّ حنانٌ ساهرٌ
كيف لا يرعى النبوغَ المنتظر ؟
أنتِ في الحسناءِ تَوقٌ حذرٌ
آه يا حسناءُ لو يُغني الحذَر
أنت للشاعر لمحٌ خاطفٌ
لو أملت الطرفَ عنه ما شعَر
أنتِ للفنان وحيٌ خالقٌ
وانسجامٌ عبقريٌ ، مبتكَر
أنت في العاشق طرفٌ واجمٌ
غلب الحسنُ عليه ، فانبهر
سفرٌ ما بين أرض وسما !
كيف جُبت الكونَ من غير سفَر ؟
أنتِ .. ما أنتِ سوى معجزة
حار في تكوينها كلّ البشرُ
الروابط المفضلة