اليوم حملت حقيبة صغيرة ... وغادرت مركبي القابع في صحراء الحيرة ... ودمعة تحمل الشوق في همس الجفون مخبئة في العيون ...
سأصنع جناحين من قلب وروح ... لعلي اصل لتلك النجمة البعيدة في تلك المجرة المجهولة ...
سأرسم على جناح القلب شعاع الآمل المفقود ... وعلى جناح الروح شمعة صغيرة لذكريات منيرة من لحظة واحدة جمعت كل لحظات الحياة بكل ما فيها ...
للدموع أسرار لا يعلمها الا من عشق البحر ساعة الغروب ... ولليسمة الضائعة أسرار لا يعملها الا من وجد روحه في نور عيون متوهجة مضياءة من ذلك اللهيب في قلب أكثر رقة وشفافية من كل الهمسات والنظرات الحاضرة رغم غيابها ...
صدق رضوان الله عليه عندما قال : اطلب الموت تهب الحياة .
غريب أمر الحياة تجمع لتفرق ... والموت يفرق ليجمع ... وما أصدق الروح حين تجمع قبل ميلاد لتبقى لبعد الممات وتجمع ما لا يجتمع ... وتعطي بدون أن تأخذ ...
سألتني الياسمينة يوما ... لماذا تملك هبة الآتقياء وأنت لست سوى شخص عادي دون الصالحين والعابدين والمصطفين من خلق الله العاكفين في المساجد ... لم أجب عن ذلك السؤال ... وافتعلت موضوعا أخر ... قد تكون الآجابة هبة الله يعطيها لمن يشاء للذاكرين الله في أرواحهم وقلوبهم ... قد تكون فضيلة من كرم الله لآحمده وأشكره وأستحي من الله ...
أنا لست ملاكا ولن أكون شيطانا ... أنا ذلك الآنسان العارف بالله من حكمته وعلمه ... ومع ذلك نفسي اللوامة تخطئ كثيرا لتستغفر الله كثيراااا ... اخترت حياة الزهد بعيدا عن الكثير من ملذات الحياة ... اخترت لآعيش في قلب واحد بروح واحدة ... قلبي موصد تماما أمام اغرارات كثيرة ... وروحي قابعة بعيدا عن باقي الارواح في تلك الواحة العيدة جداااا ... قلبي لا يقبل القسمة الا على قلب واحد ... قد لا يكون قلبي مني ... قد لا تكون روحي معي ... ولكني دائم الوفاء لقلب وروح هما مني ومعي ولي وحدي ...
قد تفترق روحي وقلبي عن جسدي ... ولكني لن أبحث عن عزاء في قلب أخر ولن أجد ونيسا في روح اخرى ...
الروح لا تهاجر الا طوعا ... والقلب لا يفارق الا مجبرا ... والفكر يبقى بتخاطر دائم مع روحه وقلبه ... ما أبخل الدمع حبيس الصمت وهو يجرح ... وما أحر دمع القلب وهو ينزف صارخا يذبح ...
يسألوني لماذا تقتات على نور ذكريات مهاجرة ... ونحن الواقع بكل ما فيه ... لا أحفل بما قالوا ... ولا يهمني كنوز القلوب العامرة ... غذاء الروح نورا بفيوض لا تنتهي وان غاب النبع بالماء او ان انقطعت سبل الارض بكل الغذاء ...
حب الياسمين لا يضاهيه حب الورود والازهار مجتمعة ... ورب نور شمعة صغيرة بعيدة تحمل ضياء النجوم والشموع مجتمعة ...
تناهيد عميقة جدااااا تحمل نسمات الذكريات ... لا تتسع لها صفحات ... وتفوق مداد اي قلم لتكتب بكلمات ... م .
الروابط المفضلة