بين كفن الاحياء ... ورزق الاموات .
سلام ...
بحيرة زرقاء بصفاء السماء ... وبسمة عالقة على قشة خضراء ... البسمة طافية لقطرة بنداء ... والبحيرة رغم جمالها ومياهها صحراء جرداء ... القشة كمغارة جوفاء رغم السعادة والكبرياء ... كعنقاء يحركها الهواء كالغوغاء ...
طائري الصغير يحلق باتجاه الغروب ... يحمل على جناحه اخر ياسمينة من ربيع الوفاء ... كان دائما يطير لافق بفضاء بلا حدود واكثر اتساعا من سماء الارض ... ولكنه اليوم يطير بممر ضيق ... كلما طار اكثر ازداد ضيقا ... الياسمينة تذبل كشمعة قد تنطفئ ... لعل هناك كثبان سوداء في سماء ما تبتلع كل ما هو غالي ونفيس ...
كنت اتطلع دائما لآشراقة كل صباح ... وأعشق غروب الشمس بذكرى الامل والوفاء ... ولكن ارى الغروب حزين ... والشروق يقتلع صمت الاماكن ... اصبح الشروق كالغروب ... والنهار كالليل ضياء بلا نور ... لا رغبة لدي بسلام او كلام ... ابحث عن الصمت في صخب الحياة ... اكفان ملونة ... واخرى مقنعة ... تثرثر ... تتجمل ... تتهامس ... ولكنها بلا حياة ...
المقابر اكثر صدقا في صمتها ... هادئة ... كتربة يانعة تنتظر غراسها بشوق وحنان ... لتواري اقنعة البشر وثرثرتهم ...وكل دفين بقبره يبحث عن رزقه بدعاء له او صدقة جاريه باسمه او علم تركه ... الاحياء الاموات يبحثون عن سعادة مفقودة بمال وولد وزوج واهل ... واصحاب المقابر برزقون بدعاء من حيث لا يعلمون ...
ساقية الحياة تحرك الدواب بشقاء وعناء ... والرزق مقدر ومكتوب بقدر وكتاب مسطور ... يا ابن ادم رويدك ... على ماذا ( الفهلوة ) والتلون والاقنعة ... تشتري الاثاث والسعادة ... والرفاهية ... بدراهم معدودة ... ! اشتري الحب الصادق وراحة والصحة ... باموال الدنيا ... هل تستطيع ... قد تفقد قلبك وتبيع روحك في زحمة الحياة ... قد تصل لمجد زائل ... ونعمة فانية ... وجسد متهالك يذوب لاجل ماذا ... وعلى فرض وصلت لماذا وكيف وكان واخواتها ... ماذا بعد ماذا ...!
تتمنى طول العمر ... هل فكرت بماذا ستفنيه ...!
قد تتمنى الموت ... ولكن الموت لطالبه سلعة غالية ... كمثل طالب الصحة وهو مريض ... او كمثل طالب طول العمر برفاهية زائلة بلا خلود ...
الدنيا هي الدنيا ... كل منا ينظر لها نظرة متباينة مختلفة ... وتبقى حقيقة حكمة الوجود ان الحياة قصيرة كمثل يوم واحد عشناه بثواني تحمل معاني وعبر لمن ادرك معانيها واعتبر .
رد مع الاستدلال
[/URL] 
[/ur 
الروابط المفضلة