::
::
حارت فيك أبياتي واحتارت فيك كلماتي
وخفت ألا أوفيك حقك
فمن مثلك يصيغ الشعر والكلم ؟؟
يحول الحرف من حاء إلى حب ، ومن ضاد إلى ضرب ، بلا سيف ولا رمح
ومن نون إلى نَـوْحٍٍٍٍٍٍ في موت حبيب الأرض من الشجر إلى الحجر
ومن هاء إلى هجاء في قريش
ومن يهجي رسول الله فأنت له بالمرصاد ، وفيك من الحسن والإحسان
نعم هذا هو حسان بن ثابت ، شاعر الأنصار وشاعرالإسلام
ولكني بكل الحروف سأحاول أن أحيي عظيم الشعرمن قولك ، لتشهدني يوم أراك بأني كنت من نسلك
رضي ربي عنك وأرضاك
هو حسان بن ثابت من أهل المدينة ، ينحدرمن بيت شريف من بيوت الخزرج ، وينتمي إلى بني النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما أبوه فهو ثابت بن المنذر الخزرجي من سادة قومه ، ومن أشرفهم
وأما أمه فهي الفزيعة بنت خنيس بن لوزان بن عبدون وهي أيضا خزرجية
وحسان بن ثابت أحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام ، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام
ولد بالمدينة، ونشأ في الجاهلية، وعاش على الشعر، فكان يمدح المناذرة والغساسنة
وبالغ في مدح آل جفنة من ملوك غسان فأغدقوا عليه العطايا ، وملأوا يديه بالنعم
ولم ينكروه بعد إسلامه فجاءته رسلهم بالهدايا من القسطنطينية
ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أسلم حسان مع الأنصار، وانقطع إلى مدحه والذود عنه
وأصبح الشاعر المنافح عن دين الإسلام ، فاشتهر بذلك ذكره ، وارتفع قدره
وعاش ما عاش موفور الكرامة مكفي الحاجة من بيت المال حتى توفي سنة 54 للهجرة بالغاً من العمر مائة وعشرين سنة
وقد كف بصره في آخر أيامه
أي قلب هذا الذي تملك جوفك فصاغ الشعرشطآناً "وأنهاراً " ؟؟
وحاك من الأحرف الخرساء هذا القول في خلق رسول الله فكان (الخاء)
وأحسن منك لم تر قط عيني ** وأجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرءاً من كل عيب ** كأنك قد خلقت كما تشاء
وأنت من قال في حبه فصار(الحاء)
نصرناه لما حل وسط رحالنا ** بأسيافنا من كل باغٍ وظالم
جعلنا بنينا دونه وبناتنا ** وطبنا له نفساً بفيء المغانم
وأنت في فتح مكه ضربت بسيف (الضاد)
وقلت :
عدمنا خيلنا إن لم تروها ** تثير النقع موعدها كداء
يبارين الأعنة مصعدات ** على أكتافها الأسل الظماء
فإما تعرضوا عنا اعتمرنا ** وكان الفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروا لجلاد يوم ** يعز الله فيه من يشاء
وجبريل أمين الله فينا ** وروح القدس ليس له كفاء
وقال الله قد يسرت جنداً ** هم الأنصارعرضتها اللقاء
فنحكم بالقوافي من هجانا ** ونضرب حين تختلط الدماء
فمن يهجو رسول الله منكم ** ويمدحه وينصره سواء
فإن أبي ووالده وعرضي ** لعرض محمد منكم وقاء
هذه كانت روائع من مقتطفات شعرسيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه
نعمَ الشعراء كان
فبعد إسلامه سئل عن ضعف شعره
فقال بأن الاسلام يحرم الكذب وأن الشعر يكثر فيه التملق والتجمل
عدا شعرك ياشاعر الإسلام وشاعر رسول الله
وشاعر اليمن
ولي يا سيدي في بقايا حروفي عن ذكراك وصف
فأنت الحسن والإحسان في الشعر
وفي قسو الضلوع كان لك قلب محب يلين له الكلم ، كأن العسل من شفتيك يحوم حولها النحل
فيطرب الآذان عذب أشعارك من ألف إلى ياء
فأمطرتَ سماء رسول الله إخلاصاً وتوقيراً ووفاء
وأعانك جبارالسماء بهجو قريش بروح القدس جبريلاً يعين الأحرف الخرساء
فيشعلها دوي صوتك ويجعلها سهاماً في صدورهم بدون سيف ولا رمح
رضي ربي عنك وأرضاك
الروابط المفضلة