عذبة هي !
برقة الندى حين ينحدر على بتلات الورد
بصفاء غيمة تسبح في الفضاء كقطعة حلوى كثيفة القوام
بنقاء نهر يفيض سلسبيلا عذبا
بحنان أم رؤوم على أبنائها
بحلاوة عسل نقي يذوب في الفم ويسكن الآلام
بطموح طير يحلق بين الغمام ولا يرتضي الثرى بديلا عنه
بلطف النسمات الربيعية حين تربت على الأكتاف وتواسي القلوب
بقوة رائحة النعناع حين تتسلل للأنفاس وتمتزج بها لتبث فيها انتعاشا وحياة نابضة
بأمل شمعة أوقدت وسط الظلام الحالك والبرودة القارصة ، فعجز الظلام والبرد عن إخفائها ، لتلمع هي وسطهما وتبث الدفء في الأفئدة
بوفاء عود طِيب ، كلما احترق زاده ذلك الإحراق طيبا ينشر عبقه في الأجواء بلا كلل أو ملل
عذبة هي ، وهي العذوبة في أسمى معانيها !
هي القلب الكبير الذي ما توقف يوما عن فتح أبوابه لقلوبنا الصغيرة ..
يستقبلها بحنان ويربت عليها ، يرعاها لتنمو في أمان تحت عينيه ..
ثم يودعها بابتسامة فخورة .. ويفتح أبوابه للمزيد من القلوب الصغيرة !
هي الشمس الدافئة حين تلقي بخيوطها الذهبية على أرواحنا فتشرق للحياة ..
ترافق أرواحنا في كل خطوة بلمسة دفء تبثها في قلوبنا ، لتطمئننا أنها بالقرب تدفئنا وتحمينا .. وتبتسم لنا !
وقبل المغيب ، تكتسي بالحمرة لتعلن اقتراب الرحيل .. فتتلون أفئدتنا بحزن تطلي به جدارانها !
لترسل شمسنا مع شعاعها الأخير رسالة حبٍ تحمل في ثناياها
أن : لا تحزنوا يا نبضات القلب وساكناته !
فأنا مشرقة دوما هناك ، في قلوبكم !
فتشوا عني دوما وستجدونني مختبئة هناك ، أبتسم لأرواحكم العذبة وألوّح لكم !
وتذكروا أنني عندما أغيب ، ويحل محلي القمر ..
تذكروا حينها : أن القمر يستمد نوره منّي !
هي بسمة الثغور واطمئنان القلوب ..
يستكين القلب لرؤيتها ، ويحلق فرحا لسعادتها
هي مصدر الحبور أينما حلّت !
تنشر البهجة في قلوبنا ببسماتها الرقيقة ، وترتفع بهممنا إلى أعالي السحب بكلماتها المحفزّة !
هي عنوان النقاء و رمز الصفاء ..
هي الرائعة ، وكم تبدو الكلمة ضئيلة ومجحفة لها !
هي الندى ، وهل هناك أرق من الندى ؟
هي جمهوري الوحيد ، ومشجعتي على طول دربي ..
بعد كل نجاح أحققه ولو كان بسيطا ، أسمع صوت تصفيقها المتحمس ..
و ألتفت لأجد تلك الابتسامة العذبة تسكن محيّاها ..
حتى وإن اختفى كل المشجعين ، ورحل الجمهور ..
أجدها واقفة هناك في كل مرة ، ذات الابتسامة ، وذات الحماس !
وإن كانت بعيدة عن ناظري ، أسمع تصفيقها العالي يرن في أذني !
و تنطبع ابتسامتها العذبة على شفتي ..
علمتني كيف أحفز نفسي .. وأضع أهدافي نصب عيني ..
فأصبحت أراها في كل هدف أقرره ، وبت أتخيل ابتسامتها ترافقني في كل وقت وحين !
علمتني أن لا أرضى بالفتات !
وأن أسعى دوما إلى المستحيل بذاته ، متيقنة أنني أستطيع تحقيقه بعون ربي ..
وكم هو ثمين ذلك الدرس !
علمتني كيف يكون العتاب رقيقا !
عتاب يحمل كل المتضادات ، تمتزج فيه مشاعر الحب والحرص والتأنيب والاهتمام ..
لتخرج كلمات عتاب ليس لها مثيل !
عتاب يجعلني أحتاج بشدة للبكاء !
ليس حرجا أو غضبا ، ولكن تأثرا من ذلك الاهتمام العذب حين يصاغ بتلك الطريقة المذهلة !
أتمنى حينها أن أبكي ، وأدعو لها في الوقت ذاته أن يسعد الرحمن قلبها ويجمعني بها في ظله يوم ظل إلا ظله !
أشعر حينها أنني أريد أن أبذل كل ما أوتيت من قوة لأحقق لها أمنيتها ..
وأن أمنح قلبها البهجة والراحة !
علمتني هي ما هو أكثر مما تحويه الكتب المدرسية ..
لقنتني دروس المحبة تارة ، واختبرت طموحي تارة أخرى
ارتقت بهمتي حينا ، وأفهمتني معاني النجاح أحيانا
علمتني الكثير ..
علمتني .. الحياة !
سأظل أذكر تلك الابتسامة ، وذاك التصفيق
سأخبئهما في أعمق نقطة في قلبي .. وأحتفظ بهما بعيدا عن كل ما سأواجه من حياة مقبلة
أعدكِ ..
أن أخرجهما كلما تسلل اليأس إلى ذلك القلب الضئيل الذي أحمله، وأتأملهما طويلا ..
ثم أبتسم ، وأخبئهما ثانية ..
وأمضي في طريقي ، بروح مفعمة بالأمل ، مشرقة بكِ ()
الروابط المفضلة