حلّق السرب وراء سرب، ووقف متردّداً. هل يرحل أم يظل؟! وإن رحل.. أين المسير؟! لقد اعتاد على كل شيء حوله. الأزهار والأعشاب، الوادي والمروج، وتلك الأشجار. طالما حط على غصن هذه وتلك. وهناك بين أغصان السنديانة الكبرى بنى عشّه الصغير منتظراً رفيق. وأيّ رفيق؟!.
هنا أحس بالأمان والدفء لكن ما بال السماء بلّدتها الغيوم؟! سمع عن الهجرة لكن لم يتخيّل أن يهاجر. نظر نظرةً إليهم. نظرة حملت حبّه وحنينه لهذا المكان الذي ظن يوماً أنّه لن يفارقه، قالوا له إن أردت البقاء ارحل، الجو قارس لن تتحمّله، ابحث لك عن موطن آخر.
نظرته الأخيرة كانت للشمس ساعة مغيبها، حلّق وهو يردّد لقد غابت الشمس أيضاً، لكن من يعلم قد تشرق ثانية!.
يـا من يعزُّ علينا أن نفارقهم
وجداننا كل شيءٍ بعدكم عدم
الروابط المفضلة