عام مضى من أعمارنا انطوت فيه صفحات أيامه ولياليه وشهوره ..
ربما لم نشعر في زحمة الدنيا بأن عجلة الأيام قد مرت سريعة كلمح البرق معلنة الإيذان برحيل عام هجري كامل ..
عام كامل تتابعت أيامه ، ثم انطوت صفحاته وانطوت معها صفحات أعمالنا التي مضت ..
يا تُرى هل سألنا أنفسنا ونحن نودع العام ... !!
ما هي إنجازاتنا خلال ذاك العام ؟
هل حققنا نجاحات ، وكم نسبتها ؟
هل تناقشنا مع أنفسنا في مسألة الخسائر والأرباح ؟
كم ربحت ... كم خسرت !!
بالتأكيد هناك من كانت لهم إنجازات رائعة سواء على المستوى الفردي أو الجماعي استطاعوا تحقيقها خلال العام الماضي .
وفي المقابل ـ بكل أسف ـ هناك من تمر عليهم الأيام والشهور والأعوام وهم كما هم لم يتغير فيهم شيء ولم يغيروا في حياتهم ..
ربما غيروا في مسكنهم ... في أثاثهم ... في هندامهم ... في مركبهم ... في مطاعمهم ومشاربهم ...
لكن الأهم من ذلك (( العقلية )) كما هي لم تتغير؛ إذ ليس في نياتهم أن يطوروا من ذواتهم ويستحثوا في أنفسهم الترقي بالفكر نحو الأفضل ..
حتى العبادات عند البعض تؤدى بشكل روتيني وتقف عند حدود المفروضات أو الواجبات أما النوافل فهذا أمر بعيد المنال وكأنهم حصلوا على اكتفاء ذاتي من الحسنات .
إن العاقل اللبيب هو الذي يفطن إلى أن سرعة انقضاء الزمن ما هي إلا جرس إنذار لتوقظ الشعور فينا وتبعث في ذواتنا الحماس لنغذّ السير ونستثمر دقائق أعمارنا فيما يرضي الله عنا .
طوال هذا العام الممتد بشهوره وأيامه ، كم مرت علينا من عبر وعظات جعلتنا نستوقف كثيراً عندها ..!!
ألسنا في عامنا الماضي قد ودعنا فيه من ودعنا ؟!!
ربما كان هؤلاء مؤملين بطول العمر ورغد العيش ...
ربما كانت لهم أعمال لم ينجزوها ، وربما ... وربما ... وربما ...
لم تمهلهم الدنيا طويلاً ، ولم يسعفهم الوقت فلقد رحلوا وودعونا ورحلت معهم أعمالهم .
هذه عبرة من عبر الدنيا ....
ألم تؤثر فيك فرقّ لأجلها قلبك ...
ثم حمدت الله أنك لا تزال حياً تُرزق قد أفسح الله لك في العمر ..
ألم يمر بك مرضى على السرير الأبيض يقاسون ويتجرعون الآلام والأسقام ..
منهم من هو بين الحياة والموت إثر غيبوبة دامت لسنوات ..
منهم، ومنهم ، ومنهم الكثير والكثير ...
هؤلاء لا يريدون مال ولا جاه ولا منصب ولا قصور ..
لا يريدون إلا العافية والصحة ...
هل استشعرت الآن ما معنى العافية ، ثم حمدت الله عليها ..
أحداث كثيرة أخرى حدثت خلال العام ....
حوادث سيارات حصدت مئات الموتى ... مجاعات في بلدان شتى ...غرق ... هدم .. حروب ... قتل ... تشريد ......
كل هذه الأحداث والأمور التي شاهدتها ، أو سمعت عنها طوال العام المنصرم ..
هل هزتك من الداخل فتحركت شرايين قلبك وخفق بشدة قلبك الغافل اللاهي ، أم أنك لا تزال في غيك سادر !؟
هذا هو العام الهجري 1431 هـ قد انقضى ، وغابت شمسه
لنختمه بكثرة الإستغفار والصدقة لعل الله يتجاوز عما بدر من تقصيرنا في جنب الله .
اللهم تقبل منا صالح الأعمال واغفر لنا ما مضى وكان ..
اللهم اجعل عامنا الهجري الجديد1432هـ وما بعده أعوام خير وبركة ونصر وعزة للإسلام والمسلمين .
.........
اللهم آمين ،،
.
.
.
راق~ لي
الروابط المفضلة