بيني وبين قلمي
في لحظة هدوء وسكون وبعد منتتصف الليل وجدت نفسي أنظر لقلمي ، أحسست أنه يعاتبني قائلاً :
من فترة لم تمسك بي ، لم تحتضنني أصابع يدك ، وهذا الشيء لم اتعوده منك من قبل ، تعودت أن أكتب ماتريد للناس ، لأهل الخير ، لأصحاب القلوب الطيبة ، والنفوس الصافية ، تعودت أن أكتب بإنسيابية بدون تردد أو خوف على الورق الناصع البياض معبراً عن احاسيسك ومشاعرك الطيبة تجاه الغير .
اعترف ياقلمي الصادق بما قلت ، وأسعدني عتابك الرقيقة ولكن :
لابد أن نتوقف قليلاً ، نلتقط الانفاس ، نعيد الحسابات ، فالكلمة ، ياقلمي معني وشعور واحساس ، والطريق طويل وشاق وشائك ، يحتاج منا أن نسير فيه بهدوء وتأني حتي لا نندم إذا تسرعنا .
أحيانا وبطيبتنا ياقلم ، وبنية صافية نقدم المساعدة ، واحيانا ننصح ، واحيانا نرشد غيرنا للطريق الصحيح .. لكن للأسف البعض يفسر هذه الطيبة وصفاء النية عكس ما نتوقع ، نقابل ذلك بسوء نية من البعض ، والبعض يتهمنا ( بالغباء ) ، فهل هذا جزاء الطيبون .. ؟
لا تخف ياقلمي .. سنكتب ولن يصيبنا الفتور ، ولن يكون هؤلاء عقبة في طريفنا ، لكن أخذ الحيطة والحذر ، شيء ضرورى ومطلوب ، فالنوايا لا يعلم بها إلا الله .
اكتب ياقلمي ، وأطلقها صرخة مدوية متسائلاً :
أين الضميـــــــــــــــــــر ..؟
أين الحب والمحبــــــــــة ..؟
أين الوفــــاء والإخلاص ..؟
عرفهم ياقلمي ان الدنيا من غير محبة صادقة ، والتي هي بعيدة عن المصالح والماديات ، كاليناء بدون أساس ،
وإياك ، ياقلمى ـ أن تحيد عن كلمة الحق ، فهي أقوى من السيف البتار ..!
وبلغهم ياقلمي ان الدنيا حلوة .. احلى ما فيها الناس ، وأسوأ مافيها الناس أيضاً .
ليتهم ياقلبي يملأون قلوبهم بالحب ، حتي لاتجد الكراهية مكاناً لها في قلوبهم ، ليتهم يبتعدون عن الشك والغيبة والنميمة والحقد والحسد ، حتي لا يصيبون انفسهم بما يتعذر علاجه ، وليتهم يتركون النكد ، لأنه يؤدي للموت وللأسف النكد ، جريمة لا يحاسب عليها القانون .
هيا ياقلم نكتب ، ولن يكتموا الانفاس ، ولن تنكسر إن شاء الله طالما اني على قيد الحياة ..!
أكتب وعبر عن حزني وألمي عن الخيبة التي اصابت الكثير من البشر ، خيبة سببها بعدهم عن تعاليم الإسلام .. تلك التعاليم التي تنهي عن الطعن من الخلف ، وعن الحقد والحسد ، وعن الكراهية وعن الظلم ، وعن الإساءة للغير بدون وجه حق .
أكتب ياقلم وقل لهؤلاء :
خسارة .. وألف خسارة على بيع الغالي بالرخيص ...!!
الروابط المفضلة