.
ب ل ي د ة
لكنكِ ابتني الحبيبة
و لقد تعلمتِ و تعلمتُ و تعلم العالم معنا
أن الضارة قد تكون نافعة
و النارُ تصهرُ العلائق و تفتن الذهبَ
فيُصفى و ينصَع ، و للُّبسِ يصلُحُ و ينفَع
و ما أتَتْ كلماتِي إلا تَشجيعا
و ما رُمتُ بها إلا شحذاً للهِمَم و تجميعا
فما عنّفكِ إلا من أحبكِ
و ما قسى عليكِ إلا من أعزّكِ
.
و ما يُدريني يا صغيرتي
لم تُخبريني يا حبيبتي !
إن كنتُ علمتُ أن جناح الأمومة فارق كتفيكِ
كنتُ لكِ الجناح و الريشَ فالسّرابيل
سأخلطُ بالكلماتِ القُبلات
و أمنحك الحنانَ ضمنَ الإمتحان
و أزَودكِ بالفلاح قبل النجاح
سأُشعركِ بدفء [ أمي ] رغم غياب [ أمي ]
فقط صارحينـي !!
.
ذنبكِ يا صغيرة أنكِ مُتهوّرة
كيفَ تتفاخرين بجريمة سُفِكَ فيها دم بريء
كيف تتبجّحينَ بأن أباكِ خرج منها كالشعرة من العجين ؟!
أما تُراعين مشاعرَ منار ، أختِ القتيلِ عمّار ؟
زميلتكِ في الفصل و قريبة قتيل السرعة و النّصْل
يا لمشاعركِ المُتحجّرة و تصرفاتك المُستهترة
تُصاحبين الفتيات لصدّهنَّ عنِ النّجاحات
تلبسينَ قناع الأخلاق لنثرِ الصدعِ بين الطّالباتِ و الشقاق
أما دريتِ أن هذا من صميم النفاق
و أنكِ مكشوفة لا محالة في الآفاق !
لهذا أحذّرهن و منكِ أنبّهُهُنَّ
.
و أينَ التحطيمُ ، يا حسنةَ الخُلُقِ و الدين ؟!
إنما أردتُ حشد الهمم و دفعكِ نحوَ القِممِ
أردتُ لكِ الفلاح و تمنيتُ لكِ النجاح
أردتكِ أن تتسائلي و ذاتكِ ما سببُ تميّزِ شقيقتي ؟
فأنحو نَحْوَها و للعُلا أرتقي
أردتُكِ مثلها و أكثر
أردتكِ العسجدَ بل العنبر
أردتُكِ يا [ ابنتي ] خيراً من ] ابنتي [
.
يا ريحانة الفصلِ يا جُمانة
أتظنينَ أنكِ تغيبينَ عن بالي أو تُخَمّرينَ عن خيالي ؟
أنتِ بالقلبِ لكِ مكانة ، و أثمنُ جهودكِ و أعمالكِ هذهِ أمانة
لكن يا سليلة المُتفوّقات ، هلاّ تركتِ فُرصة للأخريات
لا يكونَنَّ همُكِ [ أنا ] ، و إنما اسعيْ لتفعيلِ [ الآخرين ثُمّ أنا ]
لكُلٍّ يا دُرةُ حقوق ، لسارة و سلوى و شروق
و جهدكِ يا همم مَعلوم ، و القلبُ اتجاهكِ معصوم
و غمطُ حقوق الغير في ديننا مذموم !
فهل باتَ درسيَ مفهوم ؟!
.
نعم ، دروسُكِ أهم يا همم
فلا تستبدلي الذي هو أدنى بالذي هو خير
لا تتكاسلي في دروسكِ من الأجل المُسابقة إرضاءً للغير
إن كنتِ نسيتِ درجة العام الفائت
فقلبي يبكي لأجلكِ إلى اليوم بالصوتِ الخافت
لا تتعبي نفسكِ إن كان شعاركِ في الإمتحان التكاسل
لا تتعبي نفسكِ إن كنتِ حاملةً للواءِ التخاذل
لا تدخلي المُسابقة إن كان دخولكِ سيُفقدكِ مراكزَ الأوائل
من أجلِ هذا كان منّي العتاب
لهذا السّببِ كان التّساؤل
.
بُنَيّتي
يا ريحانة القلبِ و سُؤددَ الفؤاد
لكِ الود .. و بحرف الحنان ألفظ
افهمينـي .. أفيـقـي
يكفيكِ سُبات .. كفاكِ شتات
التوقيع >> أمٌّ ثـانية << .
.
الروابط المفضلة