السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـــــــــــــه ،،،
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28
القلب عضو صغير بحجم قبضة ، يتحكم بكل مشاعرنا ويحرك كل أحاسيسنا ..!
نسمع كثيرً من يقول لنا " أهم شيء اللي بالقلب " .. كل شيء مقره القلب .. حتى الإيمان تصديق بالقلب قبل قول باللسان ، حين يتمكن من قلبنا الصلاح يمتد ليشمل كل جوارحنا ، فمن المستحيل أن تجد قلباً
صالحا لا تتبعه جوارح مستقيمة .
إنهم أصحاب القلوب المليئة بالحب والطهر والنقاء ، أولئك الذين يملأ قلوبهم الحب ، لا يمكن نسيانهم بل تبقى بصمات مرورهم كالنقش على القلب تحدثنا عنهم أرواحنا حين غيابهم ويشدنا الحنين إليهم .
هناك نوع من البشر يتواجد بيننا كما البسمة فوق الشفاه كالهواء والورد والصيف والربيع والخريف والشتاء هم كل فصول العام .. ربما يحالفنا الحظ ونتقابل مع مثلهم في رحلة العمرالقصيرة فيملؤون حياتنا بعبق عبيرهم .. هم أصحاب قلوب بيضاء امتلأت نفوسهم بنور الإيمان وأبت أن تحمل إلا الحب والخير ورفضت كل أشكال الحقد والكره والغل والحسد .
قلوب تحمل الكلمات على محمل الخير لا يظنون ظن السوء تشرق بنورهم الأرض وتحمل أرواحهم معاني الفضيلة والسمو وكمال الإيمان ، هم أهل الجنة فقد شهد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لرجل من الانصار بالجنة لأنه كان ينام وقلبه لا يحمل حقدا ولا غلا لأحد .. فلننظر كيف سلامة الصدر، وخلوه من الحسد ، كيف بلغ بصاحبه تلكم المنزلة الرفيعة، فقليل من الأعمال الخالصة يجعلها الله سبباً لنيل صاحبها الخير والفضل ( ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء ) [الجمعة:4]
هذا الفضل العظيم لمن وفقه الله فسلم صدره ، وصح إيمانه ، ورضي بما قسم الله له ، ولم يحسد أحداً ممن يحملون أنفاسا زكية مغلفة بالصدق ومعطره بدروب الوفاء .. تشع عيونهم بصفحات ناصعة البياض ومشاعر الإخلاص لمن يمرون بطريقهم .. هم أصحاب الطهر والنقاء .. قليل وجودهم بحياتنا هذه الأيام ..!
في المقابل نجد أن أصحاب القلوب السوداء يخالطون أيامنا بكثرة ينسجون حولنا من خيوط العنكبوت الواهنه بيوتا من الغدر والحقد ، يلتفون حول رقابنا فيستنشقون الهواء الذي نحيا به ، يتركونا صرعى نقاوم سوء أفعالهم ومؤامرات حسدهم ، يلوثون قطرات الماء الندية بكؤوسنا ويزرعون الأشواك حول دروب حياتنا ..!
مثل هؤلاء بحاجة إلى عاصفة قوية تزلزل الأرض من تحت أقدامهم .. بحاجة لغربال دقيق الثقوب يغربل أفكارهم ويصفي نفوسهم ..!
كم نحن بحاجة إلى قلوب بيضاء تملأ حياتنا ، طمأنينة ووسعادة وصفاء وحب في الله ولله عز وجل .
فهل نجدها أم نعلن أن على الدنيا السلام ....؟
الروابط المفضلة