للبحث في شبكة لكِ النسائية:
|
السخرية .. السخرية
ليست من بطلتنا أبدا
ولكن من واقعها المرير
أرجو أن تغفروا لى
وتتابعوا معنا
تحيتى
حسنا يجب أن أحاول على الأقل إضفاء بعض الأنوثة على ملامحى الخشنة
يجب أن أخوض حربى الخاصة ضد القبح
يجب
******************
(3)
الجولة الأولى
---------
كنت أقف أمام واجهة أحد محلات أدوات التجميل الشهيرة .. كل هذه المنتجات الملونة البراقة تتلألأ ويبدو انعكاس وجهى الكئيب عليها متناقضا بشدة مع فتنتها
كل تلك المساحيق التى تجيد النساء طلاء وجوههن بها وتجعلهن فاتنات
بخطوات مترددة دخلت إلى داخل المحل الأنيق الذى تفوح منه روائح عطرة شديدة الجاذبية من المنتجات الأنيقة ، أمسكت بأحد الأصابع الملونة المسماة بطلاء الشفاة كانت له رائحة جميلة حتى وددت لو أكلته أكلا ولكنى وجدت البائعة فوق رأسى قبل أن أتم جريمتى النكراء والتهم طلاء الشفاة اللذيذ
تجمدت كتمثال من الشمع القبيح طبعا للحظات قبل أن أفتح فمى لأسأل عن شىء او اثنين من تلك الاختراعات العجيبة متجاهلة بكبرياء نظرة البائعة التى تمسح ملامحى متسائلة فى نفسها عن جدوى تلك المساحيق فى وجه كهذا
لم يطل الوقت كثيرا حين هوت الصاعقة على رأسى فور تفوه البائعة بأسعار تلك المساحيق الفلكية
لا أعرف هل قلت شيئا ما أم أننى أسلمت ساقاى للريح فورا كأنما تطاردنى الشياطين
ياللنساء الحمقاوات يدفعن تلك المبالغ الباهظة من أجل تلوين وجوههن .. تبا لهن من مبذرات
حسنا لنقل أن الحياة أرادت أن ترفق بى ، وذلك حين ظهرت فى حينا تلك العربة الصغيرة والتى تحوى بعض تلك المساحيق وإن كانت أقل تألقا بكثير ولكنها تفى بالغرض بالتأكيد حيث ابتعت بعضها بجنيهات قليلة وأخفيتها فى حقيبتى
فى المساء
أغلقت باب حجرتى وبدأت العمل كأى نقاش محترم وبدأت فى نثر الألوان هنا وهناك .. ياااه ما أجمل الألوان
طفلة تلهو بعلبة ألوان على صفحة بيضاء
ياللروعة
لقد تغير شكلى تماما
نفشت نفسى كطاووس وخرجت إلى أسرتى لأفاجئهم
كانوا يتحلقون أمام التلفاز يشاهدون المسلسل اليومى الممل
فكل البطلات جميلات وكل الأبطال يهيمون بهن ، يبكون لقسوتهن ، ينتحرون لهجرهن
حقا إن تلك العنصرية تقتلنى
وقفت أتابع المسلسل للحظات قبل أن تدوى أولى الشهقات فى أذنى كانت هذه من أخى الصغير والتى لفتت انتباه أمى وأختى لى وتذكرت دفعة واحدة
لابد أن المفاجأة كانت ساحقة
ابتسمت بثقة قبل أن ينفجرا الشيطانان الصغيران فى نوبة ضحك هستيرية
بينما رسمت أمى ابتسامة مترددة سرعان ما تلاشت تحت وطأة ضحكة مكتومة
يا إلهى لقد حولتنى المساحيق لمسخ آخر يثير السخرية لابد أننى بدوت لهم كأحد مهرجى السيرك
لم أحتمل أكثر وقد غسل عرق الخجل البارد وجهى لتسيل منه المساحيق الرخيصة وبقايا كرامتى الجريحة
لقد فشلت الجولة الأولى فشلا ذريعا
(4)
الجولة الثانية
---------
كانت حين قررت استبدال حذائى القديم الذى يلثم الأرض بآخر ذو كعب عالى كانت تقتنيه أمى منذ زمن وتعتز به كثيرا
وكان يبدو فى حالة جيدة
وكان الإغراء أقوى منى
لابد أنه سيجعلنى أكثر أنوثة بالتأكيد
وهكذا تجدونى وقدحشرت قدمى فى حذاء سندريلا هذا
لكم هى قدميكِ صغيرتين يا أمى
أرجو أن تسامحينى على استعارته من دون علمكِ
وبخطوات مترنحة جاهدة لتحافظ على توازنها مضيت فى طريقى بحذر
هنا دوت الصرخة من بوق سيارة تطالبنى بالإسراع قليلا
وحرصا على حياتى الغالية فقد عدوت عدوا من وجه السيارة ونسيت تماما أمر الحذاء اللعين و ......
سأعفى نفسى من الإحراج ولن أذكر تفاصيل السقوط الشنيع كجوال بطاطس محترم أمام حشد من الفضوليين ومثيرى الشغب وعاشقى التهكم على البشر الذين يسقطون أرضا فى الشارع
وقد عادت سندريلا – أرجو أن تسامحنى للتشبيه – إلى البيت
ببقايا حذاء كان فى حالة جيدة قبل أن يفقد كعبيه الجميلين
لا بد أن صدمة أمى كانت كبيرة
وقد دمعت عيناها من أجله فقد كان هدية من والدى و ...
لقد كانت ليلة الحزن والبكاء على الفقيد
أعتقد أن الجولة الثانية قد فشلت فشلا عظيما
ألف أهلا بعودتكِ ملكتنا
قصة جميلة تلامس واقعنا وتحاكيه
متابعة بصمت
^_^
**دخول متقطع...دعواتكم**
تستحقين الوسام
يا غالية
سلمت يداكِ
شموع يشعلها الأمل
وتضئ في درب السماء
فبـ الضياء " .. نرسم أحرفنا من جديد
فرحة في ... قنوت على سجادة أمل ..الرجاء الرد من الاخوات فقط
:
بصراحة وإنْ كانَ اسلوبكِ فيه نوع من السّخرية
لكنّه بحق مُمتع ...
ماتع جداً يا رفيقة ...
أعْجبني وبقوّة ... خُطوات القصّة وتتابعها جذّاب
مُتابعة حتى النّهاية ...
بشوقٍ للمزيد ...
:
-
اقصِد باب السَّماء؛ وانظُر قَلبك كيفَ يعُود!
:
(والآخِرةُ خَيرٌ وأبقَى)
الروابط المفضلة