خواطر مع نفسي . . . .
و من ظن أن السعادة في غير طاعة الله فقد أساء الظن بالله ...
نعم يا نفسي أحببت أن أخبرك بتلك الحقيقة الناصعة "و من ظن أن السعادة في غير
طاعة الله فقد أساء الظن بالله" حتى أسد على الشيطان ذلك الباب، باب تزيين
الباطل "و زين لهم الشيطان أعمالهم" فإياك يا نفسي أن يوهمك الشيطان أن
السعادة في المعصية، فيملك عليك الشيطان قلبك و ينفذ إلى عقلك و يلقي عليه
الأوهام و يلبس الحق بالباطل، و هو في حقيقة الأمر يجرك إلى خزي و خسران.
إنسيتي يا نفسي قصة أبينا آدم و خروجه من الجنة {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ
لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن
تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [سورة الأعراف:20] فانظري يا نفس كيف كان
يكيد الشيطان لأبويك و يعدهم بالخلد و ملك لا يبلى، و هو في حقيقة الأمر يجرهم
إلى الخروج من الجنة و النصب في الحياة الدنيا
و اعلمي أن طريق الطاعة أوله و آخره و أوسطه الراحة، و أن الضنك و الشقاء لمن
اتخذ طريقا آخر "و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا" و يا ليت الأمر يتوقف
عند الألم في الدنيا فالله يخبرنا بسوء الخاتمة: " و نحشره يوم القيامة أعمى"
ألم تقرئي يا نفس سورة الكهف و قد كان موسى عليه السلام يقول لفتاه: "آتنا
غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا" و يعقب على ذلك معلم البشرية محمد – صلى اله عليه وسلم
قائلا: ولم ينصب حتى جاوز المكان الذي أمر فيه. "و الحديث في سنن الترمذي"
و أنت أيضا يا نفس إن جاوزت ما أمر الله و نهى ستتعرضين إلى التعب والشقاء .
ثم يا نفسي ألا تتعلمي بالتجربة، هل ذقت راحة و سكينة و طمأنينة قط إلا في أوقات الطاعات
عندما كنت مستقيمة على أمر الله و متعلق قلبك بالله. ولست أعني بالطاعات فقط الصلوات و الزكوات
بل أعني تلك الأيام الخوالي عندما كانت جل حياتك لله حتى ضحكاتك و زفراتك .
ُُ قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين ’’
و لتعلمي يا نفسي أن محل السعادة هو القلب "الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ’’
و هل تظنين أن الخالق البارئ المصور يعطي السعادة لمن عصاه،؟ و يحجبها عمن
اتبع هداه؟ إن هذا يا نفسي لا يكون إلا من سوء ظن بالله، و أختم بما بدأت به
مؤكدا أن "من ظن أن السعادة في غير طاعة الله فقد أساء الظن بالله
الروابط المفضلة