ذهبت في رمضان الماضي إلى مكة المكرمة لأداء العمرة
كنت في غاية الفرح , وأنا في بيت الله الحرام .
مشاعر روحانية ,,, سمو ,,,, قرب من الله .... وتخلص من الدنيا وأقذارها .
ولم يعكر صفو عبادتي إلا ماكنت أراه من حال بعض المسلمين هناك .
في الحرم رأيت امرأة تبحث عن مكان لها قبل صلاة التراويح , فلما رأت فرجة همت بوضع سجادتها فيها , فإذا بالمرأة الجالسة تمد رجلها على المكان الفارغ, وتقول بكل فظاظة : إنت تخينة !!!!!!!!!
ركبنا الباص إلى مواقف السيارات
في الباص امرأة تجلس وبجانبها ولدها الصغير ومعه على المقعد بعض الأغراض. أبت المرأة وبإصرار أن تضع الصغير في حجرها , لتجلس مكانه أخت لها في الإنسانية والعقيدة .
ذهبنا مرة إلى الحمامات المزدحمة . وإذا بسيدة تخرج من الحمام , وتصر على أن تدخل مكانها زمياتها , ولم تسمح لسيدة في حالة اضطرارية بالدخول قبل زميلتها ,
وغير ذلك من الأمثلة كثير جدا ً .
جلست حائرة تائهة أسائل نفسي ....
ماذا جرى للناس ؟؟؟؟
مابال الناس يصلون ثم يركضون لاهثين ؟؟؟؟ ولسان حالهم يقول : أناااااااااااا ومن بعدي الطوفان !!!!!!!
مابال الناس يصلون ثم يهرولون ويهرولون ؟؟؟؟ ولسان حالهم يقول : إذا متُّ ظمآنا ً فلا نزل القطر ُ !!!!
لماذا غاب عنهم أن المسلم مهما تعبد لا يكتمل إيمانه إلا إذا أحب لغيره ما يحبه لنفسه ؟
لماذا غاب عنهم أن المسلمين جسد واحد ... فما يؤلمني يؤلمك .. وما يضيرني يضيرك.!!
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
عدنا من مكة وفي ذهني صور كثيرة متضاربة ,
في الطريق جلسنا في ظل شجرة نرتاح قليلا
كانت شجرة طلح عظيمة . لها أشواك كبيرة وكأنها الرماح المدببة ,
تأملتها بإمعان
وإذا بي أجد داخلها نباتًا يتثنى بين أوراقها وأشواكها
كان ورقه كبيراً وشديد الاخضرار ... يعيش متطفلاً على تلك الطلحة
احتضنته بحنان وعطف وكأنه وليدها
يستفيد من غذائها ويستظل بظلها ويحتمي باشواكها من طمع الطامعين .
هتفت مندهشة : سبحان الله !!!!! طلحة بأشواك وإبر فهمت معنى مساحة الآخر . ونحن لم نفهمها . ولم نستوعبها .
طلحة بأشواك وإبر لو دخلت في العين لفقأتها أدركت معنى مساحة الآخر . فأفسحت له في قلبها وأعطته من ذاتها ,,,, ولو شاءت أن تطرده لكان لها ذلك .
ونحن الذين علمنا رسول الله عليه الصلاة والسلام أن طعام الإثنين يكفي ثلاثة .لم ندرك ذلك !
لماذا لم ندرك مبدأ بسيطا في الحياة : أن الدنيا تتسع لي ولغيري ؟؟؟؟؟؟
لماذا لم ندرك معنى جوهريا في ديننا : أن المسلمين جسد واحد إذا اشتكى منه عضو .. تشتكي باقي الأعضاء ..
لماذا لم نفهم مبدأ بديهياً في الحياة ؟؟ وهو أن الآخر مكملٌ لي , يجبر نقصي , ويرمم تقصيري , ويسد ثغرتي . فأنظر إليه بإيجابية , بدل معاملته بندية , وعلى أنه غريم لي وأحاول إقصاءه بشتى الأساليب .
حتى إذا خلت الساحة من المنافسين جلست على عرش الخراب وأنا فرحة مسرورة بالشيطان الذي يبيض ويفرخ على عرشي .
لماذا يعيش البعض على أساس : ((( حتى أكون يجب أن ألغي الآخر ))) . ؟؟
من أين جاءتنا هذه الفلسفة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وديننا دين الإخاء والتضحية والإيثار ؟؟؟؟؟؟؟
*
*
*
ترى !!!!!!!!!!!!!!!
هل نحن بحاجة إلى طلحات البادية ..... لنأخذ منهن دروساً في العطاء ...
والتعايش السلمي مع الآخرين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خواطر / بدور
الروابط المفضلة