بسم الله الرحمن الرحيم ..
اليوم عندي أقصوصة فهل من سامعٍ لأقص عليه؟
أرجو أن تنال إعجابكم و أتحفوني بآرائكم (( ولا تنسوني من دعائكم ))
قصتي بعنوانـــ بلا ... هوية
هيــ أنت بأي حق تجلس تحت ضوء منزلي ؟
نهض بتياقل وحمل كومة خردواته وقال : عذراً سيدي .. متسولٌ أحمق
بعدها أمضى ليله يسير تائهاً يبحثُ عن مأوى ,, ولا ضوءٌ يهديه فقد خانه ذاك الهلالُ النحيب ..يرقب الصبح ؛ ليبحث عن لقمة عيش .. يتخبط في جدران المدينة التي كساها الشحوب
وما إن لاح ضوء الشمس في الأفق حتى أسرع إلى مكان عمله القديم علَّه يحظى بفرصةٍ لعل أمله لا يخيب .
وقف عند باب المتجر المتهالك ينتظر ذاك الوجه الشاحب العابس ذي العين العوراء يرتجي منه العودة للعمل
وإذ بصفعةٍ توقظه من حلمه وصرخةٍ تصم أذنه
ألم أقل لك ألا تعود إلى هنا فلا أريد رؤية وجهك البائس ارحل وإلا هيا بسرعة أُغرب عن وجهي يا أحمق وإذ بركلةٍ تقذف به إلى أقاصي المدينة ,, حيث أصوات الأشباح تعلو وتروح وظلالٌ سوداء لموتى حذفهم قاموس التاريخ وورودٌ ذابلةٌ وخرير ماء ..
كلُ شيءٍ هنا غريبــــــــــــ !
جمع خردته مرة أخرى وبقوة وأصر على المسير
قرر الذهاب لمدرسةِ اللقطاء علَّه يستطيعُ إكمال مشوارهـ هناك فهي أفضل الموجود وياللأسف ..
إذ بالمدير يوبخه أيضاً ويقول : أيُ جرأةٍ أتت بك إلى هنا اذهب فلا مكان للسود بيننا أيُ أخرق أنت ( واعلم أن لامكان للسود في مدينة البيض )
خرج تثاقله الخطى فلا بيتٌ يأويه ولا عملٌ يوفر له قوت يومه ولا مدرسةٌ تنمي فكرهـ وترقى بأخلاقه ولا أبٌ ينسب إليه والأدهى من ذلك كلِه .. لونٌ يفرق بينه وبين من حوله فلا أحدٌ يقبله ولا قلبٌ يشاطرهـ أحزانه
ولكنـــ إذ به يسمعُ صوتاً مبحوحاً يصارعُ صفير الريح
أنت هناك تعال بسرعة ~ هيا تعال
ولأول مرة يسمع من ينادي عليه (( حقاً تريدني )) عبارةٌ لطالما حلُم بسماعها في زمن الغربة والإنتباذ
أُنظر .. أهذهـ لك ؟ أُحسُ بأنها ملكُك خذها فستغير حياتك .
أجل إنها لي ولكن كيف عرفت ذلك ؟
لونها يشبهك .. ورحلت ولم تترك خلفها أثر
إنتظري أنت من تكونين أيتها الطاهرة ؟ إنتظري فقط دعيني أشكرك
ومن بعيييد لا داعي فأنا بيضاء أنجبتكـ وحان اليوم لأكفر عن ذنبي في ضياعك
حينها ... صرخ بإعلى صوته في عنان السماء "وأخيراً وجدتها بعدما عانيت في البحث أنها " أشكرك من الأعمااق
النهاية.
( ياله من شعورٍ بئيس أن تعيش بلا هوية وتظل طيلة حياتك تبحث عنها فتبقى منبوذاً للأبد ) شعورٌ يراود كل أ... وكل ل... ومدينة البيض هي من ابتدعت ذلك
الروابط المفضلة