السلام عليكم ...
أبو كشره هو اسم لفتاة مقدسية عملت في احد تنظيمات الثورة الفلسطينية , وكانت طالبة في المرحلة الثانوية , وتتلمذت على حس الثورة الصادقة , وحب الوطن لأجل فلسطين الوطن , رغم صغر سنها وشقاوة الصبا , وقصة شعرها القصير , وارتداء البنطلون والقميص الكاكي والحذاء الصبياني , بالإضافة إلى مشيتها الواثقة ونظرتها الثاقبة , كانت تعرف باسم أبو كشره صاحب الآخمس الحديدي , تنقلت بين بيت الشرق ونادي الموظفين بالقدس , وبين طلبة المدارس لتكتسب شخصية ثورية واعدة , باستقلالية فكرية عن بعض أطروحات التنظيم , لتكون شخصية قيادية في العمل الفدائي العسكري , كانت أكبر من ترهات السياسة , وسياسات الإغواء والمظلات المشبوهة والعلاقات العاطفية تحت غطاء الثورة , استطاعت أن تضع معالم الخط الأخضر والأسود والأبيض بقلب نقي أحمر , جمعت حب الوطن بغصن الزيتون مع الحزن على وطن سليب مقهور وأمل بالنصر والتحرير أو شهادة بكرامة على الوطن الحبيب , خرجت بعد صلاة العصر من قبة الصخرة وقد استوقفتها أية ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ) وهي تحدث نفسها هذا ما يريده الأنجاس أبناء القردة والخنازير ...!!! وظلت تردد بهذه الآية , وهي تخترق زقاق القدس القديمة , وتصعد تلك الدرجات لعقبة السرايا والشرر مخلوط بقهر ودمع غاضب , وعلى مقربة من مفترق سوق القطانين إذ بشرذمة من جنود الاحتلال مدججين بالسلاح وأجهزة اللاسلكي يستوقفوها صائحين ( هويتك ) نظرت إليهم بحقارة واستعلاء وردت بصرخة استنكارية ... هويتي ... هويتي أنا ...!! انظروا هناك ... هذا محل بيع الفلافل لجدي ... وهذه دار خالي ... وهذه مخيطة عمي ... وهذه داري ... وهناك مقام جدي بنهاية تلك الزقاق ... أين هوياتكم أنتم ... من أنتم... !!! بهر الجنود بجرأة الفتاة وقد التف حولهم صبية وشيوخ وشباب البلدة القديمة ... فقال لها جندي من الجنود ( ساع ) امشي... فوقفت وقالت لن أمشي قبل أن أرى هوياتكم ... وازداد الزحام وعبارات التأييد ( نعم أين هوياتكم ) رفع الجنود زناد بنادقهم ... واستدعوا تعزيزات من باب الخليل وباب العامود ... وامتلأت شوارع البلدة القديمة بجنود الاحتلال ... وصيحات ( أبو كشره يصارع المرتزقة ) وجاء رجل بلباس مدني يدعى ( جادعون عزرا ) وقال بلهجة التهديد والوعيد ( بعدين معك أبو كشهرة اشتقت للمسكوبية ...! ) فردت عليه بلهجة التحدي يا ( ابن أل... ) أنت بتعرف ما عاش ولا كان اللي يخوفني... فرد عليها ضابط الموساد سأجمع إخوتك وأمك وأبوك وجيرانكم في مسكوبية ... وسأطفئ نور الشمس عنهم ... تذكرت الفتاة ... كلام الله ... ومرض والديها .. فقالت له بلغة المنتصر ( ابعد كلابك من هون ) فقال لها بلهجة يائسة... اقترب الظلام ونحن طالعون... سحب جنوده وهرعوا خاسئين والخوف والهزيمة تجر أذيالهم خانعة... في كل قرية وحي ومدينة يعيش مائة أبو كشره ... احذروا أنيابهم إن برزت ... احذروا... احذروا ...
الروابط المفضلة