السلام عليكم ورحمـة الله وبركاته
المؤلف : الأديب العربي مصطفـى صـادق الرافعــي
مولــــده : ولد مصطفى صادق الرافعى في يناير سنة 1880 و آثرت امه ان تكون ولادته في بيت ابيها.
تعليمـه : دخل الرافعى المدرسة الابتدائية و نال شهادتها ثم اصيب بمرض يقال انه التيفود اقعده عدة شهور في سريره و خرج من هذا المرض مصابا في اذنيه و ظل المرض يزيد عليه عاما بعد عام حتى وصل إلى الثلاثين من عمره و قد فقد سمعه بصورة نهائية. و لم يحصل الرافعى في تعليمه النظامى على أكثر من الشهادة الابتدائية. و معنى ذلك ان الرافعى كان مثل العقاد في تعليمه, فكلاهما لم يحصل على شهادة غير الشهادة الابتدائية. كذلك كان الرافعى مثل طه حسين صاحب عاهة دائمة هى فقدان البصر عند طه حسين و فقدان السمع عند الرافعى. و مع ذلك فقد كان الرافعى مثل زميليه العقاد و طه حسين من اصحاب الارادة الحازمة القوية فلم يعبأ بالعقبات التي وضعتها الحياة في طريقه, و انما اشتد عزمه و أخذ نفسه بالجد و الاجتهاد, و عام نفسه بنفسه حتى استطاع ان يكتسب ثقافة رفيعة وضعته في الصف الأول من ادباء عصره و مفكريه.
زواجــــه .
و قد تزوج الرافعى في الرابعة و العشرين من اخت صديقه الاديب الاستاذ عبد الرحمن البرقوقى صاحب مجلة البيان و صاحب أفضل شرح لديوان المتنبى, و انجب الرافعى من زواجه عشرة أبناء.
اضطره المرض إلى ترك التعليم الرسمي، واستعاض عنه بمكتبة أبيه الزاخرة، إذ عكف عليها حتى استوعبها وأحاط بما فيها. عمل في عام 1899 ككاتب محكمة في محكمة طخا، ثم انتقل إلى محكمة طنطا الشرعية، ثم إلى المحكمة الأهلية، وبقي فيها حتى لقي وجه ربه الكريم.
في يوم الاثنين العاشر من مايو لعام 1937 استيقظ فيلسوف القرآن لصلاة الفجر، ثم جلس يتلو القرآن، فشعر بحرقة في معدته، تناول لها دواء، ثم عاد إلى مصلاه، ومضت ساعة، ثم نهض وسار، فلما كان بالبهو سقط على الأرض، ولما هب له أهل الدار، وجدوه قد فاضت روحه الطيبة إلى بارئها، وحمل جثمانه ودفن بعد صلاة الظهر إلى جوار أبويه في مقبرة العائلة في طنطا. مات مصطفى صادق الرافعي عن عمر يناهز 57 عاماً. ولد الرافعى بمدينة طرابلس في لبنان...
على ان الرافعى لم يستمر طويلا في ميدان الشعر فقد انصرف عن الشعر إلى الكتابة النثرية و عندما نتوقف اما ظاهرة انصرافه عن الشعر نجد انه كان على حق في هذا الموقف فرغم ما انجزه في هذا الميدان الادبى من نجاح و رغم انه استطاع ان يلفت الانظار إلا انه في الواقع لم يكن يستطيع ان يتجاوز المكانة التي وصل إليها الشعراء الكبار في عصره و خاصة احمد شوقي و حافظ إبراهيم فقد أعطى هذا الشعران االتعبير عن مشاعر الناس و همومهم في هذا الجيل.
و لعل الرافعى هو من اطلق أول صرخة اعتراض على الشعر العربى التقليدى في ادبنا فقد كان يقول : "ان في الشعر العربى قيودا لا تتيح له ان ينظم بالشعر كل ما يريد ان يعبر به عن نفسه" و هذه القيود بالفعل هى الوزن و القافية.
كانت وقفة الرافعى ضد قيود الشعر التقليدية اخطر و أول وقفة عرفها الادب العربى في تاريخه الطويل و اهمية هذه الوقفة انها كانت حوالي سنة 1910 أى في اوائل هذا القرن و قبل ظهور معظم الدعوات الادبية الأخرى التي دعت إلى تحرير الشعر العربى جزئيا أو كليا من الوزن و القافية.
- الميدان الأول الذى انتقل إليه الرافعى الذى كان مقيدا بالوزن و القافية هو ميدان النثر الشعرى الحر في التعبير عن عواطفه العتيقة التي كانت تملأ قلبه و لا يتعداها إلى تصرفات تخرج به عن حدود الالتزام الاخلاقى و الدينى كما كان يتصوره.
- أما الميدان الثانى الذى خرج إليه الرافعى فهو ميدان الدراسات الادبية و أهمها كان كتابه عن "تاريخ اداب اللغة العربية" و هو كتاب بالغ القيمة و لعله كان أول كتاب في موضوعه يظهر في العصر الحديث لانه ظهر في اوائل القرن العشرين وبالتحديد سنة 1911.
ثم كتب الرافعى بعد ذلك كتابه المشهور "تحت راية القرآن" و فيه يتحدث عن اعجاز القرآن. و يرد على آراء الدكتور طه حسين في كتابه المعروف بإسم "الشعر الجاهلى".
- ثم يأتى الميدان الاخير الذى تجلت فيه عبقرية الرافعى و وصل فيه إلى مكانته العالية في الادب العربى المعاصر و القديم و هو مجال المقال و الذى اخلص له الرافعى في الجزء الاخير من حياته و أبدع فيه ابداعا عجيبا و هذه المقالات التي جمعها الرافعى في كتابه "وحى القلم".
إنتاجـــــه الأدبي:
1. تاريخ آداب العرب (ثلاثة أجزاء)، صدرت طبعته الأولى في جزأين عام 1329هـ،1911م.
وصدر الجزء الثالث بعد وفاته بتحقيق محمد سعيد العريان وذلك عام 1359هـ الموافق لعام 1940م.
1. إعجاز القرآن والبلاغة النبوية (وهو الجزء الثاني من كتابه تاريخ آداب العرب)، وقد صدرت طبعته الأولى باسم إعجاز القرآن والبلاغة النبوية عام 1928م.
1. المساكين، صدرت طبعته الأولى عام 1917م.
1. السحاب الأحمر.
1. حديث القمر.
1. رسائل الرافعي، وهي مجموعة رسائل خاصة كان يبعث بها إلى محمود أبي رية، وقد اشتملت على كثير من آرائه في الأدب والسياسة ورجالهما.
1. تحت راية القرآن، مقالات الأدب العربي في الجامعة، والرد على كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين.
1. على السفود، وهو رد على عباس محمود العقاد.
1. وحي القلم، (ثلاثة أجزاء) وهو مجموعة فصول ومقالات وقصص كتب المؤلف أكثره لمجلة الرسالة القاهرية بين عامي 1934- 1937م.
1. أوراق الورد.
1. رسائل الأحزان.
1. ديوان الرافعي (ثلاثة أجزاء) صدرت طبعته الأولى عام 1900م.
1. ديوان النظرات (شعر) صدرت طبعته الأولى عام 1908م.
يذكر انه الف النشيد الرسمي التونسي الذي لا يزال معمولا به إلى يومنا هذا وهو النشيد المعروف بحماة الحمى.
اقتباس من كتابه ( أوراق الورد )
قالت له: اغضب ما وسعك من الغضب وما وسعت منه، فإن غضبك هو نفسه مقاييس الرضا! ألم تر إلى الحريق في البرق والى الصواعق في الرعد، أذاك من امتلاء السحاب بالنار أم من امتلائه بالماء؟ ***********************
سألها مرة: ماذا يقول البحر لو سقطت فيه دمعة من مهجور؟
فقالت إنه يقول : إنسان أحمق أو مخبول يحاول أن يجعل له بحرا من قطرتين..
قال: أراك يا فيلسوفتي لا تفهمين لغة الوجود!
قالت : فما أنت ترى؟
قال : أنه يقول عندئذ: تباركت يا رب ! أنا الجبار المالئ ثلاثة أرباع الأرض ماء، قد آلمتني دمعة محب متألم، فهل هو يحمل ثلاثة أرباع الهم في الأرض؟
***************************
لقد قلت لي يوما، إذّ كلمتك عن خصومك والمفترين عليك من حاسديك: إنّ عداوة الأعداء مهما كثروا ينسيها حب حبيب واحد، ولكن عداوة حبيب واحد لا تنسيها صداقة الأصدقاء مهما كثروا
*********************************
الحب طفولتنا الكبيرة، كل ماتملكه أن تبكي وتضحك وتمكر وتنافق، ومعنى ذلك كله أريد أريد !
ولو أمكن أن يكبر الطفل ويبقى طفلاً لكان هو العاشق بذاته،
ولكان حبه لأمه وأبيه مضاعفا عند السنين التي كُبر فيها
هو العشق بعينه !
جزى الله أديبنا خيرا لما قدمه للأمة العربية والإسلامية
أسأل الله ان يكون ذلك في ميزان حسناته يوم القيامة
أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعـــــه
في أمان الله
الروابط المفضلة