،
هُنَا انتِفاضَةُ ذاكِرة! لِيومٍ مَوعُود!
صَاغَهَا الحَنِينُ للصِبَا .. بِـخُطوةٌ أخرَى فِي دَرُوبِ العُمر!
،
...
وَ تَمضِي الأيَّامُ ..
وَ تتَوالَى ..
الساعَاتُ /
وَ الدَقائِقُ /
وَ الثَوانِي /
وَ يَزْدَادَ الألمُ علَيْهَـا .. وَ يَمضَغُهَا السَقمُ لفَافةً معجُونَةً بَينَ الضُلُوع!
بِجسدٍ مُنهَك وَ رُوحٍ مُتَرقِبَة!
تتَحمَّلُ الوَجع! وَ تأبَى إلاَ اِنبِثاقًا مِن بَينِ أحشَائِهَا !
بِعُمقِ جَمرِ التَوقِ ! صَرخاتٌ تتَعالَى بِصمت!
فَتسكُنُ الطُمأنِينةُ مَضجَعَهَا!..
وَ تتناثَرُ شذرَاتُ وُضُوءٍ طَاهِرٍ حَتَى الثمَالة! فوقها
بَينَ الفينَةِ وَ الفينَة ..
يدنُو المُعِينُ منهَا قائِلاً :
"اصبِرِي !.. وَ أعلنِي نَذرَ الوَلِيدَةِ لرَّبِهَا ،!! ...
تَماسَكِي .. و اسقِي البُنَيَّـة عُطُورَ التَقوَى !
اثبُتِي .. وَ هلُمِّي نَرفعُ كَفَينَا لِرَّبِ السَّمَاء !"
وَ دَعَيَا بِخُشُوعٍ حتَى سلَّمَـا و ثُمَ انصَرف!..
... تتثَاقلُ الثَوانِي! يمخُرُهَا زُبدُ البَحر!
مَوشُومَةً باللَهفَة وَ معقُودةً بالسَّلامَة ..
شهوَةُ احتِراق! وَ عاصِفةُ اجتِيَاح!
.. وَ لِوَهلَةٍ !
أشبَهَ بِــدَهرٍ أثقَلَ سَاعِدَيْهَا وَ تَرقُبَهُم!
لِتتناقَل المَسامِعُ أوَّلُ صرخة! ..
لَكِّنهَا صرخةُ طِفلة! أخرجَت منْ جِنَانِ الرَحِم!
إلى فِتنَةِ الضَيَاع! ..
وَ قَطَعُوا الوَاصلَ بَينَِنَا! ..
بِوَمضةِ عِشقٍ
وَ رهبةِ فِرَاق ..
فَارقتُ الحبلَ السُرِّيَ!
فَكانت آخرَ صرخَةٍ وَ أشدَّها وَجعًا ..
...
وَ تَدَافقَ الجَمع! مُهروِلاً ..
أمُّدُ يَدِي مُتلَهفةً لِقلبٍ يُزيلُ غُمُوض المَكَان! و لوعةَ الإزدِحَام!
وَ لحُضنٍ يَلامِسُ الأشجَان ، وَ يدٍ تَنسابُ عَلى خُصلاتٍ اختَلفت عَنِ الأنَام!
.. كَانَ يومًا ..
أشرقتِ الأيَّامُ بالنِسبةِ لهُمَا ..
وَ طَابتِ أحلاَمُهُمَا صِياغَةً للأنثَى!..
وَ ارتَسمت البَشاشَةُ على مُحيَاهِما وَ لُقبتُ عَلَى اسمِ أعزِّهم وَ أحنِّهم!
يوم خرجتُ مِن حُلكَةِ النُور وَ غِبطَةِ الفَرح!
يوم خرجتُ من أمَانٍ وَ بشائِر السَّعد!
يومٌ لُوِّيت الأعنَاقُ ، كُلُّ الأعنَاقِ اتِجَاهَ "المولُودَة الجَدِيدَة" ..
وَ دُوِّنت الفَراغات وَ خُتِمتِ الأورَاقُ بتَوقِيعِ الوَلِي!..
يومَهَا كَانَ يومُ مَولِدي!
وَ حِينَ أسألُ عنِ صِبَايَ وَ أيَّامِ المَهدِ!..
يُقَالُ : "سُكُونٌ كَانَ يغْشِي حَنايَا جَسَدِكِ ! وَ نظراتٌ صَاخِبةٌ حاكَت تَفاصِيلاً نَجهَلُهَا فِي نَفسِك!
وَ مِن ثمَّ يُسدَلُ الحِجَابُ بَينَ أحلامِكِ أثنَاءَ نَومِك! ثُمَّ تَبتَسِمِينَ مَعَ أنوارِ الأفقِ وَ ألوَانِ الرَّمادِ وَ لا أحدَ يَدرِي!
نَواصِلُ تأمُلاتِنَا لكِـ ! فَيَتَهادَى ثوبُ الحَيرة عَلى أفكَارِنَا وَ تَستَعصِي لَنَا الإجابَةٌ عَن تَساؤُلاتٍ قَيَّدتنَا .. "
وَ تُغمَضُ الرُّموش! .. لشيءٍ مِن غِبطَة وَ آخَر مِن مُنعَطَفاتٍ أزَّلِية!
،
مرَّتِ السُنُون!
وَ تَوالَى التَاريخُ عَلى الذَاكِرة! عُنوة!
اليَومَ فتحتُ عينَايَ عَلى عالمٍ تجعَّدت مَلامحُه وَ غَارت أمانِيه وَ شَاختْ آلامُه!
اليَوم حِين بَزغتِ السمَاء! مَكسُوةً بغُيومٍ أثقلَهَا الرَّماد وَ سحابٍ عانق جُثث البَّياض!
اليَومَ .. تأملتُ الكَون! بِرُمَتِهِ !! ..وَ تناثَرتُ بهِ ذرةً فِي حلَقِ الزَفرات!
اليَومَ أنصتُ لفَوضَوِيَّة الحواس! وَ قرأتُ بعضًا مِن ذاكِرةِ الجَسد!
اليَومَ .. انحجَبَ كَالضوءِ .. عنِّي بِنِقابِ الشَمس!
اليَومَ أكبُر كُلَّ دَقِيقةٍ بينَ أحضانِ الصمتِ وَ نسمَاتِ الرِّقة الممزُوجةِ بالإيمَان!
اليَومَ اكتَظَ زحَامُ الأحيَاء! .. فَرفضتُ مَكامِنَ العَدَم!
فِي الرَّبيعِ [...... ] عَشر
سِرتُ .. بَينَ غَفوةِ الكآبة! وَ جُرمِ الخَطِيئَة ..
وَ مَسحةٍ الحُزن .. وَ نهكَةِ الفرَح!
فِي الرَّبيع [...... ] عَشر
فَاضَ حُبُّهم! وَ خطَّت أناملُهم! وَ ابتَسمت ثُغُورهم!
وَ تعَالت أصواتُهُم! .. وَ ذُهلتُ لهُم!
فِي الرَّبِيعُ [ ...... ] عَشَر ..
نهشٌ مِن مَلامِحِ الصِبَا .. بعُنفُوان الآه!
حلقَةُ الرُّوحَ ! بينَ مُذكَراتِ العتَمَة!
فِي الرَّبِيعُ [ ...... ] عَشَر ..
شاخت الرُوح! وَ احدَودب العُمر
وَ صِرتُ كَالعُكَاز!
بَينَ كَفِّ الشَبِيبَة! وَ يُتمِ الهَّم!
فِي الرَّبِيعُ [ ...... ] عَشَر ..
عَامٌ آخر!...
وَ جَمدَ السُكُون! وَ ارتَخَى عَلى مهَبِّ الموت!
مِن رحِمِ الكَآبَة إلَى حُضنِ الأسَى ..
بَينَ الصَدرِ النَّاشِف وَ الحُضنِ النَّازف!
فِي الرَّبِيعُ [ ...... ] عَشَر ..
حزنٌ مسكوبٌ في آنية الرُوحِ!..
وَ مَرارَتُهُ أشَّدُ مِنَ "العَلقَم"
فِي الرَّبِيعُ [ ...... ] عَشَر ..
تَناثَرَ دَثَارُ الغيمِ ..
وَ ذَبُلَ الرَّبيعِ بينَ أزِقة العُمر ..
فِي الرَّبِيعُ [ ...... ] عَشَر ..
غَفوتُ كالبَصِيرةِ في مَواطِنِ الضَرر
وَ هَاجَرَ سربُ الحُزن الخَاضِعُ لأنيابِ البَشر!
فِي الرَّبِيعُ [ ...... ] عَشَر ..
أوصِدت أبوَابُ الشمسِ وَ أسوارُ الحُبُور
وَ غادَرتُ بيَّاضَ الحَمَام! مُتخمَةً بتمتَمةِ السَواد!
فِي الرَّبِيعُ [ ...... ] عَشَر ..
ألقيَّ حجرُ البُؤسِ مُلازِمًا لأمَانٍ قدِيمَةٍ تهَادَتِ عَلى الوَريدِ تَارةً ..
وَ تارَةً أخرَى على الشَريَان!
اليَومَ .. التَمَ جمعٌ آخر!.. وَ غدَر آخر .. اليَومَ أهدِيتُ خاتَمَ الرُّوح!
بلونٍ اعتَدتُ عَلى ارتدَائِهِ ! ..
اليَومَ .. انتَفضُوا .. وَ سَطَروُا على الوَرق!
فَهُو الأقربُ لي! من صَخبِ الشِفاه!
هُوَ النَبضُ الوَحِيد! الذِي ترتَخِي عَليهِ الأحزانُ وَ لاَ يَضجر!
فاتَخذُوهُ وَسيطًا .. بكُلِّ اللغُآت!
وَ لعَّل أجمَلهَا مَن خَطت بِنفسِ الحرفِ الذِي خَططتُ بهِ!
وَ فضَّلت الظَرف! ... عَلى الصَهيلِ لِشيءٍ لاَ يستحِق!..
رَغمَ .. غُصَّةِ مَا فَقدَته!
... باقَةُ امتنَان ..
اليَومَ صاغت لي البَرِّيةُ شَيئًا مِن فَضاواتِ الهَدي!
اليَومَ سارَت بِيَّ اليَقظَةُ كَأحمقٍ أجهَش! ..
أضاعَ الدَربَ وسطَ النُّور!
فقَدَ الوَصِيَّة فِي زمَن الأمانَة!
فمَا أدراكَ بِدَهرِ الخُبثِ وَ الدَنس؟!
:
اليَومَ .. بِنصفِ الشَهرِ ، وَ حَداثَةِ العُمر!
كَتبتُ مُنعَطَفَ العُمر! ..
طَيف الَماضِي / 15 - أفرِيل - 2009
.... وَ التَتمَةُ يكتُبُهَا الآخرُون! بيُتمٍ وَ شرخِ قلبٍ!
الذِي لا يلتَئمُ إلى بِمُعانَقةِ الرُّوح لقبرِهَا!
"إن لمْ تخُنهُم الذَاكِرة!
الروابط المفضلة