أعود و كلي دماء
أعود إليك فيضي و كلي دماء
أعود إليكم أحبيتي وكلي جراح
أعود إليكم إخوتي لأقول لكم لم و لن أنساكم
أعود إليكم فـحييكم بتحية الإسلام
أن
: السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
صرخت بكيت ثم قمت..و لكن لا يفيد
ضُربت قُطّعت شُرت.و لكن لا مجيب
جعت عطشت نزفت..و لكن لا معين
إليك ربي أرفع شكاتي
و أنا اليوم كلي دماء
فقدت أبنائي تحت أمطار نيران دامية... وأصابعي اليوم تحفر لهم قبورا .....و قد كانت قبلا تلب شعورهم الهادئة...
عدت وكلي دماء وأنا المجهول في أرضه...
الغريب بين أهله...
الذي يشرب الدماء و يأكلها و ينزفها و يلتحفها...
أنا....
الدم القاني الذي أسقي عروق الأرض المتقطعة هنا وهناك.......تحت أنين الثكالى و صرخات الأطفال....
أنا التي تلف ابنها اليوم في أكفان ليضمه صدر التراب....بعد أن كنت ألفه في القماط و أضمه إلى صدري...
أنا التي هدم بيتها....
ومات زوجها....
وترملت ابنتها...
وجنت طفلتها....
و استشهد ابنها...
و فقد رضيعها.... فلم تعلم أهو حي .......فيزداد عذابي
أم مات دون أقبله قبلة وداع و قد كان قبل أشهر قلة...يسكن رحمي....
أنا التي تملأ كؤوس الدموع كل يوم...
و..
تشربها علقما كل ليل
تحت عواصف الصواريخ...
أنا التي تبيع ثوبا بالأمس حاكته...لتطعم طفلة فقدت بصرها...و أقعدتها النيران بلا حراك....
أنا التي تظل النهار تحت دخان الحرائق تبحث عن رضيعها....عن الذكريات...
أنا الموت الذي يلف أكفانه حولها كل ثانية
نعم
عدت وكلي دماء....
أحمل هم الإسم على عاتقي...
و رسالة الوجود حمل ثقيل على كاهلي...
الذي أتعبته السنين
أنا التي تشم رائحة الجثث كل مساء...فتدرك الموت و أحواله...
أنا التي تكابد الشقاء....
أنا....التي تغتسل بالدماء كل فجر...
أنا التي تشيع عند كل مطلع شمس.....حبيبا..قريبا..........عزيزا....جارا...أخا. ......صديقا....رفيقا.....عما..خالا......
أنا التي تلبس السواد وتحوم حول القبور تقرأ فاتحة الكتاب...
أنا التي تحكي للحجارة أساليب العذاب....
أنا التي تسقي الركام بدموع......
بدموع تبكي......عن دموع الجفا.....الموجودة على ضفاف الحدود....
أنا التي تحوم ليلا مع أشباح الموت ....تجفف دموع الأخلاء...
أنا التي جعلت مسكها دم الشهيد....
عدت إليكم وكلي دماء
فلا حبر
و لا ورق
فقط أحجار باكية
تتشقق كبدها صراخا
بكاء
على الأرض الطاهرة....
.
عدت
نعم
و كلي دماء
أنا التي تجهل الماضي المزهر....
وتدرك الحاضر المقفر.....بالدماء مثمر....
....
أنا التي ذاق جلدها طعم الجمرتحت قرع المدافع وتراقص الألهبة..... و يذوق اخون لها طعم الخمر تحت قرع الطبول وتراقص.....؟
.
أنا التي تلبس أكفانها صباحا تحت جلبابها
أنا التي فارقت النوم منذ زمن
و الشمس منذ القدم
أما الربيع فلم أدركه بعد....
أنا التي تسقط دماء هي دماؤكم....و لكن
و لكن
عدت وكلي دماء
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة