انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 4 من 4

الموضوع: على أبواب رمضان يعتصرني الألم ويحدوني الأمل

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الموقع
    ارض الله الواسعة
    الردود
    24
    الجنس
    أنثى

    على أبواب رمضان يعتصرني الألم ويحدوني الأمل

    فما أسرع الأيام تمر كلمح البصر وإنها والله نذير للبشر لا يفرح الانسان بمرورها بقدر ما يحزن على فواتها ، ففي تصرمها انقضاء للعمر وفي زوالها تقريب من الحفر .


    إذا تم شيء بدا نقصه
    ترقب زوالاً إذا قيل تم


    وفي هذه الأيام نستقبل أيام رمضان الغالية والعزيزة على النفس بعد أن طويت منذ عام كامل بما أودعناها من أعمال ستشهد علينا غداُ أمام الله تعالى .

    فأهلاً وسهلاً بك أيها الضيف الحبيب حللت أهلاً ووطئت سهلاً وحيا الله الهلال الذي يبشر بقدومك .

    بحلولك تستأنس النفوس وبنزولك تطمئن القلوب لك في الخيال ذكرى وفي النفس شجى وفي الصدر شوق وفي الأعمال حنين .
    جفت مآقينا يا رمضان فأدركها ، و أرهقت كاهلنا الذنوب فخففها ، وتلاحقت النكبات على أفئدتنا فواسها وتقلبت أحوال الضمائر والنيات فطهرها وتعرضت الأجساد لسخط الجبار فأنقذها وتوالت صيحات الاستغاثة فأغثها .

    أظلمت الدنيا في وجهي طويلاً بحثت عن سر السعادة فلم أجدها ، نمت قمت .... شربت نشوت ... أكلت شبعت ... صاحبت سهرت ... عشقت نلت ... مشيت سرت .... أنفقت بذرت ... فرطت جهلت .... وأخيراً تعبت وندمت وخسرت .

    جربت كل شيء فلم يسعدني ، فعلت كل شيء فلم يرحني .

    إليك يا رمضان أبوح بخلجات الصدر ، لن أجد من أأتمنه لنقلها كما هي سوى الثغر ، فهو أسهل وسيلة للتغيير ، فلقد سئمت حياة المعاصي والتقصير وأسرفت على نفسي بشكل منقطع النظير ، ولكن إذا أراد الله فليس عليه عسير .

    والآن ذقت طعم السعادة بعد أن عدت إلى الله عودة صادقة بإذن الله ، إني أرى الضوء أخضر ، والحياة وردية ، والأيام بيضاء ، فلعلك يا رمضان تكون خير معين لي على طاعة ربي ، فأنت موسم البركات ، في ظلك أتفيؤ ظلال المغفرة والرحمات ، أنت شهر إقالة العثرات ، والتعرض من الله لأطيب النفحات ، أعاهدك يا رمضان أن أبدأ صفحة جديدة مع الله وأفتح سجلاً ناصع البياض فلا تراني إلا محافظاً على الصلاة مع الجماعة في الصف الأول وإذا بحثت عني ، فأنا مشغول بتكحيل عيني بتلاوة كتاب الله ، أو أتلمس الطريق لأصل إلى أهل العوز والحاجة ، لأنفق عليهم وأقوم بإفطار الصائمين ، وإن فترت فلا أفتر عن الدعوة إلى سبيل ربي ، أو الاستغفار في وقت السحر عن سابق معصيتي أو الدعاء بأن يتقبل الله توبتي ويغسل حوبتي وإذا نام الأنام صففت الأقدام في جنح الظلام لأقوم الليل خاشعاً باكياً وإن شاء الله سأزور بيت الله العتيق وأعتمر وأعتكف ، لعلي أنسى الماضي الأليم وأرجع بوجه وضاء جديد .

    إني شاكر لنعم ربي التي طالما عصيته بها فيما مضى خلفت الدنيا ورائي وطلقتها ثلاثأ بلا رجعة بعد شدة لجاج وغضب ، فهي التي كانت تحركني ، وتتحكم في قلبي وعاطفتي .

    ما أجمل العودة إلى الله ! لقد أيقنت أن السعادة في طاعة الله وأن للإيمان طعماً حلواً لم يتذوقه كثير من الناس ، وأن في دنيانا هذه جنة من لم يدخلها ، لم يدخل جنة الآخرة ، وقد تاه أكثر عباد الله عن بابها .

    إن رمضان فرصة للإنابة ومحاسبة النفس ، والدنيا دار بلاء مشحونة بالمتاعب ، مملوءة بالمصائب ، طافحة بالأحزان ، يزول نعيمها ، ويذل عزيزها ، ويشقى سعيدها ، ويموت حيها ، مزجت أفراحها بأتراح ، وحلاوتها بمرارة ، فلا تدوم على حال ، ولا يطمئن لها بال ، والموت لا يعرف صغيراً ولا كبيراً ولا يستأذن أحداً ولباسه لا يستثني جسداً ، فأدعوا نفسي وكل من يقرأ ما تخطه بناني إلى التوبة ، اتركوا القدة والمنام ، واهجروا المعاصي والإجرام قبل تصرم الآجال ، وليردد الإنسان في هذا المقام :

    يا رب إن عظمت ذنوبــي كثرة

    فلقد علمت بأن عفوك أعظــــم
    إن كان لا يرجـوك إلا محســن

    فمن الذي يدعو ويرجو المجرم
    أدعوك رب كما أمرت تضرعاً
    فإذا رددت يدي فمن ذا يرحـــم
    مــالي إليك وســيلة إلا الدعـــــا

    وجميل عفوك ثم أني مسلـــم


    يا رمضان سأنتقل فيك من طاعة إلى طاعة ، يعصرني الألم على ما مضى من التفريط ، ويحدوني الأمل في مواصلة الصالحات ، وتجديد العهد ورجاء القبول من الله ، وأتمنى أن تطول أيامك يا رمضان ، فلقد أبهجت قلبي ، وأنقذت حياتي بروحانيتك وأجوائك وحلاوة أوقاتك وخصوبة أرضك .

    فلا تلمني إذا ذرفت عيني لفراقك ، ولا تؤاخذني إذا تحشرج صوتي متقطعاً في لظات وداعك .

    يا راحلاً وجميل الصب يتبعه
    هل من سبيل إلى لقياك يتفق
    ما أنصفتك دموعي وهي دامية

    ولا وفىَّ لك قلبي وهو يحترق


    عذراً يا رمضان .... إن البكاء ليس كله للفراق ، فهناك شيء أكبر بكثير !! إنه القبول ، فهو الذي يقض مضجعي ، وينغص حياتي ، فلا أدري أغفر لي ربي أم تركني غارقاً في لجة ذنوبي ؟ فإن كان الأول فيا فوزي وسعادتي ، وإن كان الثاني فيا خسارتي وبؤسي .

    اللهم امنحني ولا تمتحني ، وأعطني ولا تحرمني وتب علي وسامحني ، اللهم اجعل قلبي مملوءاً بحبك ولساني رطباً من ذكرك ، ونفسي مطمئنة لأمرك مستسلمة لقضائك .

    يا من وثقت بعفوه هفوات المذنبين فما قطعها وخرقت السبع الطباق دعوات التائبين فسمعها وما ردها .

    إلهي أطرقت من جلال هيبتك وخجلت حياءً من عظمتك ، وقفت سائلاً ببابك ، ولذت فقيرا ًبجنابك ، ورست سفينة المسكين على ساحل كرمك ترجو الجواز إلى ساحة رحمتك ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت .

    إلهي بالإساءة أقررت ، والتقصير اعترفت ، ولبابك قرعت ، ، ولمعروفك تعرضت ، ولرحمتك خضعت ، ومن فضلك سألت ، فارحم ذل مقامي وضعف قوتي ، وقلة حيلتي وسلطاني واجبر كسر قلبي ، واختم بالصالحات عملي ، وأقر برؤيتك في الآخرة عيني .

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه أجمعي
    ن

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الموقع
    يـــــارب الجنه *
    الردود
    3,291
    الجنس
    امرأة
    جزااااك الله خير
    آلهي مولاي ورازقي اتمم عليّ فرحتي 1434/6/20 هــ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الردود
    6,960
    الجنس
    امرأة
    التكريم
    جزاك الله خيرا
    ووفقك لما يحب ويرضى
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ان مع العسر يسرا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الموقع
    ارض الله الواسعة
    الردود
    24
    الجنس
    أنثى
    وجزاكم مثله اخواتى الحبيبات وفقنا الله جميعا الى ما يحبه ويرضاه

مواضيع مشابهه

  1. :: لقطة متميزة::لن نقول شمعة الأمل .. فهي وردة الأمل
    بواسطة ياسمين شامي في ركن الصور والتصوير الفوتوغرافي
    الردود: 19
    اخر موضوع: 11-05-2011, 03:16 AM
  2. الردود: 12
    اخر موضوع: 01-08-2010, 11:39 PM
  3. لاحول ولا قوة الا بالله إن الألم يعتصرني
    بواسطة أرجو رحمة ربي في نافذة إجتماعية
    الردود: 12
    اخر موضوع: 23-02-2009, 07:46 PM
  4. الردود: 22
    اخر موضوع: 06-12-2008, 12:15 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ