انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: حقيقية الدنيا(قصة حقيقية )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الموقع
    الاسكندرية-مصر
    الردود
    116
    الجنس
    امرأة

    beatheart حقيقية الدنيا(قصة حقيقية )

    هذه قصة حقيقية مازال بطلها على قيد الحياة ، وقد استأذنته في كتابتها فأذن لي بذلكبشرط عدم ذكر إسمه ، ولا أخفيك سراً أننى عندما استمعت لهذه القصة كنت بين مكذبومصدق ، إلا أن الدموع التي انهمرت من عين بطلها وهو يرويها ، وبدني الذى اقشعر منهول ما سمعت جعلا صدق الرجل عندى لا مراء فيه.
    وبطلنا وزير سابق فى وزارة سيادية، كانت سطوته وقسوته مضرب الأمثال ، وقد خرج من الوزارة عقب أزمة سياسية طاحنة مرتبالبلاد ، ولم يكن من المقدّر لي أن ألتقي بهذا الوزير السابق لولا أن صديقاً لىإشترى منه قطعة أرض ، وبحكم الصداقة طلب مني صديقي أن أتحقق من الملكية وأحرر عقدالبيع ، وعندما أنجزت المهمة الموكلة إلىّ حانت لحظة التوقيع على العقد الإبتدائىفطلبت من صديقي اصطحاب الوزير السابق إلى مكتبي حتى يقوم بالتوقيع باعتباره بائعالأرض ، إلا أن صديقي زم شفتيه وزوى حاجبيه وقال بلا مبالاة مصطنعة ... الرجل بلغمن الكبر عتياً .... وقد لا تساعده صحته على الحضور إلى مكتبك ، خاصة وأن مكتبك فىمصر الجديدة وهو يقيم فى الضفة الأخرى من المدينة ، فهل يضيرك أن ننتقل نحن إليه؟... وثق أنه لن يضيع من وقتك الكثير ، ففى دقائق سنكون فى الفندق الأثير للرجل وهوفندق نصف مشهور فى أطراف الجيزة فى منطقة هادئة ، وقد اعتاد الوزير السابق إرتشاففنجان قهوته صباح كل يوم فى الركن الشرقي بهذا الفندق ، وحسبك يا أخي أنك ستلتقيبوزير كانت الدنيا تقوم ولا تقعد من أجله ، بل إن كل وزراء مصر فى وقته كانوايتمنون رضاه ... وعلى مضض وافقت إذ لم يكن من المألوف فى عملي أن ألتقي بالعملاءخارج المكتب ، وفى اليوم التالي كانت السيارة تنهب الأرض نهباً فى طريقها إلىالجيزة ، وكانت قطرات المطر تنساب على زجاج السيارة الأمامي برتابة مملة ، فى الوقتالذى ظل صديقي فيه يتحدث بلا توقف وبرتابة مملة أيضاً إلا أنني تشاغلت عنه بمراجعةالأوراق والعقود.
    ومن بعيد رأيت الرجل ... يا الله ... أهذا هو من إرتعدت فرائصمصر من بطشه وجبروته ؟ !! أهذا هو من ألقى العشرات فى السجون وبغى وتجبر ...؟!! هاهو يجلس وحيداً فى ركن منزوٍ وقد خط الزمن بريشته خطوطاً متقاطعة على وجههه ، وفعلالأفاعيل فى تقاطيعه فتهدل حاجباه وتدلت شفتاه وبدا طاعناً فى السن وكأنه جاء منزمن أهل الكهف.
    وعلى الطاولة وبعد همهمات وسلامات قدمت الأوراق إلى الرجلوأعطيته قلمى كى يوقع على العقد ، إلا أنه أخرج قلماً من معطف كان يضعه على كرسيقريب منه ثم خلع قفازه ، وارتدى نظارة القراءة وسألني بإبتسامة باهتة ... أوقع فينيا أستاذ؟ فأشرت له إلى خانة فى الصفحة الأخيرة ، وأمسكتها له كى أساعده ، وفىاللحظة التى قام فيها الرجل بالتوقيع على العقد جفلت يدي رغماً عني ، فوقعت الورقةمني ، إذ وقعت عيناي على ظهر يد الرجل اليمنى فرأيت بقعة مستديرة ملتهبة فى جلدهيتراوح لونها بين الإحمرار والاصفرار وكأنها سُلخت على مهل ، والغريب أنني شممترائحة شواء تنبعث من هذه البقعة وكأنها ما زالت تشوى على النار !!! ويبدو أن الوزيرالسابق تنبه لحالة الإرتباك التى أصابتني ، وتوقعت أن يهب ثائراً متبرماً ، إلا أنهوعلى عكس ما توقعت نظر إلىّ نظرة حانية هادئة وكأنه أبي ، وإذا بملامح طيبة ترتسمعلى وجههه بلا افتعال ، ملامح لا علاقة لها بالوزير المتغطرس الباطش المستبد ، وكأنملامحه الطيبة هذه تدل على رجل من أهل الله ، وبيد مرتعشة تفوح منها رائحة الشواءقدم لى الوزير العقد قائلاً : إتفضل ياأستاذ ، ثم إلتفت لصديقي قائلاً : مبارك علىالأرض .... إتفضلوا أكملوا الشاي.
    ومع الرشفة الإخيرة وبعد عبارات التهنئة جمعتكل ما أملك من قوة وقلت له سلامة يدك يامعالي الباشا ، شفاك الله وعافاك ... خير انشاء الله .... يبدو أن شيئاً ما أصاب يدك قبل حضورنا فشكلها ملتهب جداً .... ولميرد الرجل إلا بتمتمة غير مفهومة ، إلا أنه نظر فى الفراغ الذى أمامه نظرة أسى وحزنوكأنه أتعس رجل فى العالم.
    ومرت أيام وشهور على هذه الواقعة وظلت نظرة الرجلالتعيسة ويده المحترقة التى تفوح منها رائحة الشواء لا تغادر خيالي ... إلا أنه لأنكل شيئ يُنّسى مع مرور الأيام إنزوت هذه الواقعة فى ركن خلفي من ذاكرتي وسرعان ماتناسيت الرجل وتناسيت يده المشوية.
    ومر عامان إلا بضعة أشهر وجاء موسم انتخاباتنقابة المحامين ، وتزاحمت علىَّ الأحداث ذلك أن أحد أصدقائي رشح نفسه لمنصب النقيبوكانت ضريبة الصداقة والوفاء توجب علىّ الوقوف بجانبه عن طريق جلب الأنصار وتحييدالخصوم ، وحدث أن واعدني أحد الأصدقاء لمقابلة بعض الأنصار فى نفس الفندق الذىالتقيت فيه بالوزير السابق وقبل الموعد المضروب كنت أجلس فى نفس الركن الشرقي ارتشففنجان القهوة المضبوط ، وأمسح حبات العرق التى سالت على جبيني من فرط حرارة الجو ،وإذا برجل طاعن فى السن يتوكأ على عصاه ، ويتوجه على مهل إلى طاولة فى أقصى المكان .... منفرداً .... منزوياً ... نعم كان هو الوزير السابق صاحب اليد الحمراءالمشوية.
    وبعد أن جلس واستوى على مقعده حانت منه التفاتة إلى الطاولة التى أجلسعليها , ثم إذا ببصره يعود ويستقر عندى للحظات ، وكان أن تبادلنا الإبتساماتوالإيماءات ، ولغير سبب واضح قمت من مقعدي وتقدمت للوزير السابق محيياً مذكراً إياهبنفسي ، وبنفس الملامح الطيبة التى رأيتها عليه من قبل دعاني للجلوس ، وبعد التحياتوالسؤال عن الصحة والكلام عن الجو الحار والزحام وقعت عيناي رغماً عنى على يدهفوجدته – ويالعجبي – يرتدي قفازه الأسود !! – رغم حرارة الجو – فقلت بغير دبلوماسيةوبعبارات فجة متطفلة لا أعرف كيف خرجت مني .... كيف حال يدك يا معالى الباشا ... أشفيت إن شاء الله .... حرق هو أليس كذلك؟ ... وبكلمات بطيئة متلعثمة وجلة قال ... نعم حرق ولكن ليس كأى حرق ... إيه ربنا يستر.
    ولدهشتي استرسل الوزير السابق فىحديثه وكأنه يحدث نفسه ... طبعاً إنت عارف ماذا كان موقعي فى الدولة ، كنت الآمرالناهي وكان الجميع يخطب ودي تصورت أنني أعز من أشاء وأذل من أشاء وتصورت أن المنصبسيدوم لى أبد الآبدين لم أفكر فى يوم من الأيام أن هناك خالقا وأن هناك حسابا ،فحبست وعذبت وخربت بيوت بغير حق بل وأحياناً دون سبب ... وجاء يوم وليته ما جاء كنتعائداً إلى بيتي تحيطني سيارات الحراسة من كل جانب ، ولسوء طالعي وقع بصري على كشكسجائر قابع فى جانب من الطريق فأستقبحت منظره ، وفى اليوم التالي أصدرت قراراًبإزالة الكشك وفي غضون دقائق معدودة بعد صدور القرار قامت قوات وجحافل بإزالة الكشكحتى لا يقع عليه بصري وأنا عائد إلى بيتي ، لا تسألني عن صاحب الكشك ولا عن حقوقالإنسان فوقتها لم يشغل هذا الأمر تفكيري ولو للحظة ، وقطع الوزير كلامه قائلاً: تشرب شاي لا زم والله... وقبل أن أرد عاد إلى حديثه دون أن ينتظر إجابتي ... وأثناءعودتي نظرت إلى مكان الكشك فوجدت رجلاً متهالكاً يجلس على الأرض ومعه امرأة متشحةبالسواد وأطفال حفاة أقرب إلى العراة ، وعندما اقترب الموكب من المكان تمهل الركبلغير سبب وكأننا مجموعة من الحجاج يطوفون حول بقعة قدسية ، فإذا بالرجل الجالس يهبواقفاً قائلاً بأعلى صوته يا فلان إتق الله.. إتق الله.
    وضايقتني العبارات أشدالمضايقة فسألت أحد اللواءات الذين كانوا يرافقونني من هذا؟ فقال لى: إنه صاحبالكشك ... ولم أنتظر لليوم التالى بل وأنا فى سيارتى أصدرت قراراً بإعتقال صاحبالكشك ثم اتصلت تليفونياً ببعض أعواني وأمرتهم بتأديب الرجل ... ومرة أخرى قطعالوزير كلامه قائلاً: الله ....ألم تطلب شاي لازم والله ... ثم وبنفس الإسترسالودون انتظار الإجابة إستمر قائلاً ... أرقتني عبارة الرجل إتق الله كانت صادقةوقوية ومجلجلة ، لم أتعود أن يقولها أحد لي من قبل ، هل تصدق أنني عندما ذهبت إلىبيتى تحدثت مع قريب لى فى كلية دار العلوم حتى يشرح لي معنى كلمة 'إتق الله' لاأعرف لماذا توقفت هذه الكلمة عند أذني وتجاوزت سمعي إلى داخل أحشائي فإذا بألم شديديمزق معدتي ... ومع بعض المسكنات والمهدئات حاولت أن أنام ولم أستطع وفى اليومالتالي رأيت فى ذات المكان إمرأة صاحب الكشك وهى متشحة بسوادها ومعها أطفالهاالعراة ، وإذا بصوتها هي الأخرى يعلوا مجلجلاً يا فلان إتق الله ، وفى بيتي لا حظتزوجتي أرقي فهدأت من روعي وقالت لي: لا تخش شيئاً أنت من أهل الجنة خدماتك علىالبلد كثيرة حد يقدر ينكر.
    هل تصدق ياأستاذ ... هو بالمناسبة ألم تطلب شيئا ؟؟الله ألم تطلب شاي لازم والله ، وعرفت أنه لن ينتظر إجابتي وبالفعل استمر فىاسترساله الغريب ... هل تصدق أنني نمت يومها نوماً عميقاً ... وياليتني ما نمت .... وهنا بدأت دموع الرجل تنساب وبدأ صوته يتهدج ، نمت ورأيت في نومي أن القيامة قدقامت ورأيتني عارياً من ملابسي ، وإذا بملائكة غلاظ شداد لا أستطيع أن أصفهم لكيجذبونني بعنف إلى النار وأنا أقاوم وأحاول أن أبحث عن حراسي ورجالي ولكن للأسف لمأجد أحداً معي يناصرني أو يدفع عني العذاب ، هل تصدق أنه أثناء جذب الملائكة ليرأيت زوجتي فقلت لها انقذيني فقالت : نفسي نفسي ، فتعجبت !! وقلت لها : ألم تخبرينيأنني من أهل الجنة ؟ فلم ترد ، حاولت أن أناقش الملائكة فقلت لهم لقد قدمت لمصرالكثير ستجدون أعمالي الباهرة فى ميزان حسناتي فلم يرد علي أحد منهم ، وأثناء جذبيوجرّي نظرت إلى الجنة فوجدت قصراً عالياً شامخاً ليس له مثيل يظهر من خلال أسوارالجنة ، هل تصدق أنها أسوار تشف ما خلفها!! فقلت للملائكة هذا قصري خذوني إليه فقالأحد الملائكة إنه قصر صاحب الكشك فقلت ولماذا استحقه فقال الملاك لأنه لم يرضخللظلم وقال كلمة حق عند سلطان جائر فهو شهيد ، فقلت وأين مكاني قالوا فى الدركالأسفل من النار ، وقتها حاولت التملص منهم وكنا قد اقتربنا من أبواب الجحيم ،وعندما هممت بدفع أحد الملائكة بيدي هذه إذا بلفحة بسيطة من حر جهنم تصيبني فى ظهريدي ، آه لو تعرف يا أستاذ مدى الألم الذي أصابني لا يوجد مثله مثيل على وجه الأرض، مجرد لفحة بسيطة لا من النار ولكن من حر النار ، فقمت من نومي صارخاً فزعاً ونظرتإلى ظهر يدي فإذا به وكأنه احترق ورائحة الشواء تتا تتا تتصاعد منه وآه وآه وألف آهأسرعت بالإتصال تليفونياً بأحد رجالي فإذا به يخبرني أن صاحب الكشك مات من التعذيب ... مات لا وألف لا .... صرخت قائلاً .... أعيدوه للحياة .... أعيدوه للحياة أعيدواله الكشك .... ولكن لا حياة لمن تنادي ... سبقتني يدي إلى النار ... كنت قد اندمجتمع حكاية الوزير حتى أنني لم ألحظ بكاءه ونشيجه ، وكان بدني كله مقشعراً وكأننيقنفذ تائه فى صحراء , ونظرت حولي فإذا ببعض الجالسين المتطفلين ينظرون إلينابإهتمام بالغ ، وتدحرجت كلمات مني لا علاقة لها ببعض : يا باشا ربنا غفور رحيم أطلبمنه المغفرة ... على فكرة أنا ممكن أطلب شاي .... هو الرجل مات فعلاً .... هى النارجامدة قوى .... ربنا يستر .... ربنا يستر ..... وبعد هنيهة عاد الهدوء للرجل وإكتسىوجهه بملامح طيبة وظهرت فى عينيه نظرة رجاء واستعطاف ثم قال ربنا غفور أليس كذلك ثمأردف إتفض لأشرب شاي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الردود
    9
    الجنس
    تسلم ايدك على هذه القصة المؤثرة يارب حرم اجسدنا على النار واجعلنا من اهل الجنة
    يارب ولا حتى نشم رائحة النار يارب ولا ثانية فى النار فنحن لا نستطيع تحمل لحظة فيها

    امين يارب امين يارب امين يارب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الموقع
    في صومعتي العاجيه ويشق عليّ فراقها
    الردود
    3,057
    الجنس
    أنثى
    مشكورة

مواضيع مشابهه

  1. ****قصة حقيقية****لمن كان له قلب
    بواسطة حفيدةالحميراء في روضة السعداء
    الردود: 16
    اخر موضوع: 15-01-2009, 05:09 PM
  2. الردود: 10
    اخر موضوع: 02-12-2008, 12:02 AM
  3. قصة حب حقيقية
    بواسطة ya_mel7eee في فيض القلم
    الردود: 1
    اخر موضوع: 10-11-2007, 05:04 PM
  4. قصة حقيقية
    بواسطة ريمو الحلوة في نافذة إجتماعية
    الردود: 6
    اخر موضوع: 04-07-2006, 11:13 PM
  5. قصة حقيقية
    بواسطة حلاوة في الملتقى الحواري
    الردود: 5
    اخر موضوع: 12-06-2001, 12:36 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ