الإختيار والذوق الرفيع...
الذوق الرفيع في الإختيار دلالة على المستوى الفكري للشخص ذاته, وهذا يشمل كل شيء , فاختيار الملابس مثلا واختيار الأثاث واختيار اصناف الأكل وكذلك اختيار الناس الذين يحب ان يتعامل معهم ويرتبط بهم!!
وهناك صنف من الناس من هم ذواقين بالفطرة , فنراهم موفقين في الإختيار في كل شيء !!الأصدقاء , الكتب , الكلام , الى غير ذلك ..............
والذواقون الفعليون او الذواقات الفعليات , هم او هن من يمتلك الإحساس المرهف والمشاعر الساميه ، وهذا غالبا ما نجده عند الرسامين او الرسامات ، ولا اقصد هنا رسامي اللوحات الزيتية او غيرها من الألوان فقط ، بل كل من يستطيع او تستطيع ان تحول الخواطر النفسية والمشاعر الى كلمات مؤثرة او صورة زيتية اوقصة او فلم مؤثر متحرك ، يعبر بالنفس الإنسانية من جمود الرتابة الى حركة الفعالية ، او بمعنى آخر هو القدرة على تحويل الجامد الى متحرك .
فالشاعر مثلا ، هو رسام مبدع ولكن بالكلمات المتناغمة ..
والكاتب مثلا ، هو رسام ولكن بالكلمات المختارة بعناية الصايغ للجواهر والماس..
والرسام مثلا ، هو ناقل للحقيقة المشاهدة بما لديه من ابداع ودقة ملاحظة..
ولكن الظروف قد تحكم على الإنسان خلاف مايريد ، وتدير رياحها اشرعة احاسيسة الى جزيرة لم يفكر هو باختيار الرسو على موانيها ولا الصيد على شواطيها !!
عندها يبقى صاحب الذوق الرفيع رفيع الذوق وإن خانته الظروف .
الروابط المفضلة