لم أعد أتذكر..لا بل لم أنسى
ومن منا استطاع أن ينسى ... ذلك المشهد
لقد قتلوه .. في حضن أبيه .. قتلوه
ما زلت أتذكر..كان اسمه محمد
ما أبشع ذلك المشهد...
ولا زلت أتذكر فارس...عندما وقف بكل شموخ
في وجه الدبابة بلا عون أو سند
هو أيضا قُتل.. كما قتل الآخرون
لكنهم يريدونني أن أنسى
وإذا نسينا ... فمن يثأر؟
وما زلت أتذكر ذلك اللون ... على ملابس سارة
تلك الطفلة ذات الأشهر العدد
كان لونا أحمرا قانيا متوهجا ... توهج الانتفاضة
لكنهم يريدونني أن أنسى
وإذا نسينا ... فمن يثأر؟
يحاولون إسكاري ... بأغانيهم ... برقصاتهم المجنونة..
بأفلامهم ...وبمسلسلاتهم... المدبلجة
.
.
.
فقد علموا أننا أمة سريعة النسيان
فما أسرع ما نسينا ... أمجادنا... وانكساراتنا
وما أسرع ما ننسى ... أسرانا ... شهداءنا ... أيتامنا..
من منا يتذكر أطفال العراق
من منا أحزنه بكاء الأمهات
من منا آلمه نواح الثكالى
من منا يتذكر..من منا يريد أن يتذكر... الشيشان... كوسوفا... كشمير.....
ها نحن بدأنا ننسى ...
وإذا نسينا... فمن يثار؟
يحاولون أن أنسى ... من قتل أخي ... من اغتصب أختي
يريدون أن أنسى ... حُرقة خالتي التي رملوها
يريدون أن أنسى ... خالي الذي أسروه
يريدون أن أنسى ... بكاء عمتي الثكلى ... وعمي الذي بتروا ساقه ... أمام أنظار العالم
يريدون أن أنسى ... عائلتي التي شردوها... وبيتي الذي هدموه...
يريدون أن أنسى ... أشجار الزيتون التي اجتثوها
يريدون أن أنسى ... ضيعتي ... حيي .... أرضي
يريدون أن أنسى ...... مسجدي
يريدوننا أن ننسى ....
وإذا نسينا .... فمن يثأر؟
الروابط المفضلة