كان في الأربعين من عمره عندما عرفته مبين العمى لكن الله عوضه عن عينيه بإحساس نادر فكم من مرة رأيته يعد العملة الورقية من غير ان يخطئ وكذلك النقود المعدنية،وتكاد حاسة السمع عنده تميز اقل الأصوات انخفاضاً،خفيف الظل،طويل البال،دائم الابتسام،قلما تلحظه غاضباً .
يقول الجيران منذ ان كان طفلاً بدأ يشتغل حمالاً لقد منعه والداه ولكنه رفض الاستماع لهما،كان يصر ان فقدانه للبصر لن يمنعه من القيام بأي عمل يريده وهكذا عاش......؟
في هذا اليوم وعندما خرجت من المدرسة وانا في طريقي الى المنزل رأيته جالسا على الرصيف،عابس الوجه تبدو عليه ملامح الغضب والحزن سألته: مابالك ياعم احمد ؟ فلم يرد، جلست الى جانبه واعدت عليه السؤال فقال بغضب ممزوج بالأسى : لقد اصبح الناس في هذه الأيام اما عميا او قساة او يعيشون بلب تائه .!
علي ان اترك هذه المهنه ! كنت في الماضي لا اتعثر الآن ما اكثر ما يتعثر بي الآخرون كنت لا أصدم احدا الآن يصدمني الآخرون لم اعد اعلم يا ابنتي من هو الأعمى لم اعد افهم لماذا اصبح الناس عميا على هذا النحو!؟
سكن غضبه قليلا ثم قال: الحمد لله يا ابنتي انني ما زلت ارى بشكل جيد الحمد لله على نعمة البصر كل ما أتمناه ان تعود للناس أبصارهمفهم مساكين جداً ويستحقون مني ان اسامحهم والا اغضب منهم ....!!!
اعتذر منكم اخوتي عن انقطاعي عنكم
ولكم مني خالص التحية