ذات مساء ..
فتحت دفترا كبيرا ..
أحتفظ به منذ زمن ..
أردت أن أدون فيه شيئا ..
تفاجأت ...
بثلاث رسائل كتبتها ...
كانت لأطفالي الثلاثة .. وقتها ..
بالتحديد قبل ست سنوات ..
لقد تذكرتها ..
ومتى كتبتها ..
وفي أي وقت بالتحديد ..
وفي أي مكان أيضا ..
تأثرت كثيرا ..
وتعجبت لسرعة مضي الأيام ..
كانت الرسالة الأولى
رسالة إلى حبيبي عبد الرحمن ..
ياجوهرة ثمينة .. أكرمني بها المولى ..
يانور بيتي وقلبي .. كم أحبك ..
وكم أحب أن تكون ذلك المسلم القوي ..
الواثق .. الفقيه .. الحكيم .. العالم .. الزاهد ..
الحليم .. الحنون ..التقي ..
لا كشمعة .. بل كشعلة قوية ..
تضيء لمن حولها بقوة وحرارة ..
وتحب الناس جميعا ..
وأولهم .. أمك ..
عبد الرحمن ..
أهٍ .. لو تعرف يابني .. ماذا أنت مني ؟!
أسأل الله أن يحفظك في صغرك ..
وأستودعه - تعالى - كبرك ..
أن تكون بارا بي وبأبيك ..
يا أحب الناس .
التوقيع : أمك .
وكانت الرسالة الثانية
إلى ... لينة
وما أدراك ما لينة ؟!
رقة وهدوء ووقار ..
رائعة أنت يا صغيرتي في كل شيء ..
أرى فيك مجدي المتصل ..
أنت .. أنت .. رسالتي لكل من حولي ..
فما لم أبلّغه بلساني ..
- بإذن الله - سيبلغ يوما ..
بصوتك أيتها الحبيبة ..
وفقك الله لكل ما يحبه ويرضاه ..
يا قرة العين .
التوقيع : أمك .
وكانت الرسالة الثالثة
لصغيرتي الحلوة .. ديمة
يادرة البيت وزينته وروحه ..
يا شاغلة عقلي وقلبي ..
أحب صوتك وابتسامتك ..
أحب لهوك ولكنة كلامك ..
أحب كل ماهو منك ..
أدعو الله بأسمائه الحسنى ..
وصفاته العلى ..
كما رزقنيك .. لمّا طلبته طفلا صالحا ..
أن يحفظك .. وأخاك وأختك ..
أحياءً وأمواتا ..
وأن يرزقك الوجاهة مع العلم ..
في الدنيا والآخرة .
التوقيع : أمك .
كتبت تلك الرسائل ..
إلى أغلى أناس في حياتي ..
أردت بها أن أخبرهم ..
بآمالي فيهم ..
قلت الخط سيبقى ..
وإن رحلت ..
كانت هذه ورقات خاصة ..
أطلعتكم عليها من مذكراتي ..
بارك الله لنا ولكم في الذرية ..
وجعلهم الله قرة عين لنا ولكم وللأمة ..
أختكم في الله .. مجد المكية
..
الروابط المفضلة