أيها الأخوات الكريمات
إليكم هذه القصيدة للشيخ الشاعر الدكتور / ناصر بن مسفر الزهراني إمام وخطيب جامع الشيخ عبدالعزيز بن باز- رحمه الله - بالعزيزية بمكة المكرمة ورئيس قسم البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى.
أتاني بالنصـائح بعـض ناسِ **** وقالوا أنت مِقـدامٌ سـياسي
أترضى أن تعيش وأنت شهم **** مع امـرأةٍ تُقاسي ماتُقـاسي
إذا حاضت فأنت تحيض معها **** وإن نفست فأنت أخو النفاسِ
وتقضي الأربعين بشـرِّ حالٍ **** كَدابِ رأسُـه هُشِمت بفاسِ
وإن غَضِبتْ عليك تنامُ فرداً **** ومحروما ً وتمعن في التناسي
تزوَّج باثنـتـينِ ولا تـبالي **** فنحن أُولوا التجارب والِمراسِ
فقـلت لهم معـاذ الله إني **** أخاف من اعتلالي وارتكاسي
فها أنذا بدأتْ تروق حالي **** ويورق عـودُها بعد اليباس
فلن أرضى بمشـغلةٍ وهمٍّ **** وأنكادٍ يكون بها انغـماسي
لي امـرأةٌ يشيب الرأسُ منها **** فكيف أزيد حظي بانتكاسي
فصاحوا سنَّة المختار تُنسى **** وتُمحى أين أربابُ الحمـاسِ؟
فقلتُ أضعتُم سُنناً عِظـاماً **** وبعض الواجبات بلا احتراسِ
لمـاذا سُـنَّةُ التعـداد كنتم **** لها تسـعون في عـزمٍ وباسِ
وشرع الله في قلبي و روحي**** وسُنَّة سـيدي منها اقِتـباسي
إذا احتاج الفتى لزواجِ أُخرى **** فذاك له بلا أدنى التـباسِ
ولكن الزواج له شـروطٌُ **** وعدلُ الزوج مشروطٌٌ أساسي
وإن معاشـر النسوان بحرٌ **** عظيم الموجِ ليس له مراسي
ويكفي ما حملتُ من المعاصي **** وآثـام تنـوء بها الرواسـي
فقالوا أنت خـوَّافٌ جـبانٌ **** فشبّوا النـار في قلـبي وراسي
فخِضتُ غِمار تجرُبةٍ ضروسٍ **** بها كان افتـتاني وابتـئاسي
يحزُّ لهيـبها في القلب حـزَّاً **** أشـد عليَّ من حـزِّ المواسي
رأيت عجـائباً ورأيتُ أمراً **** غريبا في الوجـودِ بلا قياسِ
وقلتُ أظـنُّني عاشرت جِنَّاً **** وأحسب أنَّني بين الأناسي
لأتـفه تافهٍ وأقلِّ أمـرٍ **** تُبـادر حربُهن بالإنبـجاس
وكم كنتُ الضحية في مرارٍ **** وأجزم بانعدامي و انطماسي
فإحداهن شدَّت شعر رأسي **** وأخراهن تسحب من أساسي
وإن عثُر اللسان بذكرِ هذي**** لهذي شبَّ مثل الالتـماسِ
وتبصرني إذا ما احتجتُ أمراً **** من الأخرى يكون بالإختلاسِ
وكم من ليلةٍ أمسي حزيناً **** أنامُ على السـطوحِ بلا لباسِ
وكنتُ أنام مُـحترماً عزيزاً **** فصرتُ أنام ما بين البِساسِ
أُرَضِّعُ نامس الـجيران دَمِّي **** وأُسقي كلَّ برغوث بكاسي
ويومٌ أدَّعي أنِّي مريضٌ **** مصابٌ بالزكامِ وبالعُطـاسِ
وإن لم تنفع الأعذار شـيئاً **** لجئتُ إلى التثاؤب والنعـاسِ
وإن فَرَّطْتُّ في التحضير يوماً **** عن الوقت المحدد يا تعاسي
وإن لم أرضِ إحداهنَّ ليلاً **** فيا ويلي ويا سود المآسي
يطير النوم من عيني وأصحو **** لقعـقعةِ النـوافذ والكراسي
يجيء الأكل لا ملح ٌ عليه **** ولا أُسقى ولا يُكوى لباسي
وإن غلط العيال تعيث حذفاً **** بأحذيةٍ تـمُّـرُ بقرب رأسي
وتصرخ ما اشتريت لي احتـياجي **** وذا الفستان ليس على مقاسي
ولو أنى أبوحُ بربعِ حرفٍ **** سأحُذفُ بالقدورِ وبالتباسي
تراني مثل إنسـانٍ جـبانٍِ **** رأى أسـداً يهمُّ بالافـتراسِ
وإن اشرِي لإحدَّاهن فِجلاً **** بكت هاتيك ياباغي وقاسي
رأيتك حامِلاً كيساً عظيماً **** فماذا فيه من ذهبٍ و ماس
تقول تُحبُّني وأرى الهدايا **** لغيري تشـتريها والمكـاسي
وأحلفُ صادقا ً فتقول أنتم **** رجالٌ خـادعون وشرُّ ناسِ
فصرت لحالةٍ تُدمي وتُبكي **** قلوب المخلصـين لِما أُقاسي
وحار الناس في أمري لأني**** إذا سألوا عن اسمي قلت ناسي
وضاع النحو والإعراب مني **** ولخْبطتُّ الرباعي بالـخُماسي
وطلَّقتُ البـيان مع المعاني **** وضيعَّت ُ الطـباق مع الجناسِ
أروحُ لأشتري كُتباً فأنسى **** وأشري الزيت أو سلك النحاسِ
أسير أدور ُ من حيٍّ لحيٍّ **** كأنِّي بعض أصحاب التكاسي
ولا أدري عن الأيامِ شـيئاً **** ولا كيف انتهى العام الدراسي
فيومٌ في مـخاصمةٍ ويومٌ **** نداوي ما اجترحنا أو نواسي
وما نفعت سياسة بوش يوماً **** ولا ما كان من هيلاسيلاسي
ومن حلم ابن قيس أخذتُ حلمي **** ومكراً من جـحا وأبي نواسِ
فلما أن عجزتُ وضاق صدري **** وباءت أُمنـياتي بالإياســـــــي
دعوتُ بعيشة العُـزّاب أحلى **** من الأنكـادِ في ظلِّ الـمآسي
وجاء الناصحون إليّ أُخرى**** وقالوا نحن أرباب المراسـي
ولا تسأم ولا تبقى حزيـناً **** فقد جئـنا بحلٍ دبلومـاسي
تزوَّج حرمةً أُخرى لتحـيا **** سـعيداً سـاِلماً من كل باسِ
فصحتُ بهم لئن لم تتركوني **** لانفـلتنَّ ضـربا ً بالـمداسِ
الروابط المفضلة