حرارةُ صيفٍ ... عقُول ساخنه ..وكلمات مزدحمه
تبحث عن مرقدٍ لها بين صفحاتٍ بارده ...وهناك قلعةًٌ عربية الملامح على سفح جبل ... وشجرة زيتون... ووجه جدي الذي شيد و بنى ... في كتب التاريخ ..ونحن نقراء... وأنا أرى ..وجدتُ عمامةٌ تلتف عليها سحابة أمطرتْ تاريخاً...أرعدتْ حُزناً....نعم حزناً ...سحابة صيفْ ...ولكن كيفْ ...أين أنت يا جدي ..أو أين نحنْ..
على غبارها اثار جواد ....
واثار واثار تشهد بأن العمامة عمامة جدي والقلعة شيدها هو.. رأيت في وجوههم ملامِحنا و سلالاتنا ...وفي لغتهم بضع من كلماتنا .... وبقيا سفن محرقه وصورة ابن زياد أكلها الغضب ...ونحن نبكي الأطلال ... اين ابن زيدون وقصر الحمراء ...ومدينة الزهراء ... بل وأين نحن .

يأرض أجدادي .... والتاريخ يشهد ...
وشجرة الزيتون غرسُها يشهد ...
وقلعة في الجبل لبناتها تشهد ...
بأننا فرطنا وحتسينا مررات هزيمتنا ومزقنا صفحتها حتى لا تشهد....من رأى منكم الأندلس يحتسي دمع عينه الما ويقف على قبور أجدادها مرتجفا يسمع صوتهم يقرأون الفاتحة على جمودنا ..لا بل على موتنا ...

يا ربى الاندلس الخضراء ياطيب الربوع
كم لك اشتاق فؤاد وبك هام ولوع
نسأل الرحمن يوما فيه نأتيك جموع
بارك الله بقلمك

الأخ الكريم ابن عربي
إن نظرة واحدة لعدد المشاركات تخبرني بأنك متمرس في الكتابة ، أمنياتي لك بالتوفيق دائماً
راجية أن تقبل مني محاولة أولى في تحليل الأعمال الموجودة عندنا بنقد هادف يساعد الكاتب على التقدم ، ولا أدعي خبرة كبيرة ولكني أريد من الجيمع أن يتبع الطريقة أملاً في الفائدة ..
وبعد
نصك الدي كتبت في موضوعه : اختيارك لموضوع الخاطرة مناسب ، لأنها تحكي قصة مجد سليب أثير لدينا عزيز في قلوبنا ، والقارئ للموضوع يشعر بحرارة الأسى لفقد تلك الديار ، وفقد تلك المعاني التي علمت الحضارات الأخرى ....
وموضوعك في لغته: اللغة تحمل عاطفة الحزن واللوعة لآثار الأجداد المغتصبة ، والعاطفة حاضرة بقوة في بعض الكلمات والدلالات ،وهي في مجملها رائعة

((((((وجدتُ عمامةٌ تلتف عليها سحابة أمطرتْ تاريخاً)))))
(((((وبقيا سفن محرقه وصورة ابن زياد أكلها الغضب))))

أما عن قلمك فهومتمرس كما قلت ، لكن أشعر أن فيه طاقة أكبر ، وقوى مكبلة ، أفسح لها المجال ، واترك للقلم الفرصة بأن يعبر حراً..بطريقة أوضح بإمكانك التوسع في الخاطرة فهي مجال للاسترسال والتمدد ...
وشكراً على سعة أفقك
والسموحة

أخت معين

مشكورة مره اخرى على ابداء الراي والتحليل ...وهذا دليل اهتمام جدير بالأحترام .

بخصوص اطلاق العنان للقلم في المنتديات المواضيع الطويله غير مرغوبه وهذا من واقع خبره طويله ... فمثلا صيف أندلسي هي في الواقه صفحة ونصف اخترت منها بعض المقاطع حتى أختصر وأعطي فرصه للمتصفح ان يستوعب وان يشارك وان يشارك في مشاركات أخرى
وأخيرا لك مني أجمل تحيه معطرة بورد الأندلس ...ومرحبا بجميع ملاحظاتك وملاحظات غيرك فلي الفخر أن أُنقد ممن يهتم ان أسعى الى الأفضل .

يا أرض أندلس عليك مني سلام .. فكم أشتاق لزيارتك ففيك و بك أتذكر ماضينا العريق ..
بارك الله فيك أخي ابن عربي .. فقد هيجت مشاعرنا بتلك الخاطرة ..
تمنياتنا بأن تعود لنا الأندلس يوماً ما ..
أخي الكريم ذكرتني بمقال قرأته في مجلة تحت العشرين ( هذا الشهر ) بقلم أميمة العيسى و هو حوار بينها و بين مصففة شعر مشهورة (كاتي) و هي من اسبانيا و الحوار كالتالي:
أنت من أندلسيا ( هكذا يصف الأسبان الحضارة الإسلامية في الأندلس ) أليس كذلك؟ فانتفضت و احمرت عيناها، و قالت بتحد: لا .. بل من إسبانيا.
ثم أضافت: أنتم أيها الكويتيون تتضايقون من احتلال العراق لدولتكم شهوراً قليلة فكيف تريدوننا أن نشعر تجاه مغتصبين دام اغتصابهم لأرضنا 700 عام متتالية؟
فأجبتها بهدوء قائلة: يا عزيزتي لقد بنينا دولتكم و تركنا فيها حضارة و تاريخاً عظيماً ...
فردت قائلة: ما الذي تقولينه؟ بل أنتم الذين استفدتم من خيرات بلادنا .. ثم ما علاقتك بالدولة العباسية و الأموية؟ فالعباسيون جاؤوا من العراق، و الأمويون جاؤوا من سوريا، و أنتم أهل الخليج ليست لكم علاقة بهم !!
فأجبتها بابتسام و هدوء: يا عزيزتي كلهم ينتسبون إلى الرسول صلى الله عليه و سلم فالعباسيون و الأمويون جميعاً أهله و أعمامه، و خرجوا من مكة.
فازدادت غضباً و قالت: هذا ما تتقنونه أنتم أيها العرب! البكاء على الماضي!!
فأجبتها و أنا أبتسم: و لكننا يا عزيزتي سنعود مرة أخرى إلى إسبانيا و سنأخذها .. فما كان منها إلا أن أشعلت سيجارة بيد مرتجفة و محاولة أن يبرد دخانها نار الغضب التي بداخلها..
فقالت: أنتم أيها العرب، أصبحتم إرهابيين، و صنعتكم هي الإرهاب فقط و يطاردكم العالم أجمع.
فأجبتها خاتمة لهذا الحديث: و لكننا سنعود ..
فردت قائلة: ألا تحفظين ما قالته أم آخر ملك للعرب في إسبانيا؟
فقلت لها: نعم .. أعرف.
فأجابت: قالت له ابك كالنساء ملكاً لم تحفظه كالرجال! و هكذا أنتم العرب الآن .. ما زلتم تبكون على هذا الملك الضائع ..
آنستي :
هل نحن من الباكين؟ أم من الفاعلين في المجتمع؟
دعينا نضع أيدينا في أيدي بعض و نقول: ( سنكون سبباً في بناء حضارتنا مرة أخرى ) و نجعل كاتي و غيرها يرون أن الحضارة الإسلامية لا تموت أبداً ..
*****************
اللهم اجعل الأيام من عمري لك قربى .. و اجعل اللهم النبضة في قلبي لك حبا ..

رقراقه

بارك الله غِيرتك....وأضم صوتي لصوتك قائلاً:


دعينا نضع أيدينا في أيدي بعض و نقول: ( سنكون سبباً في بناء حضارتنا مرة أخرى ) و نجعل كاتي و غيرها يرون أن الحضارة الإسلامية لا تموت أبداً ..