أنقل لكم هذه الروايه (( لخوله القزويني)) في أجزاء أتمنى أن تنال اعجابكم و حضوركم المشجع للاستمرار في الكتابه .....
أبدأ بعون من الله ....
عقرب الساعه يدور ....
ثمة أصداء غريبة في ذلك البهو الفسيح , صراخ وضجيج وبكاء تستيقظ الخادمة(أم حمدان) مذعورة فتلتفت
الى الزوجين يتشاجران , تعود أدراجها خجلة , حزينة , تود أن تصنع شيئا لكن ثمة قوة تدفعها للفراش ثانية , تهمهم في صمت , انهما لا يكفان عن الصراخ منذ الصباح .
يعنف صلاح زوجته هيام :
_ أنت امرأة لا تصلحين زوجة .
وتنظر اليه شزرا :
_ لقد صنعتك بيدي هاتين , فبأي حق تعترض طريق حياتي ومكانتي بين الناس .
ويستطرد :
_ لا تنسي أن الأولاد بحاجة الى وجودك , خصوصا ( سلمى ) انها صغيرة ولا أجدك الى جانبها .
تقاطعه في غضب :
_ انها متفوقة في دراستها , ومطالبها مستجابة , فضلا عن وجود شقيقها معها , فهما يدرسان معا و يتحدثان معا
, ولا أظنها تشكو من شئ .
يستطرد صلاح :
_ لست أدري ما قيمة نقل أخبارك في الصحف و المجلات , ثم هذا الصيت الفارغ الذي صنعته على حساب أسرتك .
تذمرت ثم أضافت باستهزاء :
_ أتغار لأني في العلياء وأنت في .........
وبغيظ يصرخ :
_ في الحضيض , أهذا كل ما عندك ؟ .... هم بضربها , لكنه تراجع ...حسن فلكتفي بهذا القدر لأننا أصبحنا غرباء
تحت سقف واحد , وكدنا نتحول الى حكاية سخيفة على ألسنة الخادمات.
تشير هيام بيدها معترضة :
_ أسكت و كفى هراء .
تضع معطف الفراء على حافة السرير ثم تخلع قرطيها الماسيين وتنادي بصوتها المتعالي :
_ أم حمدان ...... أم حمدان ...
وتثب , أم حمدان , من سريرها في فزع , وتعدو نحوها .
_ نعم سيدتي .
_ اصنعي لي كوبا من الشاي , فأنا أشعر بصداع .
وفي خضوع تجيب الخادمه :
_ حاضر سيدتي .
يقترب صلاح من هيام وهو يصرخ :
_ انه امر طبيعي , فصداعك نتيجة حتميه لهذه المجالس الفارغه . تتأفف :
_ عدت ثانية الى الخصام , هل تعتبر هذه المجالس فارغه , أن لا أعتبرها كذلك , انها مجالس ثقافيه تضم سيدات المجتمع الراقي .
( قالت كلماتها الأخيره بنغمة طويله )
ويقهقه صلاح ساخرا , بينما تنفجر غيظا :
_ هذه المستويات لا يعرفها سوى أصحابها و أنت حتما تذكر ماضيك البائس , هل تحب أن تسرد عليك قصتك ؟
_ لقد سئمت .. سئمت كثيرا هذه التفاهات .
فيخطف صلاح جريدته ويسرع خارج الغرفه وهو يغلي غضبا وغيظا .
عادت الخادمة تضع كوب الشاي أمام سيدتها وتسأل بخضوع :
_ أية خدمة أخرى يا سيدتي ؟
_ كلا .
عادت هيام الى فراشها وهي تضرب أخماسا بأسداس .....
( كيف يريدني أن أحطم هذا الصرح الذي شيدته من النجاح والشهرة ؟ هل يريدني خادمة له ؟ انني لم أخلق للبيت , يكفي أن يعرف الناس اني زوجة و أم ناجحه , ورئيسة جميعه نسائيه تدير نشاطا بارزا في المجتمع , لقد انتهى عصر الحريم , والرجل بطبيعته أناني , بل مفرط في أنانيته , فليشكر ربه كيف استطعت أن أتنازل لأقبل به , بيد أني قبلته على مضض حتى لا تتشوه صورتي أمام الناس )
يحاول صلاح أن يثبت ناظريه على صفحة الجريده , يتظاهر أنه غارق في شأنه , ولم تستطع سهامها القاتله أن تمس
مشاعره , لكنه عبثا يحاول , فكلماتها كانت تدوي في ذاكرنها , ( ماضيك البائس , حالك الوضيع ) , يتأمل بابها الموصد وهو ينفث دخان سيجارته يفكر ( هذه المرأة الدمية التي سلطها القدر علي . أكرهها أمقتها , لقد أوشكت أن تخرف في آلام العنوسة لولا والدها الذي اقنعني بالزواج منها , هل تزدريني الآن لأني مدرس بسيط ..... )
رمى الجريدة جانبا وهو يتقلب على الكنبه , وفجأة سمع خطوات هادئه تقترب منه
.............................
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
البقيه آتيه باذن الله
الروابط المفضلة