كأنَّ حـِيطان البـِناء لـفرط الحزن تخنقني!
أتزيح ما أشرأبَ بـِه الواجدان
مالِ المُنادي ، يُنادي : " الله أكبر " باكياً .. يتعثر
أو أنَّ ما حولي يبغي عزائي وما بلغ به المراد ولا واساني
أصدقاً بارحته روحه ؟
أتتركني بلا وعدٍ ، بلا عهدٍ يُطمئنني !
أتسليني ذكرياتك لأنساك
إني أيها الموارى تحتَ الثرى زمناً لم أعرف كيف – بعدك – أعشِ !
لم أفقه كيف أعتنقِ !
أواهُ مِن ذِكراكَ يا أبتِ أواهُ مِنها في كُلِ موقفٍ جلل وكل مُصيبةٍ تصفعني
ما عاد هناكَ ما يتعجلني لا عودةَ أرجوها ولا شوقاً يٌعانقني
يأبى الفِكاك وأنتَ بعيدٌ .. بعيدٌ بحيثُ لا أجرؤ حتى على " يا أبتِ " !
عاهدتني صُبحاً ، فكيفَ بالله وفاءاً تحرمني
أمراً – يا أبتاه – أنكَ كُنتَ ضعيفاً لستُ أنساهُ ؛ و دمعي على هذا يتجسمُ !
لا تخف .. لا تستيئس أيا قلباً ! فإنَّ القلب يصدئ و يصدئ ثُمَّ يُبعث من بين الأنقاضِ والحجرِ
أبي ، كأني بـِكَ حِينَ تركتني قاصراً لم تَبلغُ الحلمَ ،
وما زلتُ أنا القاصِر نفسها ، تتأمل :
" متى الولي يجئ ؟ متى عساه يقدمُ و .. ينتهي الحُلمُ ! "
( أبتاه )
لا تدرِ بأني ألومُ النفسَ حِينَ تضحكُ
كيفَ بعضُ الروح تضحكُ وبعضها الآخر مُفَنّى على الرملِ !
رَحِمْكَ اللهُ يا أبَتِ / وأسْكنكَ فَسيحَ جَناتهِ
( فتاة القمر )
الروابط المفضلة