كانت متعته ان يغدر بأصدقائه .. وهوايته أن يغمد الخنجر المسموم في ظهور أصحاب الفضل عليه.. سعادته في شقاء الآخرين .. متعته تتألق إذا كممهم وأخرسهم وأصبح له الحق وحده في النطق والكلام.

إذا دعاه صديق إلى بيته ورأى الأثاث الفاخر تامله في حسد وأكل الحقد قلبه وتمنى أن يهدم البيت على من فيه ..

يجد السمو في الهوان بالناس - والسلوى في بلواهم - والفرح في أحزانهم - والضحكة في دموعهم - والعدل في ظلمهم - والأمان في تشريدهم.

رحمته جبروت - وحنانه وحشية - وصداقته غدر - يحب نفسه ويكره الناس - يحترم جهله ويحتقر علمهم - يغدر أولا بأقرب الناس إليه - ويغدر أخيرا بأبعدهم عنه - يزداد حقده كلما رأى رجلا خدمه أو صديقا وقف بجانبه أو صاحبا غمره بمعروف - يحقد على الذين أحسنوا إليه - جبان مع الأقوياء وأصحاب المناصب - جبار مع المتسامحين - يعتبر نصر أقرب الناس إليه هزيمة - ومكسبهم خسارة ونجاحهم فشل وتقدمهم تخلف - يوهم الناس انه ولد عملاقا وهو أصلا قزم تسلق على أكتاف العمالقه - ولما انتهى عصر العمالقة وقف على الأرض فبدا صغيرا قصيرا ضئيلا .. لانه ظهر بحجمه الحقيقي .

كان عملاقا في عالم الأفزام .. فمن هو ؟ أكيد عرفتموه !! إنه الحقووود ...

الحقود
يقول الجاحظ في تعريفه :
الحقد :
"هو إضمار الشر للجاني إذا لم يتمكن من الإنتقام منه فأخفى ذلك الإعتقاد إلى وقت إمكان الفرصة ."
قال تعالى( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم .)
عن أبي ثعلبة - رضي الله عنه -قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - "يطلع الله إلى عباده ليلة النصف من شعبان , فيغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين , ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه ."
قال زيد بن أسلم -رضي الله عنه -:
" دخل على أبي دجانة وهو مريض , وكان وجهه يتهلل, فقيل له : مالوجهك يتهلل ؟ فقال : مامن عمل شيء أوثق عندي من اثنتين :
كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني , أما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليماً."
قال أحد الشعراء :
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ..................... ولا ينال العلا من دأبه الغضب
مشكور على الموضوع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
شكرا لك على المرور والأضافات الطيبة .. جزاك الله خيرا...