عندما يرخي الليل سدوله ...
ويبدأ البدر بنثر خيوطه الفضية المتلألأة ..
ويضيء لكل من جاد الظلام قلبه ..
ويضيء للمضاءين ضياءاً ونورا ..
ويدعوهم للقيام للديان ..
يستيقظ العبد الذليل المنكسر ليفضي إلى خالقه بحبه له وبشغفه في لقاه ..
ويدعوه لجبر كسره وكسر أحبائه .. وبتفريج كربه وكربهم ..
يشرع في الصلاة ويقول الله أكبر
تأمل هنا في هذه الكلمة الله .. أكبر
تشعر بعظمته
بوقاره
بمهابته
وتشعر أيضا ..
بعطفه
وحنانه بعباده ..
فتريد أن تبكي وتبكي لكن معى الأسف مشاعر متبلدة لا تريد البكاء
ليتها متلبدة لتفيض بقطرات الخشوع والرجوع إلى الله ..
ثم تدعو قبل أن تتجول بين أزاهير الآيات ..
فحينما تبدأ بجولتك
تقف منبهراً
مندهشا بجمالها
وأيضا
معجبا بهذه الأزاهير
أين كنت غافلا عن هذه النعمة العظيمة .. ؟؟
تقف عاجزا عن وصفها ومهما وصفتها لن تعطها حقها من شدة حلاوتها ..
فإذ بك تنحني لمالك الملك وتتمت بكلمات
سبحان ربي العظيم
وكأنك أول مرة تقولها
ثم تكررها
يــــــــــــا الله
تشعر
بالدفء
بالطمأنينة
ثم ترفع لتحمده وعيناك عاشقة للسجود ..
ها أنت تهوي بنفسك بين يدي ربك ساجدا له ..
وأنت تقول ..
سبحان ربي الأعلى
وتأتي بها أكثر من مرة ..
قف هنيهة هنا وتأمل ..
أنت ساجد ذليل وواضع أنفك في التراب
وتقول بعظمة لسانك وتشهد بأن
الله
هو الأعلى
اسأل نفسك ..
لما تتعالى على الناس وتترفع عنهم وأنت تعلم بأن الله يحب التواضع ..
استيقظ من غفلتك ..
إلى متى ..
السكون
والتراخي
انهض
واجعل شعارك
( وعجلت إليك ربي لترضى )
قد تتساءل في نفسك ..
أسيرضى الله عني ويغفرلي ؟؟
تب إلى الله وادعوه
واستغفر لذنبك
وإن شاء الله سيغفر لك
فــالله
رؤوف بعباده
لطيف بهم
عفو عنهم
بدأ العبد الذليل يستشعر هذه الكلمات
وبدأت ذاكرته بعرض بعض المشاهد التي نزلت عليه رحمات الله
يوم ضاقت به حاله بمجريات الحياة
فيسر الله أموره وفرج كربته فصلح أمره ..
لكنه
غافل عن هذا كله ...
رق قلبه وبدأ يدرك نعم الله إذ أنعم عليه
بالبصر وغيره .. أعمى
بالسمع وغيره .. أصم
بالنطق وغيره .. أبكم
بالحركه وغيره .. معاق
ولم يفعل لأمته أو حتى لنفسه شيئا
فسالت دمعة من عينه ..
أحس بشدة حرارتها
خرجت كالمظلوم حيمنا حبس ظلما ..
فتوالت الدموع دمعة بعد دمعة
حتى صار يجهش بالبكاء ..
لأنه
ذاق حلاوة القرب إلى الله وتمعنه لكل حركة يفعلها ..
يـــــــــــا الله
ما أجمل هذه المشاعر عندما يستشعرها الإنسان بصدق
ستتغير حياته رأسا عل عقب ..
فلنقم لله في جوف الليل ونحاول أن نستشعر
هذه الركعتين
الروابط المفضلة