ماذا يريدون؟؟
((رحل فجر اليوم آخر جندي يهودي من قطاعنا ..قطاع غزة ))
خبر استيقظت عليه ذلك اليوم ..بكل سعادة ..فلنا زمن لم نتلقى خبراً يدخل شئ من الفرحة على قلوبنا ..
نهضت من فراشي أتسآل ما الذي جعلهم يتركوا لنا أرضنا ..بيوتنا ..حياتنا ..من دون مقابل ..ليست هذه سياستهم..
لم أجد جواباً ..فأكملت فرحتي مع الجميع وألسنتنا تلهج بالحمد له سبحانه أن وهبنا حرية نحيا فيها بأمان ..
ولكن لم يكتب يوما ً للفرحة أن تكتمل ..فجاء ذلك اليوم ..
يوم لا ينسى..
وكيف ينساه طفل ذعر ويداه تتشابك وصديقه يلعبان ..
كيف تنساه أم بكى قلبها ولا مجيب ..
كيف ينساه طير سقط خوفاً مذعوراً..
أنّى لنا جميعا أن ننساه ..يوما تعالت فيه أصوات القصف والصواريخ التي اهتزت من شدة صوتها المباني واهتززنا معها..
ظننا أننا سنموت خوفاً قبل موتنا قصفاً..واستمرت الحالة يوماً يتلو الآخر..
والعدو ما زال.. يحرمنا أبانا ..يسلب منا أخانا ..يفجعنا بأطفالنا..وينشر الذعر والخوف في قلوبنا ..
ونحن ننتظر القادم ..ماذا سيفعل أكثر ؟؟
ظن لعنة الله عليه أنه بأصوات طائراته سيشن علينا حرباً نفسيه أقوى وأشد قسوه من ضرب السيوف ورصاص المدافع..حاول فاشلاً أن يزرع قلوب أطفالنا بالخوف والذعر حتى يأبوا استمرار الحياة ..حتى يأبوا الذهاب إلى مدارسهم خوفاً..هذا ما يريده.. يريدنا شعباً جاهلا أميّاً..لا نعي ولا نفهم ..ولكن أنّى له ذلك ..
فإن خاف طفلنا وذعر وارتمى في حضن أمه يبكي ..فسرعان ما يمسح دموعه ويكمل لعبه مع أقرانه..
ليقول وللجميع ..
ستستمر الحياة ..وستبقى ما بقينا..وسندافع عن بيوتنا ..أراضينا.. حياتنا ..
سنجاهد ما بقي الحجر .. لن نخاف ..لن نستكين ..لن نستسلم..
لأنه جهاد لله وفي سبيله ..ونحن ما نرجوا إلا إحدى الحسنيين..إما النصر أو الشهادة ونحن لها ..
وبعد هذا ما زلت أتسآل ماذا يريدون منّا؟؟
فالله أكبر من كل ظالم ..حسبي الله ونعم الوكيل ..
قال تعالى(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار)الآية 42 من سورة ابراهيم
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة