رحلة إلى سويسرا

سنقضي العطلة في جبال الألب في سويسرا * إنهاأجمل بقاع ألأرض فيها الطبيعة الخلابه والهواء العليل والمنتجات السياحية الراقية ....
والأهم من ذالك كله أنهم ليسو أناسا معقدين .كما هو الحال في كثير من البلاد ..
هناك نخلع الحجاب ونرتدي الملابس ألأوربية ، ونذهب إلى حفلات الموسيقى ،
ونخرج بمفردنا أحيانا للتنزة أو شراء بعض الحاجيات .هنالك لاأحد يعترض طريقنا ولايعمل نفسه وصيا علينا .
سعدية:ولاحتى الواالد ؟ ولاأخوك ألأكبر ؟
فاطمة :الوالد مشغول مع أصدقائه وأخي الأكبر له شلته فبالكاد يعود للسكن آخر الليل لينام حتى عصر اليوم التالي ،ثم يصحو ليخرج من جديد <<هيصه يابنتي >>كل واحد
يفعل مايريد ..الحريه.
سعدية :ووالدتك؟
فاطمة: هي أيضا مشغولة مع صديقاتها وعالم الموضة والأزياء .
سعدية: <<بخبث>> وهل هذا كل شيئ يعجبك في ذلك المكان وتلك الرحلة؟
فاطمة : ياخبيثة ..ماذاتقصدين؟
وتعلو ضحكات الزميلتين وسط الشلة الطالبات الجالسات في بهو المدرسة بعد
أن انتهت الأختبارات ، وهاهن يأخذن ساعة من الوقت يودعن بعضهن البعض .
تميل سعدية على أذن فاطمة هامسة: هل هناك شيئ آخر تودين أن تقولينه لي؟
فاطمة: ألم اقل لك إنك خبيثة ؟..
<<طبعا هناك الواحدة منا لاتصدق متى تمتلك حريتها <<تشوف نفسها>> قليلا وتتعرف
على عوالم ممنوعةعنها.
وبعد أنصراف بعض الفتيات ،تعانقت سعدية وفاطمه قالت الأولى: لاتنسي تصوري كل شيئ ...
فاطمة:حاضر..مع السلامة سعديه :مع السلامه.
************************************************** *******************
ألقت فاطمة جسدها على مقعد الطائرة التي أقلعت من مطار الرياض متجهة إلى جدة 0ثم إلى زيوريخ وأسندت رأسها إلى الخلف ,أغمضت عينيها وأطلقت زفرة حارة طويـــله
وذهبت بخليالاتها بعيدا بعيدا .,,,,,,
انتبهت فجأة عندما جلس الى جانبها راكب ...فتحت عينها مغتاظه لترى من ذالك الشخص المزعج الذي قطع عليها خيالاتها الذيذة.. نظرت إلى يمينها متأففه فشاهدت
فتاة رائعة الجمال بيضاء البشرة زرقاء العينين شقراء الشعر ,وماإنتلاقت عيناها حتى قالت الراكبة الجديده :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,اسمي ليل وأنا من مونتانا سويسرا .
صعقت فاطمة وحملقت بليل منعقدة اللسان.
أردفت ليل لاتستغربي فأجئت إلى بلدكم لأداء العمرة ....مما زاد من ارتباك فاطمه،
وكانت ليل تتكلم بلكنة أعجمية وهي تنطق الكلام العربي.
قالت فاطمه:وهل أنت مسلمة ؟
ليل :الحمدلله .
فاطمه : وأوك وأمك مسلمين؟
ليل :لاأنافقط .
عدلت فاطمة من جلستها والتفتت إلى جارتها بجدية بعد أنأثارتها دهشتها وفضولها..
وقالت :كم عمرك ؟ ليل :قولي لي أولا مااسمك ؟
فاطمة: فاطمة ..اسمي فاطمة .
ليل :ماشائ الله اسم جميل لقد كانت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
تدعى فاطمة أليس كذالك ؟
فاطمة :نعم .
ليل :ومن أين أنت ؟
فاطمة :من الرياض .
ليل :سعودية .
فاطمه : نعم سعودية .
ليل : وإلى أين أنت ذاهبه وحدك ؟
فاطمة :أنا مع عائلتي ونحن ذاهبون إلى سويسرا إلى مونتانا لقضاء العطله الصيفية .
ليل :ياالله ماأجمل المصادفة سوف تكوني رفيقة لي خلال هذه الفترة .
فاطمة :كيف أعتنقت ألأسلام ؟
تنهدت ليل بعمق وأسندت رأسها إلى الخلف وأغمضت عينيها واكتسى وجهها بعلامات مختلطة مابين الأسى والرضى .
فاطمة :ماالذي جرى ؟
ليل :أعذرني لقد فتحت بقلبي جروحا عميقة بسؤالك هذا .
فاطمة :عن أيهة جروح تتحدثين ؟
سأحكي لك الحكايه من أولها .
************************************************** ********************
أأنا أبنه لأم سويسرية وأب ألماني انجباني من دون زواج رسمي ,وغادر أبي البيت
بحجة انتقال عمله إلى داخل ألمانيا , والتقت والدتي بشاب فرنسي ونشأت بينهما علاقه حميمه وشاركنا السكن الذي كنا نعيش فيه انا ووالدتي وكنت اشعر بعدم محبته لي ،لذالك عشت منعزله ومشاكسه.
.وما ان بلغت السادسه عشره من عمريحتى اخذت اتصرف بحياتي بشكل مجنون فشربت الخمر وتعاطيت التدخين والمخدرات ولما بلغت الثامنة عشر ة من عمري هجرت المنزل وصرت اتنقل من مدينه الى اخرى ومن شارع الى اخر ومن رجل الى اخر ،كنت ارغب في ان افعل كل شئ لاانني كنت حاقده على ابي وامي وعلى كل المجتمع ،ولم يتمكن رجل من الاحتفاظ بي اكثر من شهر الا وتركته الى رفقة غيره ،ولا قيت في مشواري هذا الذي دام عشر سنوات اشد انواع العذاب والمعاناه وكنت اقوم با بشع الاعمال احيانا حتي احصل على الكحول او السجائر او المخدرات او مكان ابيت فيه..آآآآآآآآآآآآآآآآه كم كانت تلك الايام قاسيه .... وفي العام الماضي صادفت عشيق والدتي في القطار وكنت متوجه مع صديق لي الي باريس فاغراني ذالك الفرنسي العجوز برفقته ووعدني بان يوفر لي كل ما اشتهيه فتركت صديقي بعد ان افتعلت معه شجار واكملت الرحله مع عشيق والدتي الذي انزلني ضيفه عليه ،وهناك كنت اقدم له جسدي يفعل به مايشاء مقابل الطعام والسجائر والرحلات والمخدرات .....
وذات يوم عاد الي المنزل ومعه صحيفه فاخذت اتصفحها بينما كان ياخذ حماما ساخنا واثار انتباهي مقالا ت تتحدث عن مشكله اسمها الحجاب للمسلمات وان الحكومه تنوي اصدار تشريع بمنعهن من ارتدائه في المدارس وباعتباري مشاكسه اعتبرت الموضوع تحد يا للحريات ولم اكن حتى ذالك الوقت قد سمعت عن دين اسمه الاسلام ،فأخذت اقرى باهتمام شديد فسرت في جسدي رعشة قويه جعلتني انتفظ وارتدي ملابسي واغادر البيت قبل خروج عشيق والدتي من الحمام .
عازمتا على وصول الى المركز الاسلامي الذي وجد ذكره المقال.
وبا الفعل وصلت الي هناك والتقيت ببعض المحجبات ودار بيني وبينهن حوار ساخن وجدل ادى الي اعتاقي الاسلاااااااام ،فلزمت بعض الاخوات يعلمنني ويعتنين بي حتى اقلعت عن الادمان ووفرن لي عملا في المركز ،حينها فقط عرفت انني اعيش حياة البهائم وكم هي نعمت الله علي اذا ساق هذه الصحيفه الي حيث كانت اول طريق الي المعرفه حتى انني شكرت في نفسي تلك الحكومه التي اصرت على منع الحجاب مما اثار هذه الزوبعه التي تناولتا الصحف مما ادى الي اطلاعي على هذا الدين الحنيف واعتناقه.
والان وبعد ان اديت فريضة العمره اشعر انني اسعد امرة في الدنيا، فا الحمد لله على ذالك، وانني اتمني عليك ان تقبلي مصاحبتي في فترة بقائكم في مونتانا كي يتسنى لي ان اتعلم منك بعض الذي ينقصني ، فانا اعود الي منزل والدتي لاول مره منذ عشرة سنوات بعد ان تحدثت اليها من مكه واعلمتها بنيتي زيارتها ، ولسوف تسعد كثيرا عندما ستجدني على ماانا عليه الان .واتمنى ان اتمكن من رعايتها وبرها وادعو الله ان يمكنني من هدايتها للاسلام
************************************************** **********************
سقط رأس فاطمه مرة اخرى اخرى على مسند الكرسي وشعرت بدوران عنيف يلف رأسها واصابها الذهول من هذه المصادفه ، فهي المسلمه المتعلمه الغنيه الجميله والتي تربت في رحاب هذا الدين وعرفت حقائقه العظيمه يطغيها شيطانها ويزين لها التحرر من كل قيمها لتستمتع بحياة لا رقابة فيها في عطلتها الصيفيه،بينما هذه السويسريه ابنت هذا المجتمع المحرر تشعر بادميتها حين تعلمت الاسلام وتمسكت بقيمه .. يا سبحان الله
************************
ليل : اين سرحتي ؟
فاطمه :لا ..لاشئ يسعدني سوى ان اكون معك رفيقة هذا الصيف .

تهلل وجه ليل با الفرح وقبلت فاطمه شاكرة بينما كانت فاطمه تقول في نفسها الحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ......