كان الجواري يلعبن كل ألعاب الإثارة كي يرضين خاطر الوطن
والوطن ممدد على عرشه والتاج يطوق رأسه وعلى بدنه أرسى ثوب من حرير
الشعراء التفوا من حوله يثنون عليه يمجدون بطولاته ويكتبون معلقات في كرم الوطن
العطايا توهب والضيوف يكرمون أحسن إكرام والسماء لا تمطر إلا ذهباً وخيراً
دخلت الديمقراطية يوماً لتبهر الموجودين كانت تزدان بأجمل الاثواب وعبق بأروع العطور كأنما هي حلم من ليال الشهرزاد
أعجب بها الوطن..تغنى بها الوطن..استضافها الوطن..تبناها الوطن..يالكرم الوطن
وبذات المشهد دخلت الحرية ونالت أيضاً اعجاب الوطن
وبذات المشهد ملأ بلاط الوطن بأجمل الفاتنات و زين بأروع الصفات
والكل مشغول بتدليل الوطن وترفيه الوطن وبصحة الوطن...شرب الكأس الأخير
قبل أن يدخل الأستعمار متحدياً الوطن مشهر سيفه ومشهراً فتن
بدأت معركة الكرامة ..بدأت معركة الوجود..بدأت معركة الوطن
الغانيات الجميلات رحلن تاركين الوطن
حراس البلاط انقسمو بين مشجعين للاستعمار ومشجعين للوطن
الشعراء رموا أقلامهم و بدأوا يلطمون ويندبون حظ الوطن
والمعركة مستمرة..سقطت فلسطن ..أصيب قلب الوطن ولا يزال صامداً
سقط العراق..بتر كتف الوطن ولا يزال صامداً
المعكرة مستمرة..رغم صراخ الوطن.. ورغم جراح الوطن..رغم صمود الوطن
ما أروعه من وطن...ما أروعه من بطل