بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

هذه سلسلة بدأتُ بنشرها هنا في منتداي الحبيب.. منذُ أواخر العام 1424هـ أي بداية العام 2004م..

وتوقفتُ في ذلك الوقت.. مع أنها لم تنتهِ بعد..

وهاقد قررتُ إكمالها..

ولكن.. قبل ذلك.. أرجو أن تطّلعوا على أجزائها السابقة.. خصوصًا.. الجزء الأول..

الجزء الأول

:ـ:ـ:ـ:ـ:
الجزء الثاني
:ـ:ـ:ـ:ـ:
الجزء الثالث
:ـ:ـ:ـ:ـ:
الجزئين الرابع والخامس

::::::::::

وهنا... الجزء السادس.. من وريقات صغيرتي.. التي مازالت صغيرة.. رغم تحسّن أوضاعها كثيرًا ولله الحمد، مقارنةً بما سبق!

سادسًا: في السنة الثانوية الثانية كان المطلوب كتابة موضوع تعبير عن أحد موضوعات مادة الأدب.. ولن أخبركم به الآن كي لا أفسد عليكم متعة القراءة..
علمًا بأنني بعد كتابته لم أجرؤ على تقديمه لمعلمتي! لطغيان الهزليّة عليه.. خجلت...
سميته: تأثّر غير مُباشر!
"كنتُ في السابعة عشرة من عمري"

في إحدى زياراتي للمختبر الخاص بجدّي البروفيسور، دخلتُ من الباب الذي كان مواربًا، ولم أجد أحدًا.. فابتسمت، لأنها فرصةٌ نادرًا ما تحين لإرضاء فضولي، وضعتُ حقيبتي جانبًا وأخذتُ أتجوّل هنا وهناك.. مانحةً لنفسي الإذن باللمس والتحريك لكل ما أريد، وبعد عشرين دقيقة من التجوال الصامت.. جلستُ على مقعدٍ صغير كان قد صنعه جدي لي عندما كنتُ طفلة.

كانت بجوار المقعد لوحة صغيرة مكتوبٌ عليها (آلة الزمن).. حدّقتُ فيها برهة.. ثم نهضت.. واتجهتُ صوبها، وحين لامست يدي هذه اللوحة.. صدر شعاع قوي مجهول المصدر.. فتراجعتُ، وإذا بباب دائري الشكل يُفتح.. تقدمتُ من الباب.. ودلفتُ إلى الداخل، فإذا حُجرة كروية مليئة بالأزرار والمفاتيح.

بُهرتُ بما رأيت، وتقدمتُ من مقعدٍ متحرك أمام الأزرار، وحين جلستُ.. أُغلِقَ الباب.. فقفزتُ فزعًا.. وإذا بهذه الحجرة تدور حول نفسها حتى حسبتُ أنني في كبسولة فضائية.. أو في إحدى الخُدع التصويرية التي أراها دائمًا على التلفاز.. ومن سرعة الدوران وقعتُ على أرضية الحجرة.. وبعد حوالي الربع من الساعة.. توقفت الحجرة الغريبة.. لكن رأسي استمر بالدوران.. فتحتْ الحجرة بابها كما أغلقتهُ من قبل.. فأحسستُ بنسيمٍ رائع يداعب وجهي.. قمتُ إلى الباب وخرجت.. وإذا بي في البرّية.. ابتسمت.. لكن ابتسامتي سرعان ما تلاشت وأنا أتساءل.. أين أنا؟! وهممتُ أن أعود أدراجي.. ولكن.. يا إلهي.. الحجرة الكروية.. لقد.. اختفت.

وفي خضم الفزع والقلق الذي انتابني.. مرّت بي اثنتان من الإبل يمتطيهما رجل وامرأة.. كانت هيئتهما غريبة.. وملابسهما.. بل ولهجتهما أيضًا.. وحين رأياني قالت المرأة: يا أبا الحارث.. أترى ما أراه؟! فترجّل الرجل من راحلته مُشهِرًا سيفه صوبي قائلاً: أجانٌّ أنتِ أم إنسان؟ فصرخت: بل إنسان أنا بشر.. لا تقتلني.. فتقهقر الرجل.. وعيناي متسمرتان على سيفه حتى أعاده إلى غمده.. فقلت: أين نحن؟ فرد: نحن على مشارف مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، اتسعت عيناي دهشة وأنا أسأله عن العام الحالي حين قال: إنه العام الرابع والخمسين بعد الهجرة النبوية، ولكن أيعقل أن يكون هناك امرؤٌ لا يعرف العام الذي يعيش فيه، فبادرته قائلة: إلا إن كان من زمنٍ آخر. فقالت زوجته: ماذا تقول الغريبة يا أبا الحارث؟ فرد: يبدو أن بها مسّـًا من الجنون فكلامها غريب كذلك رداؤها، فقلت بانفعال: أنا لستُ مجنونة أيها البدائي القديم فأنا من زمن آخر أكثر تطورًا من زمنكم هذا حتى أنني أعرف الكثير من أحداث زمنكم هذا وما بعده حتى زمني.
قالت زوجته: أشعر بأنني صدقتك، ولكن كيف جئتِ إلى هنا؟ فرددت: لن تقويا على فهم ذلك، ولكن حدثاني إلى أين أنتما ذاهبان؟ فقال الرجل: نحن في طريقنا إلى المدينة نريد أن نعزّي الخزرج بشاعرهم العظيم.. ثم سكت قليلاً وأردف:
وإني لسهلٌ للصديق وإنني.........لأعدل رأس الأصعر المتمايلِ
وأجعل مالي دون عرضي وقاية......وأحجبه كي لا يطيب لآكلِ
فتمددت حدقتا عينيّ وأنا أقول: أتقصد حسان بن ثابت الشاعر المخضرم؟ قالت زوجته: أتعرفينه؟ قلت: نعم.. هناك مدرسة في زماني باسمه، كما أنني درستُ عن حياته شيئًا قبل يومين تقريبًا.. ولكن أرجوكما أريد معرفة المزيد عن هذا الشاعر (وقلت في نفسي قد يفيداني في الامتحان إذا.. عدتُ إلى القرن العشرين).. وما إن أنهيت عبارتي حتى كنا داخل المدينة، فأشار الرجل بيده: هنا ولد حسان رحمه الله.. وهنا قال أعذب أشعاره.. وهنا.. وسكت وقد احمرّت عيناه.. فقلتُ لزوجته: أرجوكِ.. أريد معرفة المزيد، فقالت: إن حسان هو ابن ثابت بن المنذر بن حزام الخزرجي وهو من بني النجار أخوال والد الرسول صلى الله عليه وسلم، فقلت: ألهذا كان يحب الرسول وكان الرسول يحبه؟ فقالت: نعم.. فقد سارع للدخول في الإسلام عندما هاجر النبي الكريم إلى المدينة.. وأصبح شاعر الإسلام بحق بعد أن هزم جميع شعراء المشركين وأخرس ألسنتهم.. وأضاف زوجها: لقد كان النبي صلوات الله وسلامه عليه يبتسم حتى تبدو أسنانه إذا سمع حسان يفتخر بشجاعته، وقد كان محل احترام الرسول حتى لقد نقل زوجاته عليه الصلاة والسلام إلى حصن حسان حين هوجمت المدينة، رحمه الله رحمة واسعة، كان تأثر الرجل واضحًا جدًا، وقد كنتُ محرجة من كثرة أسئلتي ولكنها عادتي التي لا يسعني التخلص منها فقد قلت لزوجته: أنشديني بعض أبياته.. ولعلني أخطأتُ بسؤالي لأنهما نظرا إلى بعضهما دون تعليق، ولكنها أجابتني أخيرًا فقالت: عند مقتل الخليفة عثمان رضي الله عنه غضب حسان غضبًا شديدًا، ونظم قصيدته العنيفة التي يقول مطلعها:
لتسمعُنّ قريبًا في دياركمُ......الله أكبر يا ثارات عثمانا
وأضاف زوجها: لقد هجا حسان رحمه الله قومًا يقال لهم بنو عبد المدان حين افتخروا بأنهم أطول العرب قامات فقال:
لا بأس بالقوم من طولٍ ومن عَظَمِ......جسم البغال وأحلام العصافير
فقلت: غريبة.. أسمع هذا البيت كثيرًا من معلمتي.. اعتقدته من تأليفها.
قال الرجل: رحمك الله يا من قلت:
تعاليت رب الناس عن قول من دعا......سواك إلهًا أنت أعلى وأمجدُ
لك الخلق والنعماء والأمر كله......فإياك نستهدي وإياك نعبدُ

توقفنا فنزلتُ عن الجمل الذي تقاسمتُ سنامه مع زوجة الرجل.. واتجهتُ إلى جهة أجهلها.. وفجأة.. رأيت آلة الزمن.. فأخذت أجري.. أريد اللحاق بها.. وحين أدركتها.. سمعت جدي وهو يناديني بأعلى صوته.. ففتحتُ عيناي وإذا بي على مقعد المختبر.. وجدي ممسك بذراعيّ يوقظني.. فقلت: جدي.. آلة الزمن.. لقد كنتُ في عصر صدر الإسلام.. لقد رأيتُ بيت حسان بن ثابت.. لقد.. فقاطعني قائلاً: ألهذه الدرجة أنتِ متأثرة بدروسك! أيتها الشقيّة.. هذه اللعبة صنعتها لابن جاري الصغير لا تستطيعين حتى إدخال يدك فيها.. لقد كنتِ.. تحلمين!مرارة البحر
1420
2000

لن أنقدها ذاتيًا كالسابقات لأنها مجرد طرفة!
المعلومات التاريخية ليست من تأليفي وإنما نقلاً عن منهج الأدب لتلك المرحلة..

بقيت ثلاث وريقات لصغيرتي.. سترونها في الجزء القادم.. الأخير

أحقاً أنا الكسولة أول من يرد؟؟

[COLOR=Indigo] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يسرني أن أكون أول من يرد

ولا زلت أذكر إلى هذه اللحظة يوم أن بدأتِ بنفض الغبار عنها..كنتُ أتابع وبشغف..

وأبتسم حين أقرأ انجرافنا خلف أجاثا كريتستي وتشارلز ديكنز..التي أفادتني الكثير

سأطلع على الأجزاء من الثالث وحتى الأخير..كنتُ قد شغلت بالداسة عن قرائتها

ولازلت أذكر المحولات (السجعية) التي تقلدت بها أولى كتاباتكِ

go ahead][/COLOR

بس بشويش لا يكتمنا الغبار

وأنا أيضًا يسرّني أن تكوني أول من يرد ألقي..

سعدت بمرورك..

ألم تقرأي الجزء الثالث بعد؟؟ ...

إنه المفضّل لدي..

أنتظر عودتك وتعليقك عزيزتي

قرأت الثالث..وأعجبتني جداً روح الطموح التي تتنفس بثقة في أرجاء قصتك تلك خاصة وجميع قصصك بصفة عامة..
وخمسة عشر سنة؟؟
قد لا تصدقين..لكن والله ثم والله..في نفس هذه السن كنتُ في الصف الاول الثانوي..وطلبت منا المعلمة تعبيراً عن نفس الموضوع لازلت احتفظ بقصاصاتها..مقدمة المعلمة كانت روعة ..ولازلت أحتفظ بتعبيري حينها..
إن شدكِ الفضول لقراء تعبيري عن نفس موضوعك وإن وجدت (دفتري) فلا مانع عندي
وددت لو أكتبه هنا تماماً كما هو في دفتري الهزيل..أتعرفين لماذا؟؟
فقط لتعرفي كم كنت أعاني من (حشر) الأبيات الشعرية في الموضوع لانها مطلوبة وعليها درجات!
ابتسمت حينما قرأت لكِ هذه الجملة:

أبيات الشعر المحشورة عنوةً هنا وهناك هي أكثر ما يشوّه القصة
ولكننا كنا مطالبين بها!!..

مهلاً..مهلاً..أعرف أن الحلقة هنا خاصة بالجزء السادس ..ومع ذلك فلن تمانعي بالتعليقات الجانبية التي سأرهقكِ بها حين أقرأ واعلق على الجزئين الرابع والخامس...ومن ثم أعود للسادس..

تجربة جميلة..
كثيرة ما قرأت قصصاً للأطفال تقارب فيها نفس نمط هذه القصة



أحياناً تخلق الطرافة نوعاً من التميز

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دخلت المنتدى بعد غيااااااااب...

طبعاً من أول الاشياء الي شفتها هو توقيعك يالغااااليه..

قلت لازم امر على هالموووضوع

لا .. لاتفكرينها لقااااااااافه

وهل هذا من طبااااااعي

بس قلت ابارك لك رجعه ونفضت الغبار عنها..

سأحاول ايجاد متسع من الوقت للقرأ ه

فاصل...

مشتاقه لكم موووووووووووت