عندما يكون التدوين سبباً لتـَـرْكِ التدخين !
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تنوعّتْ في حياتنا مصادر المعلومات و كثرتْ و تشعبّت ..
و أصبحنا لا نكادُ نقرأ أو نسمع معلومة ، إلا و أتت بعدها بلحظات معلومة أخرى !
و مِن الأفكار الجميلة التي يُوصى بها ..
أن يكون لديكِ دفتر صغير و قلم ، بحيث تدونين فيه كل معلومة تمرُّ بكِ أو تسمعينها
و مهما تكن ذاكرة الحِفظ عندنا قوية ، فإننا ننسى ..
فيضيع الخيرُ الذي حفظناه .
فِكرة موضوعي هذا ..
أنني أريدُ منكم يا غاليات أن تكتبوا في هذا الموضوع أي معلومة موجودة لديكِ منذ القِدم ! دونتــِـها و حفظتِ الخير لمَن بعدكِ ..
و لو وُجِد موقف فيا حبذا .
و سأذكرُ موقف حصل معي العام الماضي ..
فقد تعوّدتُ على تدوين أي معلومة تمرُّ بي ، و حقيبتي لا تخلو مِن دفتر صغير و قلم !
و مِن الطرائف ، أننا ذهبنا مرة لأحد المنتزهات ، فطُرحِت مسابقة و كان المطلوب أن تدوّن الإجابات بورقة ثمّ تُرسل للمسئولين
فأخرجتُ دفتري مِن الحقيبة ! و بدأتْ الطلبات مِن النساء مِن حولي ؟!
و مع دفتري كنتُ أحمِل أقلاماً بعدة ألوان !!
الموقف الذي سأذكره حصل لي عام 1427 هـ
كان الوقت وقت اختبارات ، و كالعادة .. لا أفتحُ المذكّرة إلا ليلة الاختبار النصفي و ليلة الاختبار النهائي !!
و بقية العام يفرح الغبار لأنه وجدَ مستقراً له على مذكّراتي ؟!
و كالعادة .. أحبّ أن أذاكِر أمام التلفاز ! و عيني بالمذكّرة !
في ليلة الاختبار النهائي فتحتُ مذكّرتي و وصلتُ لإحدى الصفحات فوجدتني قد كتبتُ ..
( شريط تعال إلى حيث النكهة .. للدكتور الخضيري )
أخذتُ أقرأ العبارة عدة مرات و أحاول أن أتذكّر متى كتبتـُها و مِن أين حصلت على هذه المعلومة و لكنني لم أتذكّر .
فأخذتُ الاسم و طلبت مِن أحد أخواني أن يشتري الشريط .
و في الإجازة سمعتُ الشريط حتى النهاية .
و لمّا سمعتـُـه ، و جدتــُـه يتحدّث عن التدخين و أضراره !!
كان أسلوب الدكتور جداً مؤثّر و قصص قالها ، دمعتْ عيناي مِن أجل أصحابها !
و بعد بدء الفصل الدراسي الثاني ، كنت أتحدّث مع صديقتي عن هذا الشريط
و أنني تأثرت به و لست بصاحبة تدخين ! فكيف لو سمعه مدخّن .
فقالت لي : ممكن أحصل عليه ، لأن أخي مدخّن .
قلت : طبعاً و سأحضره لكِ غداً .
أعطيتها الشريط و دعوتُ لأخيها .
بعد أسبوعين أو أكثر ، أتتني مستبشرة و تدعو لي !
و قالت : أبشّركِ أنّ أخي ترك التدخين بعدما سمِع الشريط ..
سمعه أوّل مرّة ثم أعاده حتى سمعه سبع مرات ؟!
و قرر أن يترك التدخين .
ففرحتُ كثيراً و سألتُ الله له الثبات .
خاصةً أنه مُبتلى بهذا التدخين مِن سنوات .
و بعد أشهر سألتها عن أخيها ..
فقالت : الحمد لله ، أخي لم يقرب سيجارة منذ ذلك اليوم .
فهذه قصتي مع التدوين ..
فكم مِن الأمور التي لا نتفطّن لأهميتها و لكن لها منافع عظيمة .
أخيراً ..
مواقف طريف .
* مرة فتحت مذكّرتي لأذاكِر مادة ( سبق أن درستــُها ) ! و المذكّرة عندي من العام السابق ؟!!
فوصلت لإحدى الصفحات فوجدتني قد كتبت ..
( طريقة عجينة المطبّق ) !!!
* و مرّة وجدت في إحدى مذكراتي ( طريقة أم علي ) !!
* و مرّة وجدت ( أسماء كريمات ) !!
* و مرّة وجدت بإحدى مذكّراتي أسماء لكُتب أسباب النزول و التفسير !!
* و كثيراً كثيراً ما أجِد أبيات شِـعر
فأخذتُ هذه المذكرات و فتحتُ دفتري الصغير و رتبّتُ فيه تلك المعلومات المتناثرة .
فهذه حكايتي مع التدوين ..
التدوين الذي كان سبباً لترك التدخين .
و بالمناسبة ، فإن التدوين لا يكون للمعلومات المسموعة فقط ، بل حتى المعلومات المقروءة
بل حتى لو كنتِ تقرئين كتاب الله ، و مرّت عليكِ آية تأثرتِ بها و دمعتْ عيناكِ منها ..
فدوّنيها و اكتبيها
و خذي القرآن و اقرئيه و كلما استشكلَ عليكِ آية فضعي بقلم الرصاص خطاً تحتها
ثم اكتبي معناها فوقها ..
و هذه الطريقة ستسهّل عليكِ فِهم الآيات ، حتى لا تضطرين للرجوع للتفاسير كلما أشكلت عليكِ الكلمة .
و قد جربت هذه الطريقة في مصحفي الخاص فأفادتني كثيراً
حتى أنّ الوالد قرأ في مصحفي ، فقال لي : لقد استفدت كثيراً من معاني الكلمات التي سجلتــِـها فوق الآيات .
نفعنا الله و إياكن بما نقول و نسمع
و رزقنا الله قوةً في الحق ، و صدِق السان و سلامة القلب .
كتبتـْـه ..
إني إنسان ..
و إن شئتم قولوا ( فجر الأمل الصادق )
******************
مازلت أرجو تغيير اسمي
الروابط المفضلة