..
..
بعد عون الله وتوفيقه يأتي الجزء الثاني و [ الأخير ] من هذا الموضوع والذي تأخر كثيرا بسبب بعض العوائق خلال الأشهر الماضية , من أهمها فقدان جميع ما كتبته والذي كنت أنوي نشره مما جعلني أعيد كتابته من جديد ..فأسأل الله أن ينفع به ويجعله في ميزان حسناتي .. آمين.
من أيَّ الفتيات أنت ِ . . ؟ [ 2 ]
من الصور المشرقة والنيرة والساطعة في سماء العزة والتي هي مصدر عز لكل مسلم وغيور ما نراه من تميز الكثير والكثير من فتيات المسلمين وذلك بتمسكهن بتعاليم الدين وحرصهن على تطبيق شرع ربهن رغم ما يلاقينه من عواصف عاتية من قبل أهل الشهوات ومن في قلبه مرض ممن أعمى الله بصيرته !
ولا عجب أن تكون الشريحة العظمى من النساء عموما والفتيات خصوصا ممن استقامة أحوالهن وسلمن من كثير من المخالفات بل وفقهن الله لفعل الخيرات واجتناب المحرمات وهذا هو سر ما نراه في هذا الوقت بالذات من الهجمة الشرسة تجاه المرأة المسلمة من أعداء الإسلام من اليهود والنصارى وأذنابهم من العلمانيين والمنافقين ممن يعيشون بيننا ويتكلمون بألسنتنا !
ورغم أن هناك بعض من أغواهن الشيطان فتأثرن بما يطرح هنا وهناك من دعوات مسمومة ظاهرها الخير والحرص على المرأة وباطنها الكيد لها والتخطيط لاستغلالها !
ولعل ما سبق ذكره في الجزء رقم [ 1 ] من أي الفتيات أنت .. ؟ من صور لبعض الفتيات اللاتي دخلن في عالم المعاكسات هو مثال لبعض من تأثرن بهذه الدعوات المغرضة !
إلا أن ذلك لا يجعلنا نغلق أعيننا عن مشاهدة الصورة المشرقة للمرأة المسلمة والفتاة الواعية هنا وهناك واللاتي ضربن أروع الأمثلة في طاعتهن لربهن ورسوله صلى الله عليه وسلم وحفاظهن على ثوابتهن وأغلى ما يملكن وبعدهن عن كل وسيلة تقربهن وتصلهن بالرجال الأجانب .
وسأذكر شيئاَ من هذه الصور في هذا الجزء وهو مقابل للجز الأول والذي ذكرتُ فيه شيئاً من حال القلة القليلة من الفتيات اللاتي وقعن في جحيم المعاكسات - هداهن الله – وقد كان الغرض من بيان حالهن وطرق وقوعهن .. مساعدة من وقعت ضحية في هذا الوحل لتخليص نفسها ولتعلم أنها تسير في طريق مظلم قل من نجا منه , وكذلك تحذير من عصمها الله بأن تتصور خطورة هذه المعاكسات فتبتعد وتستشعر نعمة الله عليها بأن أنجاها من الوقوع في تلك العلاقات المحرمة وسلمها منها .
وهذه الصور المشرقة في هذا الجزء ليست على سبيل الحصر بل على سبيل التمثيل والتذكير وإلا فالصور كثيرة ولله الحمد والمنة .. والخير من فتيات الإسلام ملحوظ ومبثوث هنا وهناك وجهودهن في الدعوة إلى الله وحرصهن على فعل الخير لا ينكر .
ولعل جواب السؤال في عنوان هذا الموضوع : من أي الفتيات أنت ..؟ يأتي في هذه الصور التالية والذي تدخل تحته كل فتياتنا وبناتنا وفقهن الله , فهن ممن عصمهن الله وهن ممن شرفهن الله بالبعد عن المعاكسات وعن العلاقات المحرمة , وهن ممن يتشرف المسلم والغيور بحالهن ويرفع رأسه اعتزازا بحفيدات فاطمة وعائشة وسمية وبقية الصحابيات والصالحات ومن القدوات اللاتي ضربن أروع الأمثلة في حفاظهن على الفضيلة وحرصهن على دينهن .
أما ما نسمع عنه من وقوع بعض الفتيات في بعض المخالفات فهن كما سبق القلة القليلة التي لا تجعلنا نعمم حالهن على بقية الفتيات وكذلك لا يعني ذلك أننا نسكت ولا نبين خطورة ما يعملن ونحذر منه .
وقد حان الوقت لذكر هذه الصور المشرقة والمشرفة ..
فمن الفتيات من وفقها الله في الإكثار من فعل الصالحات واجتناب المحرمات .
ومنهن البارة بوالديها والمطيعة لهما والتي جعلت نصب عينيها أن رضى الله برضى الوالدين.
ومنهن من وفقها الله للتوبة النصوح وعمل الصالحات بعد أن كانت بعيدة عن ربها .
ومنهن المعتزة بلباسها الشرعي رغم ما تلاقيه من عناء في بحثها عنه بين أكوام من الألبسة الدّخيلة والمخالفة لشرع ربها .
ومنهن من ابتلاها الله ببعض الأمراض المزمنة فلم تجزع ولم تعترض بل صبرت واحتسبت الأجر عند الله .
ومنهن من تحرص على سماع ومشاهدة برامج الخير وتوزيع الأشرطة المؤثرة والكتيبات والنشرات المفيدة .
ومنهن من وفقها الله في الابتعاد عن الرجال الأجانب من الأقارب وغيرهم ولم تتأثر بما عليها قومها من عادات تخالف شرع ربها .
ومنهن من تحرص على صيام ما تستطيع من أيام البيض ويومي الاثنين والخميس والست ونحوها من صيام التطوع .
ومنهن من سلكت بعض الطرق المشينة من طرق المعاكسات ولكنها سارعت بالتوقف عن ذلك وعادت إلى رشدها فتابت وتاب الله عليها .
ومنهن من وفقها الله فلم تغتر ولم تتأثر بدعوات المنافقين في دعواهم بدفاعهم عن قضايا المرأة ! فقد علمت علم اليقين أن حقوقها قد حفظها لها الإسلام .
ومنهن القائمة في جوف الليل تصلي وتدعو وتتلو كتاب ربها .
ومنهن الحافظة للسانها فلا تتكلم إلا بما ينفع ويفيد فلا تغتاب ولا تكذب ولا تنقل الكلام على وجه الإفساد .
ومنهن من ضربت في كل باب من أبواب الخير بسهم .
ومنهن من تحافظ على لبس العباءة الشرعية رغم عبث العابثين بها فلم يزدها ذلك إلا تمسكا وإصرار على عباءتها الشرعية .
ومنهن الغافلة في بيتها والمطبقة لأمر ربها في قوله ( وقرن في بيوتكن ) فلا تخرج إلا لحاجة من صلة رحم ونحو ذلك .
ومنهن من تجاهد نفسها في الابتعاد عن المعاصي فهي في جهاد مع نفسها والشيطان فكلما ارتكبت ذنبا سارعت بالتوبة إلى الله وإلى فعل الأعمال الصالحة .
ومنهن الراضية بما قسم لها ربها وقانعة بحالها رغم ما تلاقيه من مصاعب في الحياة فقد علمت أن كل ذلك من الله فلم يزدها ذلك إلا كثرة في اللجوء إلى الله والإكثار من دعائه .
ومنهن الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر في بني جنسها من النساء بالحكمة والموعظة الحسنة .
ومنهن ..ومنهن ..إلى آخر ذلك من الصور المشرفة والمشرقة والتي تسر كل مسلم .
فأسأل الله أن يبارك في نساء وفتيات المسلمين ويحفظهن من التبرج والسفور وييسر أمورهن ويرزقهن من حيث لا يحتسبن ويغفر ذنوبهن ويبارك فيهن أينما كن . آمين.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
23 / 10 / 1429
من أيَّ الفتيات أنت ِ . . ؟ [ 2 ]
[/CENTER]
] بَيْنَ يَدَيْكْ 
الروابط المفضلة