تعليق على مقال الكآبة مرض عضوي!



جاء تحت عنوان


ربط الاكتئاب بأمراض المناعة


.. الدراسات الحديثة بدأت تنحو باتجاه اعتبار الاكتئاب مرض عضوي يرتبط بردود فعل تحسسية داخل نظام المناعة .


ولاحظ الباحثون أن مرضى الاكتئاب يظهرون ميلاً للسلوك المرضي، من خلال الشعور بالتعب والرغبة بالنوم والعزلة وغيرها من الأعراض ..







تعليقي على الموضوع




قيل: الاكتئاب باب للانتحار، ولست اقصد الانتحار الفعلي، لكن المعنوي، فالذي يستسلم للاكتئاب سيكون فريسة للامراض الجسدية فوق النفسية، وكلنا يعلم أن الكلمات ربما لا تُسعف من لديه شعور بالاكآبة أو الاكتئاب


لا يعــرف البــؤس إلا مــن يكــابـده
و لا الكــــآبــة إلا مــن يعـــانيهـــــا
تــاه الهــلالُ فمـن للعيــد يسمعـه
شـوق القلوبِ لكى يأتى و يرويها




لكن هنالك لمن يريد أن يتغلب على ذلك الشعور بسبب إحباطات وأحزان (وهذا حال الدنيا) تتركه حينا وتنال منه أحيانا، أن يلزم الدعاء والاستغفار، نعم الاستغفار! ويلهج بـ : رب اشرح لي صدري، فنبي مُرسل من أهل العزم يدع بهذا الدعاء! ويسجل القرآن هذه الكلمات!! دلالة على أن الإنسان مهما تنعم في الدنيا فهو إن لم يلتجئ إلى الركن العظيم والحبل المتين، فهو لقمة سائغة للاكتئاب، ولو تأملنا في المجتمع بصورة عامة سنجد أن معظم الناس غير سعداء، وكئيبون!! نعم هنالك حروب وأمراض ووو، لكن هذا حال الدنيا، فلا راحة إلا في الجنة!!، ومن ظن أنه سيحصل على سعادة تامة خالية من الهموم في هذه الدار، قد غره زمانه ..




ورب احد يقول أنني سحبت الموضوع الأصلي والذي يتكلم عن الكآبة كمرض عضوي، وبينما هو يتحدث عن الأمراض النفسية ..!


نعم ربما فعلت ذلك، لكنني لم لأقصد أن أكون مخطّئ كلام الباحثين في مجالهم، إنما أردت أن أبين أن المجتمعات التي تعاني من الضغوط والمجتمعات المرفهة كلهم قد أخذ نصيبة من الكآبة!


الأستاذ أحمد الشقيري في خواطره الأخيرة صوّر إحدى المنتزهات في اليبان، والتي يذهب لها اليابانيون عندما يريدون الانتحار، وكانت حلقته تتحدث عن الانتحار، ثم تكلم عن لاس فيكاس مدينة اللهو، وعن حالات الانتحار !!



المتنزه الوردي في اليابان




طيب هؤلاء مرفهين ورغم ذلك هم يعانون من الكآبة، وكثير من شبابنا اليوم أيضا يعاني من الكآبة، رغم أن لديه سيارة وأصدقاء وسفر ... الخ، ومن ثم يقول: أنا حزين !!






يالتأكيد هو حزين، لأنه ولأنني ولأننا جلّنا يبحث عن السعادة في المكان غير الصحيح ..


ثم ينتحرون بطريقة قتل نفسهم فعلايا، أو باللجوء إلى الهروب من واقعهم!


بينما الناظر إلى أحوال الصالحين البارحة واليوم رغم مصابهم مثلهم في ذلك مثل باقي البشر من أمراض أو مصائب أخرى، تجدهم متافئلون مستبشرون بكرم الله تعالى ...




إذا أين هي المشكلة ؟


لابد أن يكون لنا منهج راسخ، اسأل الله لنا ولكم وللمسلمين انشراح للصدور وتيسير للأمور، ومن نسي التعلق الحقيقي لا الصوري بالخالق جل في علاه، فلن يجد راح من وساوس وهموم وغموم ..


من محبكم هدية، ومعظمكم قد قرأ الكتاب الجميل "لا تحزن" وكم مر بك هم الزم الدعاء ثم اجعل لك ورد من ذكر الله تعالى، وبعده حاول أن يكون من لـ لا تحزن نصيب ولو تقرأ صفحة، فهو سلس في أسلوبه، وشيق في معانيه ...





حمله من هنا


جنبنا الله وإياكم الحزن، ورزقنا وإياكم وجميع المسلمين بـ الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن .... وذلك قولهم عندما يدخلون الجنة إن شاء الله تعالى اللهم آمين