عند الاهتمام بالشباب يجب أن يتعلموا الحرص على ما ينفع المجتمع ، وأن يساعدهم المجتمع ومعهم العلماء بآرائهم وتوجيهاتهم ؛ للمحافظة على الشباب بصفة خاصة ، وتمكين الإيمان في قلوبهم ، وإعلامهم بأنهم هم المستهدفون من الانجراف مع تيارات أهل الأفكار الضالة ، فلا بد من رعايتهم ، والاهتمام بهم ، والمحافظة عليهم ، بالتحصيل الذي يُنمِّي عقولهم عن الحيد لآراء الآخرين .
كما أن الأطفال في أمسِّ الحاجة إلى الوقاية والرقابة ، وإبعادهم عن النماذج التي تظهر في وسائل الإعلام ، وإرشادهم إلى إعلام سليم يغذي عقولهم ، لما يُمكِّن عوامل الإيمان والمنفعة والخير ، وذلك بتخصيص قنوات جادة وبرامج خاصة في أوقات معينة للأطفال ؛ لتكون قاعدة راسخة لأولئك البراعم ، عِوضًا عما يوجد حاليًّا من القنوات والبرامج الأجنبية ، التي تعطي أطفالنا مفاهيم تبعدهم عما هم مُعدُّون له من مسئوليات عظيمة ، لذا وجب ترسيخ عقيدة الإيمان مع الأمانة ؛ لتكون خطوة يتحولون بها بعد ما يكبرون لينفعوا أنفسهم ومجتمعهم ، وهذا ليس بدعًا في المجتمع الإسلامي ، بل أمرٌ واجب . إلا أنه في كثير من مجتمعات العالم كله ، والغربية منها بصفة خاصة – وهم الذين ضاعوا في متاهات الحياة – نجد أوقاتًا محددة للبث التليفزيوني والفضائي وفي دور السينما للكبار فقط ، ويمنع منها الأطفال والنساء .
كيف يربي الغرب أولادهم ؟
وقد شاهدت هذا بنفسي في ديارهم ، وأوقات بثهم وما يعد فيها مما يغذي العقول تخصص للأطفال خاصة لتنمية ما يريدون في عقولهم ؛ ليرسخ ما يريدونه فيهم ، ونحن المسلمون – مع الأسف الشديد – لا نفعل ذلك ، وفي تعاليم ديننا وشريعة ربنا قاعدة راسخة في ثقافة الطفل إذا أحسن الاختيار ، وتنقية ما يعد للطفل حسب تدرج سنوات عمره ؛ حتى يصير متمكنًا في عقيدته ، وقويًا في كل أمر يعترضه ، وفيما ينفعه وينفع أمته بالشواهد المستدركة لأبناء الإسلام وأعمالهم ؛ حتى يتأثر بهم ، ويعمل مثلما عملوا .
وأما أفلام الرسوم المتحركة الخيالية فهي لا تنمِّي فكرًا ، ولا تؤصل عقيدة أو إيمانًا ، بل لا يوجد فيها ما يحثُّ على الأمانة ، فإن الطفل المسلم في أمسِّ الحاجة إلى أن يُوجَّه إلى ما فيه الخير والنفع ، في البث الموجه لهم ، وبأوقات مخصصة ، ويُحجب عنهم ما يوجه للكبار ، حمايةً لعقولهم من التذبذب والاختلاط ، وفقًا لقاعدة : العلم في الصغر كالنقش في الحجر ، ومتابعة ذلك بأمانة وحرص شديدين ، حتى يكون المخزون الذهني عندهم جيدًا ونافعًا لهم إذا كبروا .
ومن الناحية الشرعية في حال انفصال الزوجين ولهما أطفال ، يجعل القاضي الولاية والحضانة لأسلمهما عقيدة ، وأنفعهما ترضيةً وحرصًا دينيًا رعاية للأمانة على العقول التي هي كنزٌ من عقيدة الإيمان في شريعة الإسلام ، والأمانة على العقول ، التي أساسها العقيدة الصافية والمعرفة السليمة في الدين ، ألزم من الأمانة على الدرهم والدينار ؛ لأن الأساس أمكن وأسلم من الفرائض ، فيجب المحافظة على الأساس أولاً . والأب السوي لا يتمنى لابنه إلا أمثل السبل وأحسنها ؛ لأنه يعتز بذلك ، وهذا من رعايته للأمانة التي هي من الإيمان .
والطفل أثمن جوهرة في عقد الأمة ، فيجب رعايته إذا كنا نريد أجيالاً نافعة صالحة . والمنفعة من هذه الأمور ، التي يحفظ الله بها الفرد والمجتمع ، لا تتم ولا يؤجر عليها الإنسان إلا بالنية الصالحة ، وبالترابط بين الأمن والإيمان ، فكلاهما من مادة أ م ن . ولأهمية هذه المادة فإن هذه المادة ( أ م ن ) ومشتقاتها قد جاءت في كتاب الله – جل وعلا – أكثر من ثمانمائة مرة ، في محكم التنزيل في كتاب الله . وقد رسم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأمته طريقًا من سلكه وسار فيه – كما قلنا من قبل – سلم ونجا ؛ لأنه عليه الصلاة والسلام ناصحًا ومرشدًا لما فيه الخير والصلاح ، وهو خير معلم وموجه ، عليه الصلاة والسلام .
**************
الكاتب:فضيلة الشيخ/محمد الشويعر
——————————-