لم يعد لاسرة للأسرة ما يحافظ على صلابتها وترابطها في المجتمعات العربية أمام التفسخ والانحلال العام الداهم .. ففي الوقت الذي نسمع فيه عن انتشار المتشردين والمتسولين الذين لا مأوى لهم نجد قضايا الخيانة الزوجية قد عجت بها ملفات المحاكم .. كما أن الحرية الزائفة التي منحت للمرأة ساعدت كثيرا في تفكك الأسرة وانهيارها .. إضافة إلى انعدام التربية وتلاشي الأخلاق التي تحكم الأسرة وتبقى على تماسكها !!
وهنا نقف على قصة لشاب فرنسي عاش فترة من الزمن في حصن الحضارة الأمريكية , ثم عاد لوطنه والشوق يحدوه لرؤية والديه واقاربه ... ولكنه شوق رائف سرعان ما تلاشى أمام نزوة حب المال والثراء .. جلس الشاب في الطائرة وشاهد أثناء تحليقها فلما أمريكيا من أفلام الجريمة يتحدث عن شاب ارتكب جريمة بشعة لأجل الثراء .. وربما لا يتوقع القارئ أن تكون هذه الجريمة قتل الوالدين للحصول على تركتهما .. لقد شاهد الشاب الفرنسي هذا الفلم فأهذ يفكر بفعل الجريمة نفسها ليحصل على الثروة التي يملكها والداه وتقدر بـ (12 مليون فرنك ) !!
وبالفعل وبمجرد وصوله إلى باريس بدأ يعد العدة للقيام بتنفيذ المهمة .. ووصل البيت ليلا حيث كان يرقد والداه بهدوء وربما يحلمان بوصوله إليهما بالهدايا الجميل...
وكانت هديته لهما أن ربطهما بالحبال في السرير ثم صب عليهما النفط وأحرقمها حيين وهما ينظران ...!!
يا للهول .. يحرق والديه دون أن يتحرك له قلب أو يرق له وجدان ... !!!
إنها الحضارة الزائفة التي تتغنى بشعارات الإنسانية والحرية والنور !!
لقد شاء قدر الله أن يقع هذا الشاب في أيدي الشرطة بعد وجود الأدلة الكافية التي تشير بأصابع الإتهام في ارتكاب الجريمة إليه وحده دون سواه ..
هنا نتأمل كيف يسهل استدراج الشيطان لابن آدم عندما يعدم الإيمان , ويتنكب طريق الحق القويم !!
من أختيار أم عويند
الروابط المفضلة