انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: ضعيف وإن انتصرت

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الموقع
    اليمن
    الردود
    113
    الجنس
    أنثى

    ضعيف وإن انتصرت

    إن مقولة " البيت مملكة المرأة " من اختراع الرجال .. لم يقولوها حبا في أن تتسلط عليهم النساء في عقر دارهم فيكفيهم ما يجدونه خارج بيوتهم لكنهم أرادوا ـ أو هكذا ظنوا ـ أن ترضي هذه العبارة غرور النساء .. ويدفعهن هذا المنصب الوهمي إلى التفاني في خدمة الزوج و الاهتمام بشؤون المنزل .. ويبدو أن السحر أنقلب على الساحر .. فلا النساء تنازلن عن الملكية ولا هن أرضين الرجال .. ولسان حال الرجال يقول " يداك أوكتا وفوك نفخ "
    أورد لكم هنا حكاية أبو عبد الله الذي لم يكن بدعا من الرجال المتزوجين .. فما إن وطئت قدم زوجته أم عبد الله عش الزوجية حتى سلمها مفاتيح الدار قائلا هذه مملكتك يا عزيزتي ـ وكان هذا إعلان عن مراسم التتويج ـ وكما يقول ـ اعتقدت أنها ستكون كملكات بريطانيا وهولندا لا هن في العير ولا في النفير .. ولم أنتبه أن هذه اليعربية ليست في بلادة ملكات أوروبا فسرعان ما صدقت أنها ملكة حقيقية كزنوبيا وبلقيس .. ولسان حالها ينتظر مني أن أقول لها دائما الأمر إليك فانظري ماذا تأمرين..
    أنقل لكم الحكاية بلسان أبو عبد الله ....
    في البداية كانت أطوع لي من ظلي .. ولا تكاد تطلب شيء .. ولا تخالفني في أمر .. بل كانت تتلمس رغباتي وتسألني عما أحب لتسير وفقه ... ثم بدأت الأمور شيئا فشيئا وكأنها أدركت سياسة ـ الخطوة خطوة ـ التي سلكها كسينجر العرب كانت إذا أرادت أن تحدث تغييرا في البيت وتعلم أنني لا أحب مثل هذا التغيير ..تمهد للأمر بمدة طويلة .. وتستخدم كل وسائل الإقناع حتى أتشبع بالفكرة التي في ذهنها .. وأخيرا تعرض طلبها على شكل اقتراح قابل للرد والمناقشة ومع شيء من الدلال والمؤثرات النسائية تصل إلى ما تريد .. ثم تطورت الأمور وأصبحت مقترحاتها تتحول إلى نوع من الطلبات غير قابلة الرد لأنها مدعومة بكثير من وسائل الضغط ... وفي نهاية المطاف أصبحت تحرك المنزل كيفما تشاء وأكون في كثير من الأحيان آخر من يعلم .. طبعا لابد أن أعارض لمجرد المعارضة .. فلن أسمح لها بأن تسحب البساط من تحتي حتى لو أستدعى الأمر أن أقوم بانقلاب عسكري يزيلها عن العرش الوهمي الذي توجتها عليه .. لكنها ـ والحق يقال ـ كانت ملكة بكل معنى الكلمة تجيد المناورة والمحاورة وتمتص غضبي ولا يتم إلا ما تريد .. ومع الأيام تغير شكل البيت وأصبحت بصماتها ظاهرة في كل شيء .. ومع كل صباح ألبس هندامي وأستعد للذهاب للعمل أقف أمام التسريحة أبحث عن فرشاة شعري الوحيدة .. فيجول نظري بين أنواع المساحيق والفرش النسائية .. والأمشاط والأجهزة من كل لون وشكل ولا أجدها وأخيرا أجدها بين لعب الأطفال .. أو تحت السرير أو في المطبخ .. فقد أصبحت أحدى وسائل لعب الأطفال .. وفض المنازعات وآلة يتعلمون بها الكنس و أطول النظافة .. والويل لو فكر أحدهم أن يلمس أدوات أمه
    كلما وقفت أمام خزانة الملابس تذكرت يوم كنت أتنقل بين محلات الأثاث لشراء غرفة النوم ـ والحمد لله أني قمت بذالك وحدي ولم تكن معي ـ فلم أجد خزانة ملابس تقل مصارعها عن ستة .. وكنت أعجب من حجم هذه الخزائن الضخمة ولم أكن أعلم أن خزانة الملابس مثل المقبرة مثل المقبرة يزاد حجمها مع الأيام وتقل حركة ساكنيها ... يومها جلست على السرير أتملها وهي تضع ملابسها في الخزانة .. قلت لها ممازحا ...انتبهي إنها ستة مصاريع .. ثلاثة لملابسك وثلاثة لملابسي والحقيقة أني كنت أجاملها وإلا في القسمة الصحيحة أن تكون لي أربعة مصاريع ولها اثنان .. فأنا من يخرج يوميا لمقابلة الناس ويفترض أن تكون ثيابي أكثر من ثيابها .. لكني عددت مثل هذا وقاحة خصوصا مع الفرق في عدد الملابس فقد كانت ملابسها من عدد أضعاف ملابسي ... فالتفتت إليُ ضاحكة وقالت : موافقة .. الضفة الشرقية من الخزانة لثيابي والضفة الغربية لثيابك ... شعرت كأن شيئا وخزني ماذا تقصد بهذا الكلام ؟... فنحن رجال بني يعرب لدينا حساسية شديدة من مصطلح ضفة خصوصا إذا كانت غربية فقد خسرنا واحدة فلم ندر وربما نفقد الثانية ونحن لا نشعر
    مع الأيام اكتظت الشرقية بساكنيها من الفساتين والخرق النسائية من كل شكل ولون وبدأت أم عبد الله تشتكي من ضيق الخزانة وعدم وجود متسع لملابسها .. وكأنها تريد أن يكون الحل من عندي ... الحل الحقيقي يكمن في إيقاف هواية جمع الفساتين ... لكن مثل هذا الحل غير قابل للتطبيق أو حتى النقاش ... واهتديت للحل الأنسب .. ولي قدوة بأساطين السياسة فبدلا من أن يعود الغاصبون من حيث أتوا أفسحوا لهم المجال بإخراج السكان الأصليين .. فغامرت بضفتي الغربية ـ وليتني لم أفعل ـ وقلت لها : يمكنك أن تضعي ما فاض من ثيابك في ضفتي الغربية فلعل هذا يكون من أسباب زيادة الألفة وتطبيع العلاقات بيننا من خلال زيادة التآلف والتعايش و الاحتكاك بين ثيابنا ... لم يمض شهر حتى ازدحمت ضفتي بعد أن كانت واسعة ... وتحول التعايش السلمي بين ثيابنا إلى احتكاك خشن .. وبدأت أعاني فثيابها وفساتينها مليئة بالفصوص والإكسسوارات ومع أدنى حركة تعلق بثيابي وخصوصا القطنية منها فتحدث فيها جروحا لا تمحى ... لم أسكت ولا يمكن أن أسكت على الضيم الذي حل برعيتي من ثيابي في موطنهم ... فعبرت لها عن أسفي لما أحدثته ثيابها بثيابي ... وطلبت منها أن تتصرف بمسؤولية وتعرف حقوق الجوار وضرورات التعايش السلمي .. وكلما اشتكيت لها الازدحام والتلف الذي يحل بثيابي .. ترد بدبلوماسية سافرة فتبتسم وتهز كتفيها وتقول : الضيق في القلوب لا في المكان أما في الواقع فيزداد سلوكها الاستيطاني .. حتى بدأت تشتكي الضيق .. وبدأت نغمة التذمر مرة أخرى .. حتى اقترحت عليً ذات يوم أن تضع ثيابي في إحدى حقائب السفر .. عددت هذا الاقتراح إهانة بالغة .. وانتفضت انتفاضة الأسد الجسور ..حتى جعلتها تسحب اقتراحها السخيف ولم يسعفني عقلي الكليل في اغتنام الفرصة فما دامت طرحت حقائب السفر حلا فثيابها أولى بالترحيل خصوصا تلك التي لم تعد تلبسها بتاتا لكني رضيت بالغنيمة بالإياب ... هدأت الأمور لحين وظننت أن غضبي مازال سلاحا رادعا عندما تتجاوز الملكة الخطوط الحمراء ... لكن صمتها لم يكن سوى كسبا للوقت وتمرير مشروع أخطر من سابقه ..
    ومن خلال برنامج مكثف أقنعتني بضرورة توفير خزانة لثياب الأولاد في غرفتهم .. وعلى حد زعمها تريد منهم أن يتعلموا الاعتماد على أنفسهم ويقوما بتنظيف ثيابهم وترتيبها بأنفسهم .. ولا يمكن إبقاء ثيابهم في خزانة ملابسنا فقد يرون ملا يحسن لهم رؤيته قالت : أريها عالية تصل سقف الغرفة .. وعريضة تسد الجدار مليئة بالأدراج والرفوف .. كانت خزانة ضخمة لدرجة أنها لم تدخل من الباب فأضطر النجار لإعادة تجميعها داخل الغرفة ...
    عندما تكون الفكرة من اقترحها فإن حماسها لا يكاد يوصف .. وعلى الفور بدأت بترحيل ثياب الأولاد لخزانتهم حتى إذا ما انتهت شرعت في ترحيل ثيابي عندها أدركت ما كانت تخطط له فغضبت واستهجنت هذا التصرف ... وطالبتها على الفور توقيف عملية ترحيل ثيابي من الضفة الغربية .. قلت لها أوقفي عملية الإجلاء دعينا نناقش الأمر ونبحث عن حل أفضل من هذا قالت إذا أتيت بحل عملي فلا مانع عندي لكن لا تضيع وقتي لدي غدا أعمال كثيرة ويجب أن أنتهي من ترتيب الخزانة الليلة ... كان شكلي مضحكا وأنا أروح وأجيء خلفها وهي لا تتوقف عن عملية الترحيل ... حتى إذا فرغت الضفة الغربية من سكانها الأصليين ... وامتلأت بالمستعمرين النسائيين نظرت إليها بيأس .. فأرادت أن تطيب خاطري فربتت بيدها على كتفي وقالت : يا عزيزي لا تحمل الأمور ما لا تحتمل .. ما الفرق أن تكون ملابسك هنا أو هناك ؟ ثم ما زال لثيابك حق العودة ... وسنناقش كم يعود ومتى يعود ... هيا لا تقف هكذا تعال ساعدني .... حتى إذا حانت ساعة النوم ليلتها دخلت غرفة الأولاد أبحث لي عن بيجامة فأطل عبد الله من تحت اللحاف وقال : ما دامت ثيابك عندنا لم لا تنام معنا ؟؟.... زفرت زفرة حارة وقبلت رأسه وتأبطت بيجامتي وانصرفت فما>ا عساي أن أقول له ؟.....
    المشكلة أن برنامج أم عبد الله الاستعماري لا يقف عند حد ... فهي كالإعصار الذي يريد أن يكتسح كل ما في البيت ويطبعه بطابعه النسائي لكن آليت على نفسي أن لا أفوتها على نفسي هذه المرة ... وأعلنت التعبئة العامة واستنفرت قواي استعدادا للمعركة القادمة التي انتقلت ساحتها إلى غرفة المعيشة ....
    فنحن نسكن شقة صغيرة نستخدم صالتها للمعيشة ... وفيها أرفف مكتبتي التي تتزاحم فيها كتبي وملفات أوراق عملي وأكوام الجرائد القديمة ... وكما هي هواية النساء في جمع التحف والمزهريات مما يغلي ثمنه ويقل نفعه ... لأم عبد الله عددا من المزهريات والتحف والجماليات التي ضاقت بها جدران المنزل ... ولم يتبق أمامها سوى أرفف مكتبتي ... فما كان منها إلا أن حملت بعض الكتب ووضعتها في كرتون و ركنتها في المطبخ لتفسح مجالا لتحفها ... وعندما تفقدت مكتبتي فقدت بعض كتبي ورأيت تحف أم عبد الله تقف مزهوة على الأرفف فأدركت أنها قامت بعملية تهجير أخرى .. وهذه المرة لأعز ما أملك ... وقفت أتأمل الوضع والحقيقة أن حلولا كثيرة طرأت لي فأكوام الجرائد التي لم يعد لها نفع يمكن أن تكون الضحية هذه المرة لا لتغادر المكتبة فقط بل إلى خارج الدار ... لكني أردت هذه المرة أن اكسر العصا بيني وبين زوجتي وأن أشد الشعرة لأقصى مدى فإما أن ترخي وإما أن تنقطع ...أما أنا فلن أتراجع ... حملت تحفها ووضعتها في الكرتون الذي وضعت فيه كتبي وأعدت كتبي إلى مكانها استشاط غضبها وبدأت تشكي كعادة النساء .. وتبرر فعلتها وأنها إنما أرادت تجميل بيتنا ليكون لائقا أمام الجميع ومن المفروض أن أشجعها ... قلت لها : هذا كلام غير منطقي .. أقدر لك حرصك على تزيين منزلنا لكن ليس على حساب كتبي ... قالت : وماذا أفعل بتحفي أين أضعها ؟ ... قلت سأريك ماذا تفعلين بها ... تناولت أجمل تحفة عندها وهويت بها أرضا حتى طارت شظاياها في كل مكان ... ذهلت من تصرفي فلم تكن تتوقعه أبدا حيث لم يسبق لي أن عاملتها بهذه القسوة ... فظلت صامتة لا ترد جوابا للحظات و بادرت عيناها بالجواب ... قالت وقد انهمرت دموعها : كسرتني سامحك الله ما هكذا أوصاك الله ... ثم ولت من أمامي باكية ....
    شعرت بألم شديد يعصر فؤادي من شدة الندم على ما فعلت وأحسست بالضعف يلفني .... وتبين لي أن الرجل أضعف ما يكون عندما يغلب زوجته أو ينتصر عليها وصدق الرسول حين قال " يغلبن الكريم .. ويغلبهن اللئيم "
    دمتم بخير

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    الموقع
    الجزائر*وهران*
    الردود
    408
    الجنس
    أنثى
    رااااااااااااائع
    مساكين هم الرجال
    لا مكان لهم في البيت خخخخ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الموقع
    اليمن
    الردود
    113
    الجنس
    أنثى
    سلمت لمرورك عزيزتي zolaa

    أتمنى أن يكون الموضوع عجبك ...

مواضيع مشابهه

  1. أخيراً انتصرت على الخميرة...........
    بواسطة bent masr في المعجنات والسندويشات والفطائر والخبز
    الردود: 7
    اخر موضوع: 10-02-2009, 02:30 AM
  2. ظاهرة الماركات انتشرت في الحريم
    بواسطة عبيرالربيع في نافذة إجتماعية
    الردود: 34
    اخر موضوع: 17-03-2008, 04:39 PM
  3. هل انتصرت على الشيطان
    بواسطة الحلم العربي في ملتقى الإخــاء والترحيب
    الردود: 2
    اخر موضوع: 17-01-2005, 01:37 AM
  4. مبروك لقد انتصرت ....
    بواسطة فرح في روضة السعداء
    الردود: 6
    اخر موضوع: 26-09-2001, 05:24 PM
  5. ظاهر انتشرت في مساجدنا للأسف
    بواسطة مليكة الطهر في الملتقى الحواري
    الردود: 7
    اخر موضوع: 24-07-2001, 05:09 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ