زوجي الحبيب.. أكتب إليك أخباري كما تعودت ُ أنا.. تعودت أن أكتب إليك دون أن تقرأ منها شيئا.. المدهش في هذه الأخبار أنها غالبا ما تبدأ بفيضانات من دموع.. وشهقات من بكاء..
هكذا تعودت أنا.. لا أكتب إليك إلا لحظة ألم.. ولحظات حزن.. جرعات من مرارتي وسحابات من دموعي أقذفها خارجا حتى لا تصيبني بسوء.. علني أرتاح منها.. فلا يبقى بداخلي أي أثر..
حبيبي.. لماذا تُسهر عيني وتنام؟!!.. كيف يهون عليك خصامي؟!!
أعلم أن حياتنا تغيرت.. أعلم أن دوام الحال محال.. أعلم انك منشغل بأمور كثيرة.. ولكن هذا لا يعطيك الحق في إهانتي.. أنا أفسرها إهانة.. لن أسمح لك بأن تغير معاملتك لي مهما كانت الضغوط ومهما جدّت المتغيرات..
كما أنا أفعل بالمقابل.. هل صرخت في وجهك في شدة تعبي؟!! هل حدثتك يوما بنبرة تأفف رغم ضغوطاتي وكثرة انشغالاتي.. هل وبختك يوما رغم كثرة أخطائك؟!!
حبيبي.. أرجوك تذكر.. هل ضايقتك يوما أو وجهت لك أي عتاب قاس حين تخطأ؟!! دائما أوجهك على استحياء.. وأنبهك على عجالة وأنا غارقة في الخجل حتى لا تشعر بأني أنتقدك...
فلماذا لا تعاملني بالمثل؟!!
أيصعب عليك جدا أن تعاملني بالمثل؟!!
إذا يصعب علي أنا أيضا أن أستمر معك كما عهدتني..
سترى مني زوجة أخرى.. أقسم لك بأن معاملتي ستتغير حتى تتغير..
في البداية جربت أنا أعاملك كأسلوبك.. حتى تشعر بمدى بشاعته.. بعمق ألمه وشدة جرحه..
وفكرت.. سأنتقدك بقسوة كما تنتقدني.. ولكني لم أستطع المداومة على هذا الأسلوب.. وفشلت محاولتي من أول يوم..
ليتك تعرف أنني حاولت تجربة أسلوبك نفسه معك ولم أستطع... حتى تعرف كم هو مؤلم تعاملك حتى ولو كنت َ أنت الطرف المقابل..
اليوم جرحتني بعمق.. لأول مرة تجرحني بهذا العمق.. ليتني أتمكن من السيطرة على دموعي حتى أستطيع إكمال كلماتي..
الحروف تتراقص أمامي ولا أتمكن من كتابتها.. آه ياقلبي الحزين.. لو أستطيع محو هذا الألم..
حبيبي.. جرحتني بعمق.. بعمق.. ولم أجد ردا على سهامك القاسية سوى الصمت..
صمت قاتل قتل قلبي وروحي معا..
ولن تجد لحديثك معي سوى الصمت.. لن تجد لأسئلتك سوى الصمت.. حتى نظراتك لن تواجه مني سوى الصمت.. وهكذا سيستمر الحال حتى يرفع الله عني وعنك..
أستطيع أن أرى غيظك من صمتي.. وصدقني أشعر بتــفاجئك من ردة فعلي.. هذا ما ستحصل عليه مقابل معاملتك المؤلمة..
تحترمني؟!!!!
لم أكن أعرف أن هذا هو منهج من يحترمون بعضهم..
حاليا.. أنا لا أحترمك.. ولكني وعلى الأقل أعبر عن هذا بطريقة أفضل من طريقتك..
في صمتي وعدم تحدثي إعلان لك.. (لست أحترمك)..
وهي معاهدة عقدتها مع روحي.. حين يعود احترامي لك... ستعود أحاديثي ويموت صمتي وسأعزف من أجلك نغمات صوتي..
ولا تخف!!
عدم احترامي لا ينفي لك حبي..
أحبك أنا..
أعلم أن هذا قدري.. وإلا فلماذا يهمني أمرك لهذه الدرجة؟!!
لماذا تستطيع أن تقلب حياتي حتى هذه الدرجة؟!!
أحبك..
وإن كابرت.. ورفض لساني أن يبوح بها بصوت مسموع.. فعلى الأقل.. لا يمنعني كبريائي من البوح بها بصوت مكتوب...
سامحك الله..
ولكني سأصمد أمامك.. وسأرى نتيجة قراري... عسى أن يحول الله هذه المحنة إلى منحة..
فإما نزداد قربا.. وإما أزداد بعدا...
كم أشعر بأن روحي منكسرة..
أشعر بتعب شديد.. متعبة أنا.. آه لو أستطيع النوم لخمس دقائق فقط.. يارب أرجوك ساعدني.. أرجوك خذ بيدي..اللهم غارت النجوم وهدأت العيون وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم يا حي يا قيوم أهدي ليلي وأنم عيني
الروابط المفضلة