ان وجود علاقة عاطفية بين الزوجين له تأثير ايجابي وفعال على الحالة السلوكية لابنائهما سواء صحياً او نفسياً او اجتماعياً ويقلل من امكانية انحرافهم وهذا يتضح مليا وجليا في البيوت والاسر التي تعتمد الحب مبدأ يحكم العلاقة بين الاب والام مما يساعد على نشأة ابناء يتمتعون بالامان ،
على حاضرهم ومستقبلهم. ومن خلال بعض الدراسات انتهت النتائج الى ان ابناء الامهات غير المتوافقات زواجياً اكثر معاناة من المشكلات الدراسية والاسرية والصحية بيد ان هذا التوافق لابد وان يطال اشياء كثيرة واعنى به التوافق الثقافي والفكري وكذلك الاجتماعي اضافة الى التوافق المهم والاهم في ذات الوقت وهو التوافق النفسي والذي من خلاله يتم التقارب بدرجة كبيرة من التفاهم بين الزوجين وبالتالي تنشأ بينهما المحبة والمودة والالفة والرحمة ويعتبر مدخلاً ايجابياً ومناسباً لتنشئة الابناء تنشئة سليمة وخالية من العقبات، فالصفاء بين الوالدين وتقاربهما يجعل الابناء يرون الدنيا جميلة، كما ينشأ الابناء في ظل التوافق بين الوالدين في جو من الامن والطمأنينة اضافة الى حياة يسودها التكاتف والتعاضد بين الاخوة اضافة الى اتسامهم بالامانة والصدق والوفاء وجميع هذه الصفات الايجابية التي تكتسب من هذا الوضع السوي الذي يسود العلاقة بين الزوجين.
ويقول نزار جودة ـ موظف ـ ان مسألة الحب بين الزوجين وتأثيرها على سلوكيات الابناء لا شك انها تؤثر تأثيراً ايجابيا على الابناء كونهم يقتدون بوالديهم.
ومن خلال منظوري الشخصي ارى ان توافق الزوجين له اكثر من مظهر فهناك التوافق الثقافي وهذا التوافق ركيزة اساسية في تنشئة الابناء على اعتبار ان الثقافة هي المؤسس الرئيسي للقيم والعادات والسلوك ومن هذا المنطلق فإن التوافق بين الزوجين في هذا المجال يؤدي الى تنشئة الابناء على ثقافة واحدة دون الوقوع في مشكلة الفراغ العقلي والسلوكي ان الذي يؤدي الى المزيد من المشاحنات بين الابناء بسبب عدم وجود قدوة تعلمهم الحب والعطف والحنان مما يهدد بنيان الاسرة ويهدد مستقبلها لذلك يجب على الزوجين ان يكونا متفقين على اسلوب ادارة المنزل او مواجهة الحياة وسيكون من المناسب فيما لو كان الزوجين يعملان فيكون هناك فصل بين دخل الزوج ودخل الزوجة لان هذا الفصل يوسع مدارك الابناء نحو الاستقلالية التي ربما تؤدي بالابناء مستقبلا الى الانانية وبالطبع فإن هذه الانانية ظهرت بسبب استقلال الاب او الام بدخلهما الشهري لسد حاجات المنزل او بعض التكاليف وعندما يكون الابناء انانيين يكونون انانيين في مجالات كثيرة وليس فقط الراتب فهو يستقل بألعابه واقلامه وكتبه وكافة ممتلكاته ولا يجود به لاخوته ولا الى الناس وهذا من مساويء اخلاق الابناء الناتجة عن عدم التوافق الاقتصادي كما يأتي التوافق الاجتماعي كأحد هذه التوافقات المهمة والتوافق الاجتماعي بمعنى ان يكون للزوجين نظرة مشتركة في التعامل مع افراد المجتمع من اصدقاء ومعارف واقارب وزملاء دراسة وكذلك زملاء عمل مما يؤدي الى انسجام في النظرة الى المجتمع.
ومن اهم النقاط التي يجب ان تؤخذ في الاعتبار بعض القيم مثل الاحترام المتبادل لكل طرف للآخر واحترام اهتماماته وذلك لتسهيل مفهوم الحياة المشتركة وكل ذلك يؤدي في النهاية الى تكوين شخصية متوازنة لدى الابناء الذين يعيشون في هذا المنزل وذلك بتشرب هذه المعطيات من توافق ثقافي واقتصادي واجتماعي وهذه الشخصية المتوازنة للابناء تتيح لهم السير في هذه الحياة المضطربة والقلقة التي تسود عالمنا المعاصر ـ وخاصة اذا كان الزوجان يؤدي كل منهما دوره في تربية الابناء بتوافق كبير ومساعدتهم بكافة اشكال المساعدة في مراحل نموهم اطفالاً وشبابا وكباراً حيث ينشأ الابناء بشكل عام على انماط في السلوك والافكار منها على سبيل المثال وليس الحصر الايمان بالمعتقدات الدينية السليمة مثل الصلاة والصدق والامانة اضافة الى الاخلاق الفاضلة مثل الوفاء ومساعدة الآخرين اضافة الى التكاتف والتكافل ما بين اخوانهم واخواتهم خاصة والمجتمع بشكل عام كما يتيح التوافق ما بين الزوجين الى مساعدة الابناء على توسيع مداركهم لادارة شئون حياتهم الحالية والمستقبلية بالاعتماد على انفسهم من خلال ما تم من تغذية افكارهم بكل ما هو جميل ورائع وايجابي.
القدوة الحسنة
ويقول جمال بن عبيد البح مدير عام صندوق الزواج ان الزواج ما هو إلا شجرة يجني منها الازواج الثمر الطيب وهذا لا يتأتى إلا بعوامل كثيرة مثل المحبة الخالصة بين الزوجين والتفاهم التام لان الابناء عندما يعيشون في بيئة يسودها الوئام والانسجام يكونون اكثر من غيرهم نجاحاً في المستقبل وكذلك اكثر ترابطا فيما بينهم وذلك نابع من المحبة الصادقة بين الازواج وتعتبر قضايا التنشئة الاجتماعية من القضايا الرئيسية في مجال تنشئة الابناء تنشئة سليمة، واساس هذه التنشئة هي مدى انسجام الوالدين وقدرتهما على ايصال رسائل عملية الى ابنائهما من اجل تهيئتهم للقيام بدورهم الاجتماعي في محيط اسرتهم على أكمل وجه، فالابناء دائمو المراقبة لتصرفات والديهم والحذر نحو هذه التصرفات خيراً كانت أم شراً جميلة كانت أم قبيحة، وهنا تبدأ المرحلة الاولى والخطوة الاساسية فإن كان الازواج متفاهمين ومترابطين نشأ الابناء على النسق ذاته ونما معهم حب الصفات النبيلة والمكارم الحميدة والاخلاق التي هذبها الاسلام اضافة الى شعور الابناء بالامان والطمأنينة وهذا بدوره يساعد الابناء على الحياة في ظل حياة كريمة وهذا يؤثر تأثيراً ايجابياً على نمط سلوكيات الابناء في كافة مجالات المعيشة والعكس صحيح كما ان الابناء يعتبرون هذه التصرفات بمثابة تأسيس لهؤلاء الابناء وهنا تأتي اهمية وجود الوالدين كقدوة حسنة لابنائهما في تصرفاتهم فالابناء مهما ينصح الوالد ابنائه اضافة الى تعليمهم وتنشئتهم النشأة الحسنة إلا ان التنشئة الحقيقية تنبع من سلوك الزوجين فمثلا الشجار الذي قد يتكرر امام مرأى الابناء لا شك انه يعكر صفوهم ويزعزع ثقتهم بمستقبل حياة ابويهم، ولذا فالابناء ينشأون تحت ضغوط تهددهم دائما مما يجعلهم قليلي الراحة كثيري الهم والقلق وهذا يضعف الجانب الاجتماعي للابناء فأما ان يكون منزويا لوحده بعيدا عن الناس واما ان يكون متشرداً لا ملجأ له سوى الطرقات والشوارع وبالتالي يخسر الابناء انفسهم أولا وما لديهم ثانيا، والمجتمع بأسره ثالثا وعند هذا من يكون المسئول بالطبع الزوجين وربما تمتد هذه التصرفات السلبية عند الزوجين على تركيز الابناء من الجانب الدراسي.
الروابط المفضلة